كثير من الناس يجيدون نظم الحروف و انتقاء الكلمات الجميلة التي تداعب القلوب والعقول، فهم لديهم من المهارة والموهبة الشيء الكثير ، الذي يجعلك تصل إلى مرحلة تكذيب النفس واحساسها وتقع فريسة العبارات والكلمات الجميلة التي قد لا يريد صاحبها سوى الإيقاع بك في شباكه أو التلاعب بعواطف وإما قضاء بعض الوقت ثم يولي مسرعا هربا .
وذلك فإن من الأفضل ان تميل إلى النظر في العينين عند كلام أحدهم فلا اريدك أن تاسرنا بحلو الكلام الدائر على لسانك و لا تعبيرات الوجه والإيماءات التي ترافق عذب الكلام بل دعني أنظر في عينيك فهما يجيدان التعبير و أقدر على الترجمة و التواصل ، ثم أن هاتين العينين عندما تجدان من يجيد قراءة وفهم ما يعتبران عنه يكونان نعم المعين في انتقاء من تصادق وترافق بل و من تحب وتعشق،
فمن يجيد لغة العيون ؟؟
يجيد لغة العيون تلك القلوب النقية الشفافة التي لم تدنسها الخيانة أو الحقد ، ويجيدها كل من عرف من الإنسانية معناها وأنها من الانس والألفة وأنها من نسيان الزلات و التغاضي عن اخطاء البعض تجاهنا هذا التغاضي والتعايش سبب لاستمرار الحياة والقوة في مواجهة الأزمات.
يجيد لغة العيون أولئك الذين تسلحوا بإيمانهم بالله واستمدوا منه العون و السند ،ثم قدروا نفوسهم قدرها فلم يرهقوها بتوالي الانتكاسات وسوء الاختيار ، بل عززوا أنفسهم و حرروها من عبودية البشر .
يجيد لغة العيون كل من أعطى الأمور حجمها فلم يضخم الفأر ليجعل منه جملا ولا من ضخم البعوض فجعل منه نسرا ، وإنما أعطي لكل أمر حجمه من الاهتمام او التجاهل والنسيان .
يجيد لغة العيون أولئك الذين يقرأون ما يقال من كلمات ومالايقال و ماكان خافيا بين الأمرين فقراءة الكلمات التي يتحدث بها الغير لنا أمر هين لأنها واضحة وإن كنت لا تجيد فهم ما يقال لك فهذه كارثة فما بالك بما لايقال؟؟؟
تتعدد اللغات وتتنوع طرق ترجمتها ولكن تبقى لغة العيون هي اللغة الأسمى والأروع لأنها لا تخدع ولا ترواغ لغة العيون لغة واضحة وضوح الشمس ، فكم من حاقد يقابلك بعذب الحديث ورائع الكلمات وبيدبه من الورود و الهدايا وعلى شفتيه ابتسامة !
ولكن أنظر إلى لغة عيونه ربما تخبرك الكثير من المسكوت عنه ، أطلق العنان لقلبك و لعينبك لتقرأ عيون من تقابله ربما غنمت من ذلك الكثير .