الميول العاطفية والجنسية – التوجيه الصحيح للتجربة الصحيحة

 

منذ ولادة الإنسان، تُعتبر “الميول العاطفية” جزءًا من فطرته الطبيعية. “حب الطفل لأمه” و”حب الطفلة لأبيها” و”حب الطفل لأصدقائه” هي مشاعر نقية وصافية، لا علاقة لها بالغريزة الجنسية. هذه المشاعر تعتبر جزءًا من عملية النمو العاطفي للإنسان، وهي محكومة بالأبوة أو الصداقة أو روابط اجتماعية نقيّة.

لكن عند الحديث عن “الميول الجنسية”، الأمور تصبح أكثر تعقيدًا. إذ لا يمكن أن يظهر “الميول الجنسي” بشكل طبيعي أو فطري بنفس الطريقة التي تظهر بها الميول العاطفية. الميول الجنسية، لا تظهر إلا بعد “تجربة حقيقية”، وهذه التجربة هي التي “توجه” وتُشكل تلك الميول بشكل صحيح.

المشكلة تكمن في أن الميول الجنسية المُوجهة في غير المسار الصحيح يمكن أن تتسبب في “التشوش” وعدم الاستقرار العاطفي والنفسي. التجربة العشوائية أو غير المنظمة يمكن أن تؤدي إلى اضطراب داخلي، حيث يشعر الشخص بالتردد وعدم وضوح في فهم ميوله. وبالتالي، تحتاج الميول الجنسية إلى “تجربة صحيحة، منظمة، ومبنية على إطار أخلاقي وديني سليم”.

” إذا الحل أصبح واضح ” فالتجربة الصحيحة التوجيه الذي يصحح المسار إنها ببساطة ” الزواج الشرعي”

في هذه الحالة يمثل “التجربة الصحيحة” التي يمكن أن توجه الميول الجنسية نحو الاتجاه السليم. فبدلاً من أن يكون الإنسان في حالة من التشوش أو الفوضى العاطفية، يوفر الزواج إطارًا منظمًا يساعد على “توجيه هذه الميول” بشكل صحيح ومثمر. الزواج لا يقتصر على كونه مجرد علاقة جنسية، بل هو أساس لبناء “علاقة عاطفية متينة” تكون أكثر استقرارًا وسلامًا.

ومن هنا يأتي دور “التربية” و”القيم الدينية”، التي تقدم “التوجيه الصحيح” للشخص في كيفية التعامل مع ميوله. فهي تساعده على “فهم ميوله بشكل أعمق”، وتعلمه كيف يتعامل معها في إطار من الاحترام والوعي.

إذًا الميول العاطفية هي جزء من الفطرة البشرية، لا تحتاج إلى تجربة لتتكون. أما “الميول الجنسية”، فهي ظاهرة لا تظهر إلا بعد “تجربة”، وهذه التجربة يجب أن تكون “صحيحة” و”موجهة” نحو مسار سليم من خلال الزواج والتوجيه الأخلاقي والديني. وبالتالي، فإن “التجربة الصحيحة هي ما يوجه الميول الجنسية” نحو الطريق السليم ويمنعها من أن تتحول إلى حالة من التشوش أو الفوضى.

كتب أحمد البياسي

Related posts

Leave a Comment