كتب _ اشرف المهندس…
إن قدماء المصريين وضعوا أقدم مرجع طبي في علم العقاقير، وهو العلم الذي يُعرف اليوم باسم ” المادة الطبية “، وذلك في القرن السادس عشر قبيل الميلاد.
و أن مصر القديمة كانت رائدة في مجال الطب، وعرفت الكثير من أسرار الطب والجراحة ، كما عرفت مئات من الوصفات الطبية لمختلف الأمراض.
هناك الكثير من المصادر التي وثقت للعالم أجمع علوم الطب والجراحة في مصر القديمة، وفى مقدمة تلك المصادر البرديات التي سجلت الكثير من المراجع والمؤلفات في مجالات الطب المختلفة، وأن من بين تلك البرديات
١ – بردية “كاهون”، التي حملت وصفا لأمراض النساء وطرق التأكد من الحمل، ومعرفة نوع الجنين، بجانب قسم لعلاج أمراض الطيور والحيوانات.
٢ – بردية أدوين سميث، التي تعد أقدم مرجع في الجراحة، وتتضمن وصفا لجروح الكتف والرقبة والصدر والثدي والرأس والفم والأنف ، بجانب العمود الفقري .
١ – بردية إبيرس و التي عُثر عليها قبيل 157 عاما، بمدينة الأقصر التاريخية في صعيد مصر، وتُعد البردية الأطول والأشهر في تاريخ الطب. وعرفت في الأوساط الأثرية والطبية، ببردية ” إبيرس “، وينسب اسمها إلى الألماني جورج إبيرس، الذي حصل على تلك البردية من ” أدوين سميث ” وقام بنشرها عام 1875 ميلادية، أي قبيل 145 عاما.
ومنذ ذلك التاريخ حظيت البردية باهتمام واسع من قبل علماء المصريات والأوساط الطبية بالعالم، وجرى نشرها ودراسة محتوياتها مرات عدة وذلك نظرا لأهميتها ، بجانب احتوائها على 877 وصفة طبية جاءت في شكل ” لبخ ولبوس واستنشاق وغرغرة وأقراص وحقن شرجية ” وذلك لعلاج الأمراض المختلفة.
إن قدماء المصريين تركوا لنا الكثير من الوصفات والمراجع والمؤلفات لعلاج أمراض الرأس والأسنان، وأمراض النساء، والقلب والشرايين والأمراض الجراحية وعلاجها، وعلاج أمراض الجهاز التنفسي، والذبحة الصدرية.
فقد عرفت مصر القديمة ” آلهة للطب والشفاء ” مثل إيزيس التي كانت المعبودة المحبوبة والتي أحيت ، بحسب أسطورة ايزيس وأوزيريس ، جسد زوجها أوزيريس بعد أن قتله “ست” ، وكانت تسمى إيزيس بالشافية العظمى.
و هناك حورس ابن إيزيس، الذي كان يصور كإله له رأس بقرة، وكان له ،بحسب المعتقدات المصرية القديمة ، قوة خاصة لشفاء الذين لدغتهم العقارب والثعابين.
و الربة حتحور التي تمثلت على هيئة بقرة أو امرأة، وكانت الراعية للنساء أثناء الولادة، بجانب كونها ربة للسعادة والرقص والموسيقى والغناء في مصر القديمة، وهناك أيضا بجانب حتحور، الإلهة ” تاورت ” التي كانت تساعد في الحمل والولادة، والحامية للنساء الحوامل.
و أنوبيس، وهو الإله الذي كان يحمل أسرار تحنيط الموتى بهدف حماية أجسادهم من التعفن، وهناك خنوم، الإله الذي كان مسئولاً عن عمل أجزاء بجسم الأطفال.
وقد عرفت مصر القديمة، بعض من كانوا أعلاما في مجال الطب قبيل آلاف السنين، مثل امحتب، الذي كان وزيرا في عصر الملك زوسر، وذاع صيته بين المصريين بفضل مهارته الطبية، حتى صار إلها في الأسرة التاسعة عشرة، وأطلق عليه لقب ابن بتاح .
و امنحتب ابن هابو، الذى كان كاتبا ذو شأن عظيم في عصر الملك أمنحتب الثالث، وقد قُدس في عصر الأسرة 26 بمصر القديمة.
و “مري روكا”، الذى كان وزيرا للملك “تتى” وزوجا لإبنته، فى عصر الأسرة السادسة، وله مقبرة بمنطقة سقارة فى الجيزة، وكان يحمل لقب ” مراقب جانبي قارب أطباء البيت الكبير ” أي القصر الملكي