بقلم دكتور / خالد الجندي
تتمثل مظاهر العولمه على التعليم المصري في تطبيق النظام العالمي الجديد الذي يتخذ من المجتمع الأمريكي نموذجا مصغرا لصوره الكره الارضيه للمجتمع واحد وبالرغم من أن هناك تأثيرات متعدده للعولمه على جميع نواحي الحياه إلا أنه من الملاحظ أن تأثير العولمه في مجال النظم التعليميه لا يزال يعد ضعيفا؛ فمازالت بعض الدول تحتفظ بنظام تعليمي بما كان عليه منذ خمسين عاما٠
وإذا كان حجم التغيير في مصر أقل بكثير مما تتطلبه ظاهره العولمه من تغيير وتطور، فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو كيف يجب أن يتغير التعليم؟
وتتعد مظاهر هذه التغيرات منها على سبيل المثال :
المظاهر الإقتصاديه :
فالعولمه هي أساسا مفهوم إقتصادي قبل أن تكون مفهوما علميا أو سياسيا أو ثقافيا أو إجتماعيا، كما أن أكثر مايتبادر إلى الذهن عند الحديث عن العولمه هو العولمه الإقتصاديه ولذلك فإن الرأسماليه هي أساس النظام الإقتصادي
ويعود هذا الإرتباط العميق بين العولمه من ناحيه والعولمه الإقتصاديه من ناحيه أخرى إلى أن المظاهر والتجليات الإقتصاديه للعولمه هي الأكثر وضوحا في هذه المرحله من مراحل بروز وتطور العالم كلحظه تاريخيه جديده، فكل المؤشرات توحي بأن العولمه الإقتصاديه هي الأكثر إكتمالا، والأكثر تحققا على أرض الواقع من العولمه الثقافيه أو السياسيه،
ومن هنا هيمن الفهم الاقتصادي على ظاهره العولمه التي هي حتما ليست ظاهره اقتصاديه فقط، فالعولمه لحظه تاريخيه تتضمن كل الأبعاد الحياتيه المختلفه والتي تتداخل مع بعضها لتشكل عالما بلا حدود إقتصاديه أو سياسيه أو ثقافيه٠
ومن المتوقع أن يكون عالم الغد في المجال الاقتصادي مختلفا عن عالم اليوم من حيث التنظيم والإداره وعمليات الإنتاج، وسبل الاستثمار، وأنماط الاستهلاك وغير ذلك من الأمور مع الوضع في الإعتبار أن ملامح المستقبل تحمل بين طياتها التأكيد على إداره التكنولوجيا والإهتمام بتسريع الإنتاج
والعولمه الإقتصاديه لا تقتصر فقط على العولمه التجاريه ولكن هناك أيضا العولمه الماليه فتتم عمليات السوق الماليه بسرعه مزهله دون تدخل من الحكومات ٠
فقد أصبحت الدول الكبرى تلهث وراء التطورات في الأسواق الماليه وتتأثر بتقلباتها فعندما تقرر أي دوله خفض قيمه عملتها لأسباب داخليه، قد يتسبب هذا في إحداث إنهيارات ماليه في معظم أسواق العالم ولعل من أوضح الأمثله ماحدث في المكسيك عندما قررت الحكومه هناك خفض قيمه عملتها ( البيزو) خمسه سنتات أمريكيه فقام من استطاع من المستثمرين بتهريب أموالهم ففقد البيزو 30% من قيمته في ثلاثه أيام مما تسبب في حدوث حاله من الذعر في الأسواق العالميه
فالعولمه الإقتصاديه في السوق المصريه تعني تسرب رأس المال المصري إلى خارج وطنه،
مما يسبب كثير من المشكلات في قياسات الدخل القومي، ذلك أن دوره الإقتصاد وحركه رأس المال تتم خارج َصر ومن ثم تنمو الصناعات الأجنبيه على حساب الصناعات المصريه ٠ وكذلك فإن ضعف القدره التنافسيه للمنتج المصري أمام المنتج الأجنبي قد يؤدي إلى تغيير نشاط الأفراد والمؤسسات والشركات في مصر لتكون مراكز توزيع المنتج الأجنبي، وهذه الأخيره تذيب الهويه الإقتصاديه لمصر
كل ذلك ينعكس بشكل غير مباشر على تغيير فلسفه التعليم في مصر من حيث تغيير سياسه واتجاهات التمويل ومصادره وأساليب التعليم ونوعيه التعليم وإحتياجات السوق المتعلمين ومستحدثات الوظائف المطلوبه وعلى ضوئها يتم وضع مناهج قد لا تتلائم مع طبيعه التعليم في مصر لكنها تواكب سوق العمل
ومن هذا المنطلق تؤثر العولمه الإقتصاديه على التعليم في مصر