هب لنفسك
ما شاءت من الصمت
فأنت الآن
ملك للهباء .
ورد على قبر الغريب
خذ واحدة
و ضعها على حزنك الكبير
ثم افتح أزرار الخيبة
و دثر حلمك بالحكمة القديمة
شارد صدرك
يحاصره صقيع المساء
و على ضفافه الواسعة
ترفل ظبية وحيدة
تشكل من عينيها
مرايا لأعراسك المستحيلة .
هذا الليل
غارق في الوجد
و ذاك الثغر
ينشد ملحمة الجسد .
هيا إذن
لا تسأل
عن نهاية الغمام
و اعصر
ما تبقى من الذاكرة
نبيذا لكل الأحبة و الغرباء
هل لك
أن تروض الفراشات على المدح .
هل لك
أن تخبئ كل الأسرار في كف العذارى
و تسرح في أبجدية الحكم .
هل لك
أن تصرف قلبك عن عشق الأقواس
فتخلو لوحدتك مرة أخرى ؟
قبل الورد الجافل
و زكي شهوته بمزهرية الأغاني
تليق بنهاية مبكرة
ثم انسج من عذابه
مآزر و خواتم
لحفلك السري .
توقظك الحروف
على وقع الحروف
و يحضر الصمت في أنفاسك
فتعيد الكلام للورق
و تعيد التعب
الى الجثت المرصوصة في عينيك
ثم تفتح الأبواب
فتسقط من حلمك الصور .
تطوقك الرغبة
فيأتي المصور
و يأخذ للمشهد لعنة أخرى .
امتداد خصب
لخطاياك المزهرة
و المدينة
تعاقر أماسيك في تكثم مشبوه .
تقدم إذن
فان لك في حضرة المكان
أسرار
و لك في الصدر
عشق مرتعش
فلا تصفق لكل الصور
إن حزنا ما ينتظرك………….
ادريس سراج
فاس المغرب