بقلم المستشار محمد صبري الشامي.
لو سألنا معظم الرجالة بمختلف أعمارهم وثقافاتهم وخبراتهم النسائية حتي.. أيه أهم عيوب الست ؟ هايجمعوا كلهم إنها “نكدية” والمُضحك في الموضوع إن كتير من الستات نفسهم صدقوا فعلاً وأقتنعوا إنهم “نكديين” بالفعل.. كم هو عظيم كائن الراجل دة !؛ المقال دة تقدر تعتبره (مرايا) بنحاول نشوف فيها أخطائنا ومُعتقدتنا ودعوة لتصحيح مفاهمينا لأن تعميمنا وأتهامنا لجميع الستات (بالنكد) هو نفس خطأ تعميمهم لينا بأن (كل الرجالة خاينين) وعشان أكون مُنصف لا احنا أبرياء من تُهمة (الخيانة) ولا هم أبرياء من صفة “النكد”.
وحيث إن الأعتراف بالحق فضيلة فأنا بعترف إني كنت من المؤمنين -وبشدة- بإن الست مخلوق مُحب “للنكد” بفطرتها وإن كل ست جت للدنيا وجواها (دراما كوين) أصيلة، وأيمانا العميق –كرجالة- بكدة بيخلينا ننسي او نتجاهل أسباب هذا “النكد” الحقيقية اللي ممكن تكون سببها مشكلة في العلاقة او إن الست دي بشر ممكن تزعل وتضايق وتتعب وإن حالتها النفسية ومزاجها مُتغيرين زي كل مخاليق ربنا، والمُرعب إن فيه ستات بقيت بتخاف يبقي عندها (مشاعر سلبية) او بتخاف تبينها للراجل عشان ما يتهمهاش “بالنكد” او بتخاف يسيبها او يبعد وبالتالي مشاعرها دي بتكبر وحالتها بتسوء والعلاقة دي بتبوظ وأحتمال تتحول لمريضة نفسية بفعل راجل.
أمشي معايا كدة وأنا هاثبتلك بالدليل القاطع إن مفيش “ست نكدية” بطبعها:
في البداية هأسألك سؤال منطقي سألته لنفسي قبلك: هي مش دي نفس البني ادمة اللي أول ما عرفتها وحبيتها كانت لطيفة ولذيذة ودمها خفيف وبتهزر وبتضحك وبتحب الحياة ؟!، تفتكر أيه اللي جرالها وأية اللي أتغيير فيها ؟!، طب سؤال تاني أكتر واقعية هل إنت –كراجل- وجودك في حياتها شئ يدعي للسعادة فعلاً ؟.. لو الأجابة أه وهي لسة بتنكد عليك أنصحك تخلع منها ومن المقال دة وشوف طريقة تحافظ بها علي سلالتك النادرة؛ الحاجة الثانية والأهم هو مشهد حقيقي جداً بيحصل قدام عنينا كل يوم.. بص كدة علي (شلة بنات او ستات) خارجين مع بعض هتلاقيهم مبسوطين وبيتكلموا وبيضحكوا والحياة حلوة مع إن كل واحدة فيهم ممكن تكون في حياتها مصائب وشايلة أضعاف مسئولياتك وبالتالي يبقي “النكد” مش بالفطرة ولا حاجة لكن لي مُسببات؛ تعالي بقي لنفس الست دي وهي خارجة مع واحد هو من الأساس خارج معاها بالعافية وقاعد معاها أخرس او باصص في تليفونه او خارجين يتكلموا في مشاكلهم وخلافاتهم او مستعجل عايز يروحها عشان تعبان او عشان يروح لأصحابه او فجأة قرر يطلع عليها وفيها قرف شغله وضغوط ظروفة وبلاوي أيامه، وفي كل الحالات دي لو روحت مش مبسوطة تبقي أكيد “نكدية” ومفيش حاجه بترضيها؛ دة غير طبعاً الراجل اللي بيتغير بالفعل في معاملته ليها او في مشاعره او غلطان في حقها او مقصر في حقوقها فايتهمها “بالنكد” باطل دفاعاً عن نفسه؛ ثم إنها كمان بتبقي (حجة) بيستخدمها رجالة كتير لتبرير أفعال زي (الخيانة والكدب والأهمال..الخ)؛ ودول كلهم طبعاً غير النكدية (برتبة زوجة) ودي اللي وسط ظروف الحياة المُبهجة والجوازات السعيدة اللي بتطلع من نصيبهم والعلاقات الناجحة اللي بيعيشوها والمسئوليات اللي هم مش بيشيلوها لوحدهم خالص والعيال اللي حد بيساعدها في تربيتهم والشغل المريح اللي هي بتشتغله تبقي طبعاً لو أتضايقت او تعبت او أشتكيت في لحظه تبقي بتحب “النكد” زي عينيها.. فعلاً !! دي لازم تموت “أوفر دوز سعادة”، أنا اوقات بحس إن الراجل في مُجتمعنا أخترع حدوتة إن (الست نكدية) دي عشان بس يتخلص من أحساسه بالذنب او إنه مسئول عن “النكد” دة بشكل او بأخر، وللأمانة برضه بشوف بعض الستات بتبذل مجهود كبير عشان تحارب “النكد” في حياتها سواء في (صورة راجل) او بسبب مسئوليات وضغوط الحياة العادية، وفي منهم اللي بتتعامل مع مواقف ممكن تقضي علي حياة كاملة بضحك او بمعني أدق بتكبير دماغ؛ والحقيقة (وأنا عارف الحقيقة بتزعل) لما بتدقق وتدور علي أسباب “النكد” الحقيقية بتكتشف إن في وراها -في الغالب- راجل كئيب ومن خبرتي في مجتمعي الذكوري أقدر أقول لك إن في نوعين من الراجل دة، نوع كئيب في بيته او مع اللي بيحبها بس إنما فرفوش ورومانسي وحبوب ومُتحرر ومُتفاهم ومش مضغوط في الشغل وعندة وقت يتكلم ويسمع وبيعرف يقول كلام حلو.. الخ مع اي ست تانية ودة بيبقي أهم مميزاته إنه بيجيد تمثيل دور “الضحية” مع كل واحدة يقابلها جديد، وهنا بيجي السؤال لهذا الراجل: هل اللي إنت بتاقبلها دي ست لا تحمل نفس (ميكروب النكد) زي بقيت الستات او زي النكدية اللي بتخونها ؟!؛ النوع التاني وهو نوع كئيب بطبعه او بفعل الزمن ودة بيبقي عايش لا شئ في الحياة بقي بيثير أهتمامه خلاص ولا حاجة في الدنيا بتسعده، كل شي في حياته (تأديت واجب) بيحب وبيخرج وبيشتغل وبيتعامل مع الست اللي في حياته تأديت واجب وأوقات يبقي كئيب لدرجة مُعدية لكنه برضه بيرجع يرمي كل حاجة علي شماعة “نكد” الست.
عزيزي الراجل.. الواقع بيقول إن مفيش ست بتحب “النكد” بطبيعتها ولازم احنا نصحح مفاهمينا ونستوعب إنها مش أكتر من (مشاعر سلبية) هي حاسة بيها دلوقتي بسبب خوف او مشكلة معينة او أحساس جواها هي مش عارفة سببه ومش فاهماه لأن مشاعر الست مش طول الوقت أسبابها معروفة ومش دايماً منطقية (خلقتهم كدة)، او جايز إنت شخصياً في حد ذاتك مُشكلتها، وكل دة بيخليها مش قادرة تتعامل معاك علي طبيعتها زي الأول او مش قادره تديلك اللي أتعودت تأخده منها، ومش معني إنها مش مبسوطة او متضايقه تبقي بطبعها كئيبة ونكدية ونسيت قد أية إنت راجل مُضحي وطالع عين (….) عشانها، بس كل دة في النهاية بيخلينا كرجالة نسيئ التصرف في مواقف كتير بناخدها علي كرامتنا وبشكل شخصي والمفروض بدل ما تفكرها بعظمة أفعالك وتضحياتك تحاول تعرف أسباب مشاعرها دي أية وتسمعها وتفهمها وتحتويها وتساعدها ودة مش كرم أخلاق منك دة واجب عليك؛ كمان طبيعتها (العاطفية) بتخليها تلاحظ أصغر تغيرات علاقتكم وتقصيرك وأهمالك لمشاعرها فبيطلع دة عليك في شكل “نكد” وبوز بيتلوي او في شكل جمل شهيرة زي “إنت مابقيتش تحبني زي الأول” ودي كلها بتبقي خناق