بقلم /الدكتور ماجد الإسي
الأصل في الأزمات انها كاشفة للكثير الكثير من الزيف والنفاق في تعاملات البشر بشكل عام .. لقد اهتز العالم بأسره بفعل هذا الفيروس وتداعياته وما سيتبعه من ارتدادات ربما تكون أشد فتكا من الزلازل على الانفس والاموال.
إن البشرية تقف اليوم أمام محك له اعتباره . إما أن تسود انسانيتها وتبدأ بنبذ الخلافات وحل الصراعات على قاعدة هذا المصطلح الجامع الذي هو اشمل واجمع من الحدود والمسميات . وإما أن تستمر روح العدوانية التي لا يردعها أشد المخاطر فتكا عن التوقف …
إذا كان هذا حالنا مع ما ننتسب له بشمولية (الانسانية) يدعونا لنبذ الفرقة والخلاف. فإن ما يدعونا كأمة عربية إلى ذلك بات أشد طلبا واقوى إلحاحا..
لماذا لا يوقظ فينا هذا الوباء اخوتنا العربية التي اندثرت?
لماذا لا نعيد الحسابات من جديد خشية من استمرار نهش الذئاب المتربصة من كل حدب وصوب في القطيع الغافل.. ?
لماذا لا يعود العراق إلى حضن امتنا ونحافظ عليه قويا عنيدا في وجه من يريدون لنا الفناء .. ?
لماذا لا تعود سوريا حصنا منيعا في وجه من ارادوا الهيمنة والتوسع على حساب تراب ومصالح امتنا?
لماذا لا يعود اليمن سعيدا كما كان. قويا في وجه مؤمرات الكون التي نزلت به .?
لماذا لا تعود ليبيا المختار إلى امتنا من جديد عزيزة ابية ?
لماذا لا يعود السودان كما كان موحدا
فياضا بالخير والبركة ?
لماذا لا يعود لبنان ساحة للجمال والثقافة وبوابة حصينة ضد أعداء الأمة ?
لماذا لا تعود فلسطين عربية حرة إلى أحضان عالمنا العربي..
أما آن لهذا الكابوس أن ينتهي ??
أما آن لهذا الحلم ان يصبح واقعا??
