الجرح القديم
بقلم مصطفى سبتة
من الجرح القديم ترنو المشاعر
ووسط تآوهات الماضي الآليم
وسكون ضريح حلمي المغدور
أنسابت الآهات من جرح قديم
ليقطر الحنين من قلب مفطور
مقارع تتعانق بتجاعيد السرور
وترسم بالعبوس درب الجحيم
عند موت القمر وأحتضار النور
تمتم ليل الوداع بلحن التسليم
نحيب الاوجاع بصوتها الجهور
يهدم الوقار لكل مجهول صريم
تمح الخطى لكل أوطان الزهور
وتبذر لحوداً تنبت بكل الاقاليم
وشواهد للقبور تنحني للحضور
لترحب بالواردين بصدى النعيم
تدعوهم للولائم بأبتهاج وحبور
وتحيك من الاكفان صك تكريم
تتراقص روح فوق ظلام فجور
وتتمايل على جسد الليل البهيم
تارة بتاوهات لبكاء وتارة بغرور
و خوفهم باسط ذراعيه بالرقيم
يرتعش من رهبة أحتضار القبور
وبين اللحود الساكنه لحدا قديم
تسرق سمائه أسراب من الصقور
وروح تهيم بسنا الصمت السقيم
مرتحله من مجاهل توق الشعور
فتخترق رهبه هذا اللحد الظليم
بحثاً بين القبور عن قبر لعصفور