وليد جابر صالح
متابعة-رشا حافظ
معاهدة البقط بين العرب والنوبة مروا المؤرخون عليه مرور الكرام واعتبروه حدثاً عادياً شأن غيره من الأحداث لم نسمع في التاريخ عن معاهدة يلزم احد طرفيها بان يقديم 360 عبدًا سنويًا من خيرة أبنائه ذكورا وإناثا مقابل شيء من الطعام ولم نسمع عن معاهدة يستمر تطبيقها سبعة قرون متصلة دون انقطاع .
معاهدة البقط هي معاهدة بين مملكة المقرة وحكام مصر المسلمين، استمرت نحو سبعمائة سنة، لذا تعتبر من أطول المعاهدات في التاريخ.
عقدت المعاهدة عام 651. في تلك السنة، قاد عبد الله بن أبي السرح جيشًا بإتجاه الجنوب ضد الممالك المسيحية في النوبة. بعد معركة دنقلا، أدرك ابن أبي السرح صعوبة الاستيلاء على هذه المنطقة. لذا عقد المعاهدة التي تم التفاوض عليها بين أبي سرح وملك المقرة “كالديرات”.
كانت المعاهدة اتفاقا شفهيا وذات بنود واضحة وهي:
ألا يهاجم العرب النوبة وأن النوبيين لن يهاجموا مصر.
لمواطني البلدين حرية التجارة والسفر بين البلدين، ويحق لهم المرور بأمان من دولة لأخرى.
منع الهجرة والاستيطان لمواطني الدولتين في أراضي الدولة الأخرى.
تسلم كل دولة العبيد المارقين من الدولة الأخرى إليها.
النوبيين كانت مسؤولة عن الحفاظ على مسجد للزوار المسلمين والمقيمين.
المسلمون ليسوا ملتزمين بحماية النوبيين من الهجمات من قبل أطراف ثالثة.
( تقدم المقرة 360 عبدًا سنويًا إلى والي مصر. على أن يكون هؤلاء العبيد صحيحي الأبدان ليسوا من العجائز أو الأطفال، ويكونوا خليطًا من الذكور والإناث. يضاف عليهم 40 عبدًا توزع على وجهاء ولاية مصر. )
تناول ابن عبد الحكم أحد المؤرخين الأوائل المعاهدة، وأورد نصين مختلفتين للمعاهدة. الأول يُلزم النوبة بإرسال العبيد، مما يرمز إلى التبعية لولاية مصر، والثاني يضيف التزامًا من ولاية مصر أيضًا بإرسال البضائع من القمح والعدس للمقرة، وهذا من شأنه أن يضع البلدين على قدم المساواة.