. بقلم ماهينور سعيد .
إن للإعلام دورا هاما فى تغذية المجتمع بالمعلومات والحقائق عن كل ما يحدث فيه، ويفيد المواطن في الوقوف على كل المستجدات أولا بأول مما يفيده في اتخاذ القرارات الهامة والمصيرية، كما انه لا إعلام حقيقي دون الحرية التي يعمل من خلالها أهل الإعلام لأداء رسالتهم، وليكونوا رأيا ناصحا وعينا ناقدة ورسالة سامية، دون محاولة توريط الإعلام في معارك نفوذ الأفراد والمجموعات والدول فيفقد الإعلام مهنيته ومصداقيته وموضوعيته، ويبعده كليا عن رسالته وبالتالي يكون إعلاما بلا معنى ولا هدف.
كذلك فإن الإعلام له دور ايجابي وسلبي في نفس الوقت، حيث يكون ايجابيا في تنمية وعي المجتمع بالأحداث حول العالم، اذ أصبح العالم قرية صغيرة بفضل النقل المباشر للأحداث الجارية، وله دور سلبي بما يسمى الصحافة الصفراء، والتي تعمل على اثارة النعرات الطائفية بين الشعوب وتعمل لصالح طرف دون الآخر، ولصالح جهة سياسية تعمل لتحقيق اهدافها مما يؤثر بالسلب على الوضع العام داخل البلد والمنطقة.
وعلى الرغم من ذلك فإن الإعلام يلعب دورا هاما في كل الدول والمجتمعات المحلية والعالمية، وذلك من حيث تعبئة الرأي العام العالمي بالأخبار والمعلومات، مما يزيد من مدى ثقافة وتأهيل وإدراك الناس، وبالتالي تفاعلهم مع المجتمع الذي من حولهم، ونظرا للأهمية التي تضطلع بها هذه الوسائل فقد اهتم بها الجميع من كبار وصغار، وصار كل فرد منهم يفرد لها مساحة من الزمن لمتابعتها، وخاصة البرامج التي تتوافق مع رغبة كل فرد.
حينما يستفيد الفرد مما يقدم له في تلك الوسائل فإنه يصبح مواطنا صالحا يحترم كل من حوله، وبالتالي يصلح حال المجتمع عبر ربطه بما تناقشه من قضايا اقتصادية واجتماعية وسياسية، ومن ثم يعمل على زيادة لحمة والتفاف المجتمع بوطنه وقيادته، وعليه تعتبر وسائل الإعلام صوتا لمن لا صوت له وتمثل رأي الشعب، مع العلم بأن وسائل الإعلام المتمثل في وقتنا الحاضر بالتواصل الاجتماعي هي الاسرع انتشارا، وخاصة التي تدافع عن قضايا الشعب ومشاكله، فهي تشكل سدا منيعا تجاه كل ما يسبب الإضرار بالمجتمع من عادات سيئة.
ويحرص مثقفو العالم من علماء ومفكرين على بث ونشر كل ما يمكن استفادة البشرية منه، من بحوث وتجارب واختراعات واكتشافات، كما يمكن تبادل وجهات النظر والأفكار لما يثري عقول المتلقي، مما يدفع المجتمعات للتقدم الى الأمام وبالتالي تزداد الثقافة والمعرفة لدى الجميع، ومن خلال وسائل الإعلام أيضا تنفذ الحملات المضادة لكل من تسول له نفسه المساس بالوطن، وذلك من منطلق حبك وانتمائك وولائك لوطنك بكل ما أوتيت من قوة في سبيل المحافظة على تراب هذا البلد العزيز.