حصن بابليون (قصر الشمع)

✍️بقلم / دنيا عزيز احمد

* يعتبر حصن بابليون واحداً من أعظم القلاع التي تم بناؤها بواسطة الإمبراطوريه الرومانيه يقع في مدينة القاهره في حي مصر القديمه عند محطة مار جرجس لمترو الأنفاق.
حيث امر الإمبراطور الروماني تراجان ببنائه في القرن الثاني الميلادي وقام بترميمه وتوسيعه الإمبراطور الروماني اركاديوس في القرن الرابع، تعتبر قلعة تراجان هذه غير القلعه القديمه التي ذكرها المؤرخ استرابو وكان موقعها إلى الجنوب من قصر الشمع.
(بناء الحصن) :
يعود تاريخ بناء حصن بابليون إلى النصف الثاني من القرن السادس قبل الميلاد؛ عندما احتل الملك البابلي نبوخذ نصر مصر وحكمها. ثم بعد إحتلال الإمبراطوريه الرومانيه لمصر في القرن الأول قبل الميلاد خلال عهد القيصر أغسطس استخدمت بابل وحصنها لحماية الطرق الجنوبيه لدلتا النيل ومدينة الاسكندريه الكبرى، وفي بداية القرن الثاني بعد الميلاد قرر الإمبراطور الروماني تراجان بناء حصن جديد وضخم في المنطقه مساحته 60 فداناً مستغلاً بذلك الأهميه الإستراتيجيه والعسكريه للمنطقه، حيث استخدم الحصن في الحكم الروماني كقاعده رئيسيه لإنتشار الإمبراطوريه ومد نفوذها في المنطقه التي تقع أسفل نهر النيل. أما قلعة بابليون او قصر الشمع تبلغ مساحته نصف كيلومتر مربع.
في روايه أخرى قيل سبب بناء الحصن يعود للقرن التاسع عشر قبل الميلاد، حيث قام سنوسرت بهزيمة البابليين بعد معركه داميه جداً وقام بعدها بأخذ السجناء إلى مصر بهدف استبعادهم لكن السجناء تمردوا وقاموا ببناء حصن منيع للدفاع عن أنفسهم ومنذ ذلك الحين سميت ببابل.
(سبب تسمية الحصن بهذا الإسم) :
يرجع تسمية الحصن إلى اسم عاصمه مجاوره تعرف بإسم باب “بابل”.
كما يعرف أيضاً بقصر الشمع وذلك يرجع لأنه كان في أول كل شهر يوقد الشمع على احد أبراج الحصن التي كان تظهر عليها الشمس ويعلم الناس بوقود الشمع بإنتقال الشمس من برج إلى آخر.
(الوصف المعماري للحصن) :
استعمل في بناء الحصن أحجار أخذت من معابد فرعونية وأكملت بالطوب الأحمر مقاسه 30*20*15 سم ولم يبق من مبانى الحصن سوى الباب القبلى يكتنفه برجان كبيران- وقد بنى فوق أحد البرجين الجزء القبلى منه الكنيسة المعلقة- كما بنى فوق البرج عند مدخل المتحف القبلى كنيسة مار جرجس الرومانى للروم الأرثوذكس (الملكيين) أما باقى الحصن وعلى باقى السور في بعض أجزاؤه من الجهة الشرقيه والقبليه والغربيه بنيت الكنائس – المعلقه – وأبو سرجه – ومار جرجس – والعذراء قصرية الريحان – ودير مار جرجس للراهبات – والست برباره – ومعبد لليهود.
(فتح حصن بابليون) :
في عام 641 سقط الحصن في يد عمرو بن العاص بعد حصار دام نحو سبعة أشهر 18 ربيع الآخر 20 هـ وكان سقوطه إيذاناً بدخول الإسلام في مصر.
اختار ابن العاص مكان صحراوي يعتبر عسكرياً موقعاً إستراتيجياً شمال حصن بابليون وأقام فيه مدينة الفسطاط فوق عدة تلال يحدوها جبل المقطم شرقا وخلفه الصحراء التي يجيد فيها العرب الكر والفر والحرب والنيل غرباً ومخاضة بركة الحبش جنوباً وهما مانعان طبيعيان. شيد عمرو بن العاص مدينة الفسطاط كمدينة حصن وبها حصن بابليون لتكون مدينة للجند العرب.
(الآثار المحيطه بحصن بابليون) :
حصن بابليون في منطقة مصر القديمة، التي تُعدّ من أبرز المناطق التاريخية والحضارية في مصر، ولأهمّيتها أُدرِجَت في قائمة اليونسكو للتراث العالمي في عام 1979م،ويُحيط بحصن بابليون العديد من الآثار الهامّة، ومن أبرزها:
1-أطلال مدينة الفسطاط:
بناها عمرو بن العاص عام 21هـ، وتعد من أقدم المدن الإسلاميه في مصر، وكانت عاصمة مصر الحضارية حتى عام 1169م، وتقع هذه الأطلال إلى الشمال من حصن بابليون، وخلف جامع عمرو بن العاص.
2- قباب السبع بنات:
هي أقدم الأضرحة الفاطمية في مصر، وتقع في جنوب الفسطاط، وترجع لعام 1010م. سُميّت بقباب السبع بنات؛ لأنها تعود لبنات أبى سعيد المغربي أحد وزراء الخليفه الحاكم الذي انتقم منه من خلال قتله لعائلته في مذبحه حدثت في ذلك العام.
3-جامع عمرو بن العاص:
هو أوّل جامع بُنِيَ في مصر وأفريقيا على يد عمرو بن العاص عام 21هـ، وتُحيط به خطط الفسطاط من ثلاثة جهات، ويُطلّ على نهر النيل، ويُشبِه في بنائه مسجد الرسول عليه الصلاة والسلام؛ حيثُ يتكوّن من مستطيل مكشوف ويُحيط به أروقة من 4 جهات.
3-مسجد محمد الصغير:
يرجِع هذا المسجد إلى محمد بن أبى بكر الصديق رضي الله عنهما، وهو من المساجد المعلقه التي يصعد إليها بدرج، ويقع مدخله الرئيسي في الجهة الجنوبية الغربية.
4- كنائس دير مار جرجس
: وتسمى بالكنيسه المعلقه، وهي أهم كنائس مصر، وترجِع إلى القرن التاسع الميلادي إلى ما بعد الفتح الإسلامي لمصر، وسميت بهذا الاسم لبنائها على برجين من أبراج الحصن الروماني بابليون.
5-كنيسة دير أبى سيفين:
تقع شمال حصن بابليون، وتمّ هدم الكنيسة في القرن الثامن الميلادي، وتبقى كنيسه صغيره باسم القديسين يوحنا المعمدان ويعقوب، وفي زمن الخليفة المعز لدين الله الفاطمي تم تجديد الكنيسة، ثم أُحرقت في عام 1868م.
6-كنيسة الست برباره:
يرجِع تاريخ هذه الكنسية إلى القرنين الرابع والخامس الميلادي، وتقع داخل دير مار جرجس، وتُنسب هذه الكنيسة إلى القدّيسة برباره التي قُتلت على يد ابنها بعد اعتناقها للدّين المسيحي.
******
(المصادر) :
1- “حصن بابليون وذات الصواري” شوقي ابو خليل.
2- “الفتح الإسلامي لمصر” احمد عادل كمال.
3- “تاريخ حصن بابليون او قصر الشمع بمصر القديمه” دكتور رؤوف حبيب.
4-“الإمبراطور تراجان” على موقع واي باك مشين.

Related posts

Leave a Comment