بقلم مصطفى سبتة
دعوني أنظم الأشعار يوماً
ليصـــرخ بيننـا هـــذا حـرام
هل التّغيير عرقله النّظام
أم الإصـلاح يكرهه اللّـئـام؟
بدأنا في مناقشة القضايا
وحول النّهـب قد كثر الكـلام
فهذا يشتكي من خطف أرض
وغيــــره لا يناسبه المــقــام
وآخر يشتم الحكّام جهرا
ويصـــرخ بيننـا هـــذا حـرام
تيتّمت النّزاهة في بلادي
وحلّ اللّيل فانتشـــر الظّـلام
متى العدوى يعالجُها الدّواءُ
متى الإنسـانُ يوقظُه البـلاءُ
ألسنا مُسلمين بغير دينٍ
وكيف سنهتدي والجهـلُ داءُ
تسير بنا الضّلالة نحو ويْلٍ
به السّفهاءُ في الظّلمـاء جاءوا
وجاءوا بالتّطرّف والمعاصي
فساد الخوفُ وانتــشر الوباءُ
ولوّثت الجهالةُ دين ربّي
بغيٍّ فاستــبدّ بنا البغــــــــاءُ
دعوني أنظم الأشعار حرّا
لأحيي ثورتي نــظما ونثـــرا
يحاصرني اللّئام من الأهالي
بحقـد مظــــــــلم يزداد شرّا
يروني عاصيا وبشير شؤم
أحرّض إخواتـي وأبوح جـهرا
قضيت فتوّتي في جوف قبر
وكان برفقتي موتى وأســـرى
وما خوض المعارك كان سهلا
ولــــــكنّ المـــــــقدّر كان مرّا
سأبصق بالحروف على الكلاب
وأهجــو المارقين من الذّئاب
سأمطرهم بشتم كان عارا
لأنّ شـرورهم وقفـــت ببابي
رماني حقدهم بالنّار رميا
تطاير شــرّها فكــوت ثيابي
ولم تمسس حروفي أو قريضي
وظلّ الحرف يرجم في الكلاب
ولست بتارك وطني وديني
ولو ذقت الفظيع من العـــذاب
ستهزم أحرفي كلّ الرّعاع
وتسكن في الضّمائر بالشّــعاع
وتلك الأحرف الخرساء هبّت
فأمطرت المــنافع في البقـاع
وأنبتــــت الرؤى فردا وزجا
فأنقدت العقول من الضّيـــاع
ألا يا إخوة الأوطان فينا***
دعوا الأفـكار تزهر بالــــــيراع
ولا تدعوا الجهالة تشترينا
فإنّ البيع ينسـب للضّـــــــباع
ألا هبّوا جميــــــــعا ثائرينا
فقد ألفوا انكســار العزم فيــنا
سنمنحهم دروسا جاء فيها
بأنّا في الصّــفوف الأوّلينــــا
وأنّا القادرون على التّحدّي
إذا ما القمع جرّعنا المـــشينا
ألا أبلغ كلاب الصّيــــد عنّا
فنحن إلى التّحرّر قادميــــنا
بنا التّغيير أصبح مستعدّا
لخلع تسلّــط المـــتسلّطينا