كتب / المستشار أحمد عناني.
آمنه نصير كانت في جره وطلعت لبره و الأزهر متهم بالتقصير في الرد .
عزيزي القارئ دعنا نضع سويا ميثاق ودستور ، سيكون رفيقا لنا ومراقب علينا طوال الرحلة التي ستبدأ أولي مغامراتها من اليوم الجمعة 2020/11/20 وهو إلتزامي الكامل بالحياد تجاه جميع المواقف بمعنى الا يكون قلمنا موجة أو مسلط علي أحد ، والمصداقية في العرض لن أخفي عليك شئ أعلمه في كل موقف سنتحدث عنه ، وكما سمحت لنفسي بعرض وجهة نظري علي الجميع فمن حق الجميع أن يعبر عن رأيه في كل كلمة يقرأها بموضوعية شديدة ….
عزيزي القارئ المحترم ، الآن أول رحلة سنخوضها معا إربط الحزام ستقلع الطائرة
“آمنة نصير”، أستاذ العقيدة والفلسفة والعميدة السابقة لكلية الدراسات الإنسانية بفرع جامعة الأزهر بالإسكندرية. ولدت بقرية موشا التابعة لمركز أسيوط في صعيد مصر. وهي خريجة الامريكان كولج سكول (BMI) في أسيوط من قبل ذلك. كان لها موقف معادٍ لارتداء الطالبات النقاب بجامعة الأزهر أواخر عام 2009.نجحت في انتخابات مجلس النواب المصري أواخر عام 2015 مشاركة في قائمة في حب مصر.
من هذه المقدمة البسيطة تجد بنت الريف التي ترعرعت في مدارس الأزهر الشريف منذ نعومة أظافرها ، هي من تنادي بخلع النقاب ، وغلق المعاهد الأزهرية ، وذلك بعد دراستها في الأمريكان كولج سكول .
تذكر معي عزيزي القاريء المثل الشعبي الذي إعتاد عليه الناس عندما يجدوا شخصا ما تحول من حالة الي حال آخر يرفضه المجتمع ، يقول أهلنا من البسطاء (كان في جره وطلع لبره )
فلا تتعجب حينما تسمع تصريحاتها الآخيره التي تجيز زواج المسلمه من معتنق ديانه آخري ، فهي من بدلت في السابق موقفها من المدرسة التي نشأت فيها ، من آجل الظهور علي الساحة بمبدأ خالف تعرف .
قبل أن نتحدث عن موضوع التصريحات ، دعونا أولا نثبت صحة الشكل الذي بات جاليا امام الجميع بنسبة كبيرة ولتأكيدها ، لابد وأن نجيب علي السؤال الأهم وهو .
لماذا ظهر هذا التصريح في هذا الوقت بالتحديد ؟؟؟
أستطيع أن أجيب علي السؤال من وجهة نظري الشخصية الغير ملزمة لأحد ، بالتوقيت أثر قوي فآمنه نصير منذ فترة طويلة بعيدة تماماً عن الأضواء ، وتعلم لكونها أستاذ عقيدة أن الحرب الأزليه بين العلمانية والأزهر مالت الدفه الإعلامية تجاه مناصرة العلمانية في الوقت الراهن ففجرت مفاجأة كبيرة كي يتحدث عنها مناصري العلمانية من الإعلاميين ، ونجت في ذلك وطبقت مدرسة التحول التي ذكرنها في مقدمة كلامنا ، لتعود للأضواء مره آخري .
أما عن الموضوع ذاته ، أعترف أمام الجميع أن الأزهر مقصر في الرد تماما ، لإكتفائه بمجرد منشورات علي مواقع التواصل الاجتماعي ، لمناهضة التصريحات ، إذا أين الندوات والمؤتمرات الدولية والمحلية ، هل ذهبت سدي ؟؟؟
هل أن القرآن قد خلي فعلا من نص ؟؟؟
الإجابة في ذلك أن النص موجود ولكن في عدة مواضع متفرقة .
وحينما رد الأزهر برأي الإجماع هل شرح في مقدمة حديثة ما هو الإجماع وأدلة الأخذ برأيه ؟؟؟
الإجابة ، قولا واحدا لا ، إذا كان التقصير من الآزهر داعم للضجة .
وهذه أدلة التحريم مفصلة ،سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
قال الله تعالى: { ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم أولئك يدعون إلى النار والله يدعو إلى الجنة والمغفرة بإذنه ويبين آياته للناس لعلهم يتذكرون }. [ سورة البقرة: 221 ].
دلالة الآية الكريمة على تحريم زواج المسلمة بغير المسلم لا خلاف فيه بين المفسرين وعليه إجماع الفقهاء سلفا وخلفا، والمقصود بغير المسلم كل كافر أو مشرك سواء أكان من الوثنيين أو المجوس أو من أهل الكتاب، وفيما يلي أقوال بعض العلماء:
قال الإمام القرطبي: ” أي لا تزوجوا المسلمة من المشرك وأجمعت الأمة على أن المشرك لا يطأ المؤمنة بوجه لما في ذلك من الغضاضة على الإسلام “. [ الجامع لأحكام القرآن: ج: 3 ص: 72، وانظر: فتح القدير:ج1ص224 ].
قال الإمام الرازي: “فلا خلاف ها هنا أن المراد به الكل-أي جميع غير المسلمين- وأن المؤمنة لا يحل تزوجها من الكافر البتة على اختلاف أنواع الكفرة “. [ التفسير الكبير:ج6،ص64، وانظر: تفسير ابن كثير:ج1ص258 ].
قال الإمام الشافعي رحمه الله: ” وإن كانت الآية نزلت في تحريم نساء المسلمين على المشركين من مشركي أهل الأوثان يعني قوله عز وجل: { ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا } فالمسلمات محرمات على المشركين منهم بالقرآن بكل حال وعلى مشركي أهل الكتاب لقطع الولاية بين المسلمين والمشركين وما لم يختلف الناس فيما علمته “. [ أحكام القرآن للشافعي ج: 1 ص: 189 ].
قال الإمام الكاساني: ” فلا يجوز إنكاح المؤمنة الكافر لقوله تعالى: { ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا } ولأن في إنكاح المؤمنة الكافر خوف وقوع المؤمنة في الكفر لأن الزوج يدعوها إلى دينه والنساء في العادات يتبعن الرجال فيما يؤثروا من الأفعال ويقلدونهم في الدين وإليه وقعت الإشارة في آخر الآية بقوله عز وجل: { أولئك يدعون إلى النار }. [ سورة البقرة: 221 ]. لأنهم يدعون المؤمنات إلى الكفر والدعاء إلى الكفر دعاء إلى النار لأن الكفر يوجب النار فكان نكاح الكافر المسلمة سببا داعيا إلى الحرام فكان حراماً. والنص وإن ورد في المشركين لكن العلة وهي الدعاء إلى النار يعم الكفرة أجمع فيتعمم الحكم بعموم العلة فلا يجوز إنكاح المسلمة الكتابي كما لا يجوز إنكاحها الوثني والمجوسي لأن الشرع قطع ولاية الكافرين عن المؤمنين بقوله تعالى: { ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا }. [ سورة النساء: 141 ]. فلو جاز نكاح الكافر المؤمنة لثبت له عليها سبيل وهذا لا يجوز”. [ بدائع الصنائع ج: 2 ص: 271 ].
قال الإمام مالك: ” ألا ترى أن المسلمة لا يجوز أن ينكحها النصراني أو اليهودي على حال وهي إذا كانت نصرانية تحت نصراني فأسلمت إن الزوج أملك بها ما كانت في عدتها ولو أن نصرانيا ابتدأ نكاح مسلمة كان النكاح باطلا “. [ المدونة الكبرى ج: 4 ص: 301 ].