تفاصيل حديث طفلة 3 ساعات تحت أنقاض منزلها المنهار: «ماما وأخواتي فين؟»
غبار كثيف، أحجار متناثرة في كل مكان، صوت الانهيار لا يزال صداه يتردد في آذان الجيران، المفاجأة كانت مفجعة، في لمح البصر منزل كامل ينهار في قرية شُطب، إحدى القرى التابعة لمحافظة أسيوط، وسط صرخات من المحيطين وأصوات تنادي بإنقاذ من هم تحت الحطام، بينها صوت ضعيف، يرتجف في رعب، ويستغيث بأحد ينقذه من تحت الأنقاض.
مأساة كبيرة عاشتها طفلة تدعى «هدى» عمرها 13 عاما، على مدار 3 ساعات، جسدها بالكامل تحت الأنقاض، ولا ترى شيئًا سوى السواد الكاحل بعد انهيار منزل الأسرة المكون من طابقين فوق رأسها، في تمام السابعة من صباح أمس، لا ترى والديها بجانبها، فقط تسمع صوت شقيقتها الأصغر صاحبة الـ3 سنوات تصرخ، وهي لا حول لها ولا قوة.
صوت الطفلة الصغيرة وصل إلى رجال الأمن، الذين تواجدوا في الحال فور انهيار العقار، ودار بينهما حديث مطول على مدار 3 ساعات، خالطت خلاله الدموع صوت الطفلة، فيما سعى العقيد نجاح محمد تهدئة الصغيرة، التي كانت تسأل بعاطفة الشقيقة الأكبر، «ماما وأخواتي فين
حاول رجال الأمن طمأنة الطفلة، حتى يتمكنوا من إخراجها بسلام، دون إصابتها بأذى، خاصة أن أسرتها بالكامل كانت تحت الأنقاض أيضًا، وشقيقتها الأصغر فاطمة لم تتحمل ما يحدث حولها، وفارقت الحياة قبل أن يصل لها رجال الإنقاذ، على الرغم من فتح أكثر من مكان لتهوية «هدى» وشقيقتها، بعد أن صرخت «الحقوني بموت».
تمكن رجال الإنقاذ البري، من إنقاذ الأم والأطفال مصطفى 12 سنة، ومحمد 10 سنوات والطفل عبدالله 4 سنوات خرجوا سالمين من المنزل، ولكن ظلت «هدى وفاطمة» تحت الأنقاض، لمدة 3 ساعات، وسط دعوات الأهالي، الذين كانوا يسمعون صوتها، ورجال الأمن توجهوا للأسفل يحدثونها، «أهلك كلهم كويسين وأنت ثواني وهتخرجي متخافيش».
وبجهد كبير، تمكنت الحماية المدنية إنقاذ هدى من تحت الأنقاض دون أن تصاب بأذى، ولكن شقيقتها كانت فارقت الحياة، بينما كتب لصاحبة الـ13 عاما، عمرًا جديدًا.
وتلقى اللواء أسعد الذكير مدير أمن أسيوط، بلاغًا يفيد بانهيار عقار بقرية الطب بمركز أسيوط، وبه أسرة كاملة، على الفور انتقل رجال الأمن، بقيادة السيد الحكمدار لواء أشرف سعد، والعميد محمود عيسى مأمور مركز أسيوط، مع رجال الحماية المدنية لإنقاذ الموقف.