بقلم -دكتور محمد حمزه …
جاءت لنا التكنولوجيا لتغير مسار حياتنا ، بدأت أن تسخر نفسها لنا لنستخدمها في كل شيء نقوم به في حياتنا اليومية ، سهلت علينا الكثير من الأمور، وفرت علينا الكثير من الجهد ،والمال ،والوقت ،ثم بعد ان دخلت التكنولوجيا في كل شيء نستخدمه.. سواء اتصالات ،مراسلات قراءات ،العاب ،ترفيه ،تجارة ،اقتصاد، تعليم ،……… الخ .
وبعد ان كنا نستخدمها نحن اصبحت هي التي تستخدمنا .
ظلت تظهر لنا فى ثوب الخادم والمساعد حتى تملكت منا وبعد أن كنا من يسيطر عليها ، أصبحت هي صاحبة القرار ، هي من تسيطر ،بل أصبحت هي القائد ونحن التابعين لها.
وفى النهاية وصل بها الحال الى أن استعبدتنا حتى أصبحنا لا نستطيع الاستغناء عنها في كل شيء وفي أي وقت وفي كل مكان.
وليس هذا كل شيء بل هي الآن تحاول أن تفرقنا وتبعدنا وتغير من معتقداتنا وعاداتنا وتقاليدنا ، وجعلت الثقافات المختلفة على مائدة واحدة من الشرق الى الغرب .
جعلت منا مساجين داخل أقفاص شاشاتها الصغيرة ،مقيدين ومسلسلين بما فيها من اجتذاب لمشاعرنا وعواطفنا وأفكارنا ، فرقت أزواجاً وعنفت أطفالاُ ودمرت نفوساُ غير قادرة على تحمل ما تراه بداخلها .
فهل هذا ما جاءت من أجله ؟؟
هل هي من أذنب أم نحن من أضل استخدامها الصحيح ؟؟
هل هي فقط سبب كل المصائب أم على صعيد آخر استفاد منها الكثيرون من اعمال وعلم وتواصل وأصبحت هى المتهم البرئ ؟؟؟
وأخيرا وليس أخراً هل التكنولوجيا خطر علينا كما يزعم البعض أم أن الأمر يتوقف على كيفية الاستخدام الأمثل والآمن لها ؟؟؟
هذا ما سوف نستعرضه في سلسلة مقالات عن سبل الحماية من الإستخدام الخاطئ للتكنولوجيا الحديثة . … مع الدكتور محمد حمزة الباحث في مكافحة جرائم المعلومات .