رواية
#موت الملائكة
لسياده العزومي
سقراطة الشرق
عضو اتحاد الكتاب
#الحلقةالأولى
بعيدًا يعيش في مزرعته،
التي تحُفَها الأسوار العالية والنخيل من ثلاثة جهات والجهة الرابعة تطل على مجري النهر يدخل منها الفلاحون لمباشرة الزرع بين أشجار الفاكهة، وفي الغرب بوابة كبيرة إلكترونية لا تفتح إلا لمرور سيارته بجوارها بوابة صغيرة على يمينها من الداخل بيت عتيق ذو سقف هرمي من الطوب الحراري حوائطه سميكة من الطوب الأحمر، يحكي طلائها قصتها، الأبواب خشبية كبيرة عالية ذات شراعة حديدية مقبضها من النحاس على هيئة شخص تضاهي أشعة الشمس في نهارها، والنوافذ بعرض الحائط خشبية من الخارج مُأمنة من الدخل بالحديد خلفها الألواح الزجاجية، دائمًا البيت مغلق نهارًا مظلم ليلًا، يخيم عليه الظلام والسكون تسكنه ذكريات أرواح فارقت أجسادها الحياة، وفي أقصى الشمال الغربي فيلا صممت على أحدث طراز تتكون من طابقين الطابق الأول ردهة واسعة حوائطها كأنها معرض اللوفر بباريس
لوحة “الموناليزا” – والعشاء الأخير، ومخلص العالم، …..وصور عارية وصور للعائلة من العصور الأولى للكاميرا وصوره مع أمه في البلاد الأوربية وصوره مع إخوانه وتضم مجلس كبير ومائدة، فى الشرق حجرة بها مكتب عتيق ومكتبة كبيرة تفوح منها رائحة الكتب العالمية قديما وحديثا وفي نهايتها مدخنة أمامها منضدة علية قطع الشطرنج، على اليمين نافذة زجاجية تطل على حديقة ورد يتسلل منها الضوء نهارا وخلفها يراقص النسيم أشعة القمر ليلا ويبكي النداء على جدرانها مع أنفاس البكور بجوارها حجرة نوم تفتح للضيافة نادرًا أو لقضاء أوقات لهو عابرة مع من تصادفها الحظ – الشغالة أو السكرتارية أو إحدى الفلاحات التي تسرق نفسها بخاطرها وتأتي إليه، كان أصغر إخوانه ملتصق بإمة تخاف عليه من كل شئ، وتغفر له كل شئ، تعود لا رقيب فلبي طلبات ما تشتهي به نفسه، طالما من وراء حجاب – فمن الأفضل ألا يراك أحد خوفا من الحسد- عاش فى العالم وحيدا رغم انغماسه فيه، يسكنه غربة مفرطة وخوف موجع من المستقبل الذي تمدد داخله وتسلقه حتي القمة، رغم الغنى الفاحش إلا أنه يفتقر إلى الكثير من الأشياء المجانية في هذه الحياة لم يصادف حب حقيقي يوما وليس لديه زوجة ولا ولد ولا يقوي على أخذ الأكسجين من الهواء يخطط لكل شئ وكل شئ بجواره ينمو ولم يخطط لنفسه ويزداد فقرا يوما بعد يوم ….
مازلت أكتب لكم
لنضع بصمتنا معا على وجه هذه الحياة
دمتم بخير أحبتي
سياده/سقراطة