ردا على إغلاق حسابات…الفلسطينيون يعاقبون “فيسبوك بحملة إلكترونية تخفّض تقييم الموقع”

سها جادالله

 

لا تزال الحملة الفلسطينية الإلكترونية ضد موقع “فيسبوك” تتواصل، رفضا لسياسة “محاربة المحتوى” التي تعرضت لها العديد من الصفحات الناشطة في فضح سياسات الاحتلال، من خلال إغلاقها، أو حذف منشوراتها.

وأكد مركز “صدى سوشيال” المختص في الإعلام الرقمي، أن الحملة التي أطلقت لخفض تقييم موقع “فيسبوك” على متجر “آب ستور” أدت حتى اللحظة لخفض تقييم الموقع إلى 1.9 بفلسطين، رفضاً لسياسات موقع “فيسبوك” التي وصفها بـ”القمعية” ضد المحتوى الفلسطيني.

وانطلقت الحملة منذ عدة أيام، وهي حملة الكترونية، تدعو الفلسطينيين إلى المشاركة في حملة تخفيض تقييم تطبيق “فيسبوك” بنجمة واحدة على متاجر الهواتف الذكية “آب ستور” و “غوغل بلاي”، رفضاً لمحاربة المحتوى الفلسطيني.

وتدعو الحملة التي يروج لها مركز “صدى سوشيال” المشاركين إلى كتابة عبارة تدعم المحتوى الفلسطيني، ومن بين العبارات التي دعت المشاركين لكتابتها “عاشت فلسطين”، و”فيسبوك عنصري”، كما دعت للمشاركة بصورة التقييم على هاشتاق #فيسبوك عنصري، وذلك بعد قامت إدارة موقع “فيسبوك” مؤخرا، بتنفيذ حملة جديدة أغلقت فيها الكثير من الحسابات الفلسطينية، و حذف العديد من المنشورات الفلسطينية.

وشهدت الفترة الماضية احتجاج عدد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، على إغلاق حساباتهم، بسبب منشورات تعود لأعوام سابقة، قاموا خلالها بنشر مواد تفضح سياسات الاحتلال، فيما لا تزال ادارة الموقع ترفض إعادة هذه الحسابات، ما دفع بالعديد من النشطاء وبينهم صحافيين إلى عمل حسابات جديدة على الموقع، لكنهم تفاجأوا بحجبها وحذفها من جديد.

ويؤكد القائمون على الحملة، أن الهدف منها الضغط على موقع “فيسبوك” لوقف “السياسات العنصرية ضد القضية الفلسطينية وإرغامه على عدم الانحياز للكيان الصهيوني”، إضافة إلى “توعية شعوب العالم بخطورة هذه الممارسة وهذا التدخل من فيسبوك في تزييف الحقائق والعبث بالوعي”.

جدير ذكره أن مركز “صدى سوشال”، أعلن قبل أسابيع قليلة، أن موقع فيسبوك عطّل عشرات الحسابات لصحافيين ونشطاء فلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، وقال إنه رصد خلال شهر أبريل الماضي 93 انتهاكا على مواقع التواصل الاجتماعي، طالت صفحات ومواقع ومجموعات فلسطينية.

ويشير المركز المتخصص في متابعة ورصد الانتهاكات الإعلامية، خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى أنه تلقى عشرات البلاغات من مستخدمي موقع “فيسبوك” في فلسطين تفيد بتعرض حساباتهم للإغلاق.

وجرت عملية إغلاق الحسابات الجديدة من موقع التواصل الاجتماعي بدون إبداء الأسباب للبعض، وبحجة عدم الالتزام بسياسات الموقع للبعض الآخر، حيث تعود معظم هذه الحسابات لصحافيين ونشطاء يستخدمون حساباتهم بشكل طبيعي لنشر أخبار ذات علاقة بالحالة الفلسطينية اليومية.

وذكر المركز أن موقع فيسبوك، لا تزال تستمر بصدارته لانتهاكات المحتوى الفلسطيني بشكل دائم، حيث بلغ عدد الانتهاكات بحق الحسابات الشخصية 68 حساباً، لافتا إلى أن الموقع لا يزال يقوم بحظر ووضع القيود على حساب العديد من النشطاء، مضيفا: “ففي الوقت الذي تتيح فيه معظم التطبيقات شتى وسائل التواصل المباشر بين المستخدمين لتسهيل التواصل استمرت منصة فيسبوك بحظر عدد من المستخدمين من التمتع بخاصية البث المباشر”، لافتا إلى أن 44 حساب شخصي تعرضت للحظر من هذه الخاصية خلال شهر أبريل فقط.

وأوضح أن موقع “فيسبوك” حذف وألغى نشر 18 صفحة من بينها صفحة جزائرية تقوم بمساندة فلسطين وتوجيه تهمة خرق معايير “فيسبوك”، كما تم أيضا حذف أربع مجموعات، وقال إنه للمرة الأولى يقوم الموقع بحظر نشر “دومين” لموقع طلابي فلسطيني تعليمي على منصته.

وفي السياق، قال مركز “صدى سوشيال”، إن جهوده متواصلة لرفع الإجراءات التي طالت الحسابات والمحتوى الفلسطيني، وأن التأخير الجاري في البت بالمراجعات التي يتقدم بها المركز، تعزوها إدارة موقع فيسبوك لـ”الظرف الصحي” الذي يمنع توفر كادر بشري كافٍ لإتمام المراجعات في وقت اقصر، ولأن الأولوية للطلبات المتعلقة بجائحة “كورونا”.

جدير ذكره، أن إدارة موقع “فيسبوك” عينت مؤخرا ايمي بالمور، المديرة العامة السابقة لوزارة القضاء الإسرائيلية ولوحدة السايبر، إلى مجلس الإشراف في الموقع، واستنكرت منظمات المجتمع المدني الفلسطيني اختيار بالمور لهذا المنصب، وحذرت من أثر الدور الذي ستستمر بالمور في لعبه على تقليص مساحة حرية التعبير عن الرأي عبر الإنترنت، وكذلك على الدفاع عن حقوق الإنسان، وقالت في بيان أصدرته: “تعيين إيمي بالمور يؤدي مجلس الإشراف إلى زيادة التقييدات على حريّة التعبير عبر الإنترنت، وإلى تقويض أصوات المجتمعات الفلسطينيّة والعربية والمسلمة”.

 

Related posts

Leave a Comment