بقلم الداعيه الاسلامي/ الشيخ وائل ابو جلال
عن علي بن الحسين عن ابيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اصنع المعروف في اهله وفي غير اهله ورحم الله من قال ازرع جميلا ولو في غير موضعه فلن يضيع جميلا اينما زرع و افعل الخير لوجه الله و لا تنتظر المقابل من احد سواها وهذا ما علمنا اياه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذه قصه ناخذ منها العبر والعظاه وذلك كما جاء في صحيح البخاري عن أبي هريرة أَنَّ النّبِىّ ، ( صلى الله عليه وسلم ) ، قَالَ : ( قَالَ رَجُلٌ : لأتَصَدَّقَنَّ بِصَدَقَةٍ ، فَخَرَجَ بِصَدَقَتِهِ فَوَضَعَهَا فِى يَدِ سَارِقٍ ، فَأَصْبَحُوا يَتَحَدَّثُونَ ، تُصُدِّقَ عَلَى سَارِقٍ ، فَقَالَ : اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ لأتَصَدَّقَنَّ بِصَدَقَةٍ ، فَخَرَجَ بِصَدَقَتِهِ فَوَضَعَهَا فِي يَدَيْ زَانِيَةٍ ، فَأَصْبَحُوا يَتَحَدَّثُونَ ، تُصُدِّقَ اللَّيْلَةَ عَلَى زَانِيَةٍ ، فَقَالَ : اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلَى زَانِيَةٍ ، لأتَصَدَّقَنَّ بِصَدَقَةٍ ، فَخَرَجَ بِصَدَقَتِهِ فَوَضَعَهَا فِى يَدَيْ غَنِىٍّ ، فَأَصْبَحُوا يَتَحَدَّثُونَ تُصُدِّقَ عَلَى غَنِىٍّ ، فَقَالَ : اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلَى سَارِقٍ ، وَعَلَى زَانِيَةٍ ، وَعَلَى غَنِىٍّ ، فَأُتِىَ ، فَقِيلَ لَهُ : أَمَّا صَدَقَتُكَ عَلَى سَارِقٍ فَلَعَلَّهُ أَنْ يَسْتَعِفَّ عَنْ سَرِقَتِهِ ، وَأَمَّا الزَّانِيَةُ فَلَعَلَّهَا أَنْ تَسْتَعِفَّ عَنْ زِنَاهَا ، وَأَمَّا الْغَنِىُّ فَلَعَلَّهُ يَعْتَبِرُ فَيُنْفِقُ مِمَّا أَعْطَاهُ اللَّهُ ) الشرح والبيان حكي أن أحد عباد الله الصالحين أراد في ليلة من الليالي أن يتصدق لوجه الله تعالى فمشى في عتمة الليل وقد كان الظلام شديداً فوضع صدقته في يد سارق فأصبح الناس في الصباح يقولون : لقد تُصُدق البارحة على سارق .. فخشي هذا الرجل الصالح أن لا يتقبل الله منه صدقته فقرر في الليلة التالية أن يتصدق لوجه الله إيماناً واحتساباً فمشى في ظلام الليل ووضع صدقته في يد تاجر !! أصبح الناس في الصباح يقولون : لقد تُصُدق البارحة على تاجر ..! خشي هذا الرجل أن الله سبحانه وتعالى لم يتقبل منه صدقته فقرر أن يتصدق مرة أخرى فسار في الليل ووضع صدقته هذه المرة في يد زانية ! وكالعادة أصبح الناس في الصباح يقولون : لقد تصدق أحدهم البارحة على زانية ..! خشي هذا الرجل أن الله سبحانه وتعالى لا يتقبل منه صدقاته ولكن بعد مدة قصيرة كانت المفاجاه بلغ مسامعه أن صدقاته كانت خيراً فعندما أخذ السارق الصدقــة تاب عن السرقة وسعى إلى طرق الكسب الحلال حتى تاب الله عليه ، وعندما أخذ التاجر الصدقة بدأ يعطي الفقراء والمحتاجين من ماله وقد كان شحاً بخيلاً لا تطيق نفسه إطلاق المال أبداً حتى على نفسه !! وعندما أخذت الزانية الصدقة تابت عن الزنى وقد كانت تزني لتطعم أطفالها فتاب الله عليها وأعفت نفسها عن الوقوع في الفاحشة ..! سبحان الله تعالى .. أخرج هذا الرجل الصالح صدقاته لوجه الله تعالى مبتغياً رضاه وجنته فتقبل الله منه صدقاته الثلاث وجعل الله في ميزان حسناته أجر هداية السارق والتاجر البخيل والزانية .. سبحان الله ! قصه واحده فيها من العبر والعظات الكثيره ما فيها وذلك على سبيل المثال 1 ان نفعل الخير لوجه الله سبحانه وتعالى 2 كثرة الانفاق في سبيل الله تؤدي الى فك كروب الناس 3 ان لا نحسب الناس على ظاهرها الله اعلم بعباده هذا والله اعلى واعلم