بقلم مصطفى سبتة
جلسا سويّاً والليالي مقمرة
يتغازلان ويأكلان مُحمَّرة
قال الحبيبُ ممازحاً يا زوجتي
إني أراكِ فقيهةً متنوّرة
إنَّ العنوسةَ في البلاد كثيرةٌ
وكبيرةٌ و خطيرةٌ و مدمِّرة
و لقد وجدتُ اليوم حلاً رائعاً
لو تسمحين حبيبتي أن أذكره
قالت: تفضّل يا حياتي إنني
ممنونةٌ لمشورتي ومقدّرة
فأنا لمشكلة العنوسةِ عندنا
محزونةٌ و كئيبةٌ ومكدّرة
قال الحبيبُ أيا ربيعة عمرنا
هذا كلامُ حكيمةٍ ما أكبره
لو أنّ كلَّ رجالنا قد عدّدوا
لم يبقَ من جنس النساء مُعمِّرة
فإذا قبلتِ بأن أكون ضحيّةً
ونكونُ للأجيال شمساً نيّرة
فإذا رضيتِ يكون أجرُكِ طيّباً
وجزاءُ من ترضى بذاك المغفرة
ضحكت وقالت يارفيقي إنّه
رأيٌ جميلٌ كيف لي أن أنكره
عندي عروسٌ لقطة ترجو لها
رجلاً ليسترها في الحياة وتستره
فإذا قبلتَ بها سأخطبُها غداً
قبل الفوات فإنني متأخرة
هي لاتريدُ من النقود مقدما
للمهر أيضاً لا تريد مُؤخره
فتنهّدَ الزوجُ المغفّلُ قائلالها
هذي الصفاتُ الرائعاتُ الخيّرة
قالت و لكنَّ العروسَ قعيدةٌ
سوداء عمشى والعيون محبّرة
وضعيفة في السمع درداء له
طقمٌ من الأسنان مثلُ المسطرة
والأنفُ ..قال مقاطعا ويلي كفى
هذي عروس زوجتي أم مقبرة
فتخاصم الزوجان حتى قبعت
ما بينهم نارُ الحروب مسعّرة
واستيقظَ الجيرانُ ليلاً هزّهم
صوتُ الصراخ كأنّها متفجّرة
ورأوا أثاثاً قد تطاير في السما
صحناً و مقلاةً كذلك طنجرة
كأساً و إبريقاً و مكنسةً كذا
سمعوا استغاثةَ صارخٍ متجبّرة
ذهب الزعيم إلى الدوام صبيحة
و كأنه بطلُ المعارك عنترة
ما فيه إلا كدمةٌ في رأسه
يده إلى الكتف اليمين مجبّرة
وبعينه اليسرى ملامحُ كدمةٍ
كحليّة وكذا الخدود مهبرة
وبه رضوضٌ في مفاصلِ جسمه
لكأنّما مرّت عليه مُجنزرَة
ومضى يقصُّ على الرفاق بأنّه
قد حطّمَ الوحشَ الكبير وكسّره
ضحكوا وقد عرفوا حقيقةَ أمره
تباً لقد جعل الرجولَة مسخرة
عاد الحبيبُ لزوجه مستسلماً
و معاهداً ألا يعيدَ الثرثرة
قالت : لعلك قد رأيت بأنني
لخلاف آراء الحياة مقدرة
لكن لئن كررت رأيك مرّةً
فلأجعلنَّ حياةَ أهلك مرمرة