للدكتور حسن عبد العال كلية التربية جامعة طنطا
متابعة :أحمد عبد الحميد.
يلاحظ تحت ضغوط الرأسماليين وأصحاب الشركات ورجال الأعمال ، أن جميع الحكومات تتحفز لفتح الاقتصاد رغم عدم انتهاء هذه الموجة من فيروس الكورونا ، ولانعرف نتائج ذلك على صعيد الإصابات وأرواح البشر ، الحكومات لاتعرف ، والعلماء ما زالوا فى طور البحث عن دواء وعن طعومات ، ولكن الحكومات لا يهمها ذلك ، هى بين خيار اقتصادى يدعو لفتح الأعمال وذلك يمكن أن يؤدى إلى نتائج غير معروفة على صعيد الإصابات والحالات القاتلة ، والخيار الثانى استمرار الحجر الطوعى مما يمكن أن يضرالاقتصاد ضررا أكثر مما هو فيه .
الخيار إذن بين أرواح الناس والاقتصاد ، وفى نظام رأسمالى يهمه الاقتصاد كأولوية من أجل الربح ، لابد أن ينتصر مبدأ الربح على مصير الأرواح ، أن الوجود البشرى لدى النخب الرأسمالية ليس هناك ما يبرر وجوده الا إنتاج القيمة وتكديس الثروات لدى نخبة قليلة من الرأسماليين الذين يصادرون الربح كجزء من القيمة ( التى ينتجها غيرهم ) .
ما زال أرباب السلطة فى كل مكان لا يملكون ما يواجهون به الوباء سوى أن يبلغ الحد الأقصى ويتراجع تدريجيا نتيجة حدوث مناعة تلقائية لدى الناس ، وهو ما يسمونه مناعة القطيع .
الرأسمالية العالمية لا تهمها أرواح الناس ، هؤلاء اساسا فى نظر الرأسمالية كم هائل من الناس الذين لا لزوم لهم ، المسنون عبء على الاقتصاد وأعدادهم كبيرة فى البلدان المتقدمة ، وقد رأينا كيف قصرت الرعاية والعلاج فى أوروبا على الشباب دون كبار السن ، والشباب العاطلون عن العمل أيضا أعدادهم كبيرة ، فالصناعات والزراعات بعد استخدام الميكنة والروبوت – إلى حد كبير – لا تحتاج إلى أيدى عاملة ، ومعظم العمال ذوى الأجور المنخفضة هم من آسيا وأفريقيا وامريكا اللاتينية ، ومن المريح للنخبة الرأسمالية إلا توجد هذه الجحافل ، وحين يتكفل الوباء بموتها سيكون ذلك أمرا يروق للنخبة الحاكمة التى تفتح الاقتصاد وتترك الوباء يتفشى ، حتى تتحلل من المسؤلية وتترك الموت يحصد الأرواح ، ليس أسهل على الرأسمالية من أن تفتح الاقتصاد مما يؤدى إلى تراكم الأرباح والثروات ، وأن تترك الوباء لمن هم أهل لمواجهته يحصد من أرواحهم مايشاء .