الجرح مازال ينزف…72 عام على نكبة فلسطين

 سها جادالله….

72 عاما على النكبة الفلسطينية.. شعب الخيام لن يركع ، لن يُسقط حق عودته لأرضه ..وسيرجع يوما

 لم يتمكن صناع النكبة من كسر إرادة الشعب الفلسطيني وطمس هويته الوطنية، لا بالتشريد ولا بالمجازر ولا بتحويل الوهم إلى واقع ولا بتزوير التاريخ. لم يتمكنوا طوال سبعة عقود من دفعنا إلى الغياب والنسيان، ومن إقصاء الحقيقة الفلسطينية عن الوعي العالمي”

يوافق اليوم، ذكرى النكبة التي ألمت بشعبنا قبل 72 عاما، على أيدي العصابات الصهيونية، وتشريده عن أرضه وممتلكاته.

اليوم يمر 72 عاماً من الألم والأسى على يوم النكبة الفلسطينية ، 72 عاماً من اللجوء والتشتت، لم يكن هذا اليوم سوى ترجمة لسنوات طويلة سبقته، من التخطيط البريطاني و “الصهيوني”، لتهجير الفلسطينيين وطردهم من أرضهم، لإقامة دولتهم “اليهودية” المزعومة عليها.

72 عاما مضت وحكومة الاحتلال لا تزال تصر على انكار حقوق الشعب الفلسطيني وتمتنع عن تنفيذ القرارات الدولية، والقرار 194 الذي يدعو إلى تعويض اللاجئين الفلسطينيين، وحق العودة لهم لأراضيهم، التي هجروا منها عام 48.

تمر علينا الذكرى الـ72 للنكبة، وقد اشتدت الهجمة الإسرائيلية والأميركية التي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية، عقب إعلان ترامب ونتنياهو صفقة القرن ومخططات ضم اجزاء من الضفة والاغوار وفرض السيطرة الاسرائيلية عليها.

وشكلت نكبة فلسطين 1948 محطة سوداء في التاريخ الحديث للشعب الفلسطيني، فمن ناحية تم طردهم من وطنهم وأرضهم وجردوا من أملاكهم وبيوتهم، ومن جهة ثانية شردوا في بقاع الأرض لمواجهة كافة أصناف المعاناة والويلات وتسببت في تحويل مئات آلاف الفلسطينيين إلى لاجئين، وعشرات الآلاف إلى مهجرين في وطنهم ممن يرون بلداتهم وأراضيهم، وأحيانا منازلهم، وهم يحرمون منها.

ورغم تشريد أكثر 950 ألف من أبناء شعبنا من وطنهم ومنعهم من العودة إليه، ورغم اقتراف جريمة التطهير العرقي التي ارتكبت خلالها العصابات الصهيونية اكثر من 70 مجزرة، ودمرت أكثر من 531 قرية ومدينة بالكامل، إلا أن شعبنا مصمم على البقاء في أرضه حيث بلغ عدد الفلسطينيين الاجمالي في العالم نهاية العام 2019 حوالي 13.4 مليون نسمة، ما يشير إلى أن عدد الفلسطينيين تضاعف أكثر من 9 مرات، منذ أحداث النكبة.

 أزمة كورونا ..والنكبة 

واعتاد ابناء شعبنا في الوطن والشتات إحياء ذكرى النكبة بفعاليات جماهيرية، وأنشطة عدة ولكن نظراً للحالة الطارئة التي تشهدها البلاد في مواجهة فيروس كورونا أُوقفت كافة الفعاليات الشعبية وستقتصر بناءً على توجيهات الرئيس على الانشطة والفعاليات الرقمية.

لأول مرة منذ 23 عام  غابت مشاهد العودة للقرى والمدن المهجرة ، لتتحول المشاهد والمسيرات إلى رقمية في العالم الافتراضي، وتجمع لأول مرة عبر شبكات التواصل الاجتماعي الشعب الفلسطيني بالشتات والمهجر وداخل الوطن.

وإن غابت مشاهد العودة عن أرض الواقع، فإنها سرعان ما تحولت إلى فيض من المشاعر وسرد الذكريات واسترجاع الروايات في ذاكرة وطن يأبى النسيان، جمعت من كافة أصقاع الأرض -عبر تطبيق “زوم”، والبث المباشر على شبكات التواصل الاجتماعي- اللاجئ الفلسطيني في الوطن والشتات، الذي ما زال يحن ويتوق للعودة.

موجة مفتوحة 

وبدورها ،خصصت وزارة الاعلام الفلسطينية ، موجة البث الموحدة الخاصة لاحياء الذكرى الـ72 للنكبة تحت عنوان (لن ننسى)، التي تنطلق، يوم الجمعة، من الساعة الثانية عشرة ظهرًا حتى السادسة مساء.

وأوضحت الوزارة في بيان صدر عنها، أن موجة البث تأتي ضمن موجات البث الاعلامية الوطنية الموحدة التابعة للوزارة، والتي تنطلق بشكل دائم منذ بداية أزمة كورونا مطلع آذار الماضي، من مقرات الاذاعات الرئيسية الشريكة، وبمشاركة الاذاعات والتلفزيونات ووكالات الانباء.

وتشمل هذه الموجات عددا من اللقاءات التي تسلط الضوء على نكبة شعبنا العربي الفلسطيني الممتدة طوال 72 عاما، وصولا إلى مخططات الضم والأسرلة تنفيذا لصفقة القرن برعاية أميركية وفي ظل جائحة كورونا لفرض أمر واقع.

تواكب هذه الموجات حالة الرفض الفلسطيني لكل المخططات التي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية برعاية الإدارة الأميركية ودعمها، كما تبرز الهوية الفلسطينية التي استطاعت الحفاظ على نسيجها التاريخي وذاكرتها رغم كافة محاولات الطمس والإلغاء.

نكبة فلسطين والعالم أجمع ..

الخامس عشر من أيار/مايو، وفي مثل هذا اليوم من عام 1948، حل على العالم العربي عامة والشعب الفلسطيني خاصة، يوم أُنتهكت فيه أرض فلسطين التاريخية، وقُتّل وشرد أبناؤها، ودُمرت قراها ومدنها، إنه يوم النكبة الفلسطينية.

إن نكبة فلسطين كانت نكبة للعرب والمسلمين، وأحرار العالم، وليست نكبة الفلسطينيين وحدهم،  لأنّ فلسطين، وفيها القدس وما حولها، تتعدّى نكبةً في قطرٍ ما، أو لشعبٍ ما. ففلسطين وقدسها جزءان لا يتجزّآن من الوطن العربي والعالم الإسلامي. ولأنّ الكيان الذي كان الوجه الآخر لنكبة فلسطين مثّل ويمثِّل، جزءاً شريكاً في الاستعمار العالمي والإمبريالية العالمية، فيما جعل من قضية فلسطين قضية لأحرار العالم وشعوبه.

لا شك أن هذا اليوم كان ذروة التهجير تحت وطأة الموت والقتل الجماعي وحسب؛ بل أن ذاك اليوم هو الأكثر دموية وقتل وتشريد وتوزيع للفلسطينين على مخيمات اللجواء حول العالم.

النكبة 72 عام 

أحداث النكبة الفلسطينة عام 1948:

وعند حلول عام 1948، كان اليهود قد أسسوا على أرض فلسطين 292 مستعمرة، وكوّنوا قوات عسكرية من منظمات الهاغاناه، والأرغون، وشتيرن، يزيد عددها عن 70 ألف مقاتل واستعدوا لإعلان دولتهم.

وفي مساء الـ 14 من مايو/أيّار عام 1948، أعلنت إسرائيل قيام دولتها على أرض فلسطين، وتمكّنت من هزيمة الجيوش العربية، واستولت على نحو 77% من فلسطين، أي نحو 20 ألف كيلو متر مربع و 770 ألف، من مساحتها الكلية البالغة 27 ألف كيلو متر مربع.

وشرّدالاحتلال بالقوة 800 ألف فلسطيني، من أصل 925 ألف فلسطيني، كانوا يقطنوا هذه المساحة التي أعلنت عليها قيام دولتها.

وحتى عام 1948 بلغ عدد الفلسطينيين على كامل أرض فلسطين، مليون و400 ألف نسمة.

ودمّر “الصهاينة” حينها نحو 500 قرية فلسطينية، من أصل 585 قرية كانت قائمة في المنطقة المحتلة، وارتكبوا ما يقارب 70 “مجزرة”.

ما تبقى من مساحة فلسطين:” تم ضم 5876 كيلو مترا، والمتمثلة بالضفة الغربية، إلى الإدارة الأردنية، أما قطاع غزة، البالغ مساحته 363 كيلو مترا مربع، فتم ضمها إلى الإدارة المصرية”.

بيانات جهاز الإحصاء المركزي 

بيانات الجهاز المركزي الإحصاء الفلسطيني، أظهرت في أحدث تقرير لها، أن عدد الفلسطينيين تضاعف تسع مرات منذ عام 1948 ليصل في نهاية 2019 إلى حوالى 13.4 مليون نسمة.

البيان أوضح بمناسبة يوم النكبة الفلسطينية أنه تم تشريد ما يربو على 800 ألف فلسطيني من قراهم ومدنهم من أصل 1.4 مليون فلسطيني كانوا يقيمون في فلسطين التاريخية عام 1948 في 1300 قرية ومدينة فلسطينية”.

حيث سيطر الاحتلال الإسرائيلي خلال النكبة على 774 قرية ومدينة فلسطينية، حيث تم تدمير 531 منها بالكامل وما تبقى تم اخضاعه إلى كيان الاحتلال وقوانينه، رافق عملية التطهير هذه اقتراف العصابات الصهيونية أكثر من 70 مجزرة بحق الفلسطينيين أدت إلى استشهاد ما يزيد عن 15 ألف فلسطيني”.

واستعرض البيان واقع اللاجئين الفلسطينيين، موضحا أن عددهم اليوم حوالى 5.6 مليون لاجئ.

وذكر أن حوالي 28.4 في المئة منهم يعيشون في 58 مخيماً رسمياً تابعاً لوكالة الغوث الدولية تتوزع بواقع 10 مخيمات في الأردن، و9 مخيمات في سوريا، و12 مخيماً في لبنان، و19 مخيماً في الضفة الغربية، و8 مخيمات في قطاع غزة”.

وتطرق إلى واقع الاستيطان في الضفة الغربية مشيرا الى أن عدد المستوطنين اليهود فيها بلغ بنهاية العام 2018 نحو 671 ألف مستوطن.

وقال جهاز الإحصاء الفلسطيني في بيانه “بلغ عدد المواقع الاستعمارية والقواعد العسكرية الإسرائيلية في نهاية العام 2018 في الضفة الغربية 448 موقعا”.

منذ النكبة، نكباتنا ونكساتنا تتوالى! 

72 عاماً لم يسقط خلالها حق العودة ولن يسقط فهو حق لا يسقط ولا يمحى بالتقادم

#النكبة72

#العودة_حق

#راجعين 

 

Related posts

Leave a Comment