كتبت/مرثا عزيز
في ظل الانشطة العنصرية التي يتزعمها ترامب ضد المسلمين بصفه خاصة والمهاجرين بصفة عامة نشرت صحيفة الغارديان مقالا تناولت فيه الكاتبة، ناتالي نوغيريد، تأثير تولي دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة على حقوق الإنسان والحريات المدنية في العالم.
وتقول ناتالي إن وصول ترامب إلى البيت الأبيض ليس فقط تهديدا للتحالفات الدولية والتجارة العالمية، وإنما “يحمل مخاطر تسونامي سيأتي على حركات حقوق الإنسان من أساسها”.
فالديمقراطيات الغربية، حسب رأيها، لست وحدها التي اهتزت لتنصيب “متعصب استهدف النساء ومجموعات دينية وعرقية بعينها، وقال إنه قد يلجأ إلى التعذيب”، بل إن الخاسر في القضية هو كل معارض مسجون أو صحفي يتعرض للقمع أو كاتب يتعرض للرقابة أو أقلية مشهمشة، لأن الدفاع عنهم من خلال قنوات حقوق الإنسان الدولية سيكون أكثر صعوبة.
وتضيف الكاتبة أن الولايات المتحدة لم تكن دائما مدافعا حقيقيا عن حقوق الإنسان، فسجلها وسجل الدول الغربية كلها ليس ناصعا في هذا المجال، بداية من قضايا التعذيب على يد سي آي أي وتسليم المشتبه بهم في تفجيرات 11 سبتمبر/أيلول، وفتح معتقل غوانتانامو، وما يجري في أوروبا تحت غطاء مكافحة الإرهاب والتعامل مع اللاجئين.
ولكنها ترى أن تولي ترامب الحكم يضعنا أمام أمرين: أولهما أن عبارة “حقوق الإنسان” نفسها معرضة للانقراض من التعاملات الرسمية، والأمر الثاني هو أننا نشهد صعود “مستبدين” إلى الحكم، ليس عن طريق الانقلابات والتسلط ، وإنما عن طريق الانتخابات الديمقراطية، “فالمستبدون والشعبويون أصبحوا يحكمون في أوروبا والهند وتركيا والولايات المتحدة، لأن الشعب انتخبهم باختياره”.
وتقول ناتالي إن الولايات المتحدة تبقى هي القوة العظمى الوحيدة، ولها دور تاريخي في صياغة مبادئ الأمم المتحدة، ولهذا فإن “تولي عنصري وديماغوجي ومشروع دكتاتور الحكم في البيت الأبيض يعد أكبر خطر على كل شيء تم إنجازه في مجال حقوق الإنسان على المستوى الدولي منذ الأربعينات”.
لماذا سارت النساء
ونشرت صحيفة الفايننشال تايمز مقالا تتحدث فيه الكاتبة، آن ماري سلوتر، عن مسيرات النساء التي خرجت احتجاجا على تولي دونالد ترامب الرئاسة.
مسيرة في الهند ضد دونالد ترامب
وتقول آن ماري: “خرجت في مسيرة في نيويورك مع مئات الآلاف، سادتها روح التضامن، وكانت الشعارات قوية وطريفة”.
وأشارت الكاتبة إلى المسيرات التي شهدتها مدن في 60 دولة عبر جميع قارات العالم.
وتقول إن هذه المسيرات لم تكن مبرمجة بهذه الطريقة ولكن تضامن النساء عبر العالم يعد اعتراضا واضحا وصريحا على ما جاء في خطاب الرئيس دونالد ترامب.
وترى أن العديد من المسيرات كانت ضد ترامب الذي يتحدث عن النساء كأنهن قطع لحم وكيف ينظر إليهن ويتحرش بهن، بينما سار آخرون من أجل أملهم في رؤية هيلاري كلينتون تؤدي اليمين باعتبارها أول امرأة تتولى رئاسة الولايات المتحدة، وسار آخرون من أجل التأكيد على أهمية حقوق النساء، وخرجت مسيرات أخرى من أجل حماية الديمقراطية الأميركية نفسها.
وتقول آن ماري عن نفسها: “الطريقة التي يتحدث بها ترامب وأنصاره عن النساء تحطم صفتنا كأفراد مستقلين متساوين مع غيرنا في العالم. فقد أبعد عن حكومته النساء إلى وزارات مثل التربية والمواصلات والأمم المتحدة، بينما اختار الرجال لإدارة المال والسلاح. فهو يتحدث عن مأساة شريحة العمال البيض، ولكنه ينسى نساءهم وبناتهم وأخواتهم”.
الرئيس الجديد ليس انعزاليا
ونشرت صحيفة التايمز مقالا لسفير الولايات المتحدة السابق في الأمم المتحدة، جون بولتون، يدافع فيه عن دونالد ترامب وينفي عنه الانعزالية التي اتهم بها في وسائل الإعلام، وعلى لسان منتقديه.
ويقول بولتون “ربما يعطي دونالد ترامب الأولوية لأمريكا، ولكنه يؤمن بالتحالفات القديمة وضرورة تعزيزها”.مبدأ “أمريكا أولا” الذي أطلقه ترامب سيكون له انعكاس على علاقات الولايات المتحدة الدولية
ويضيف أن خطاب التنصيب الذي ألقاه ترامب يدعو إلى تجديد العلاقة المتميزة بين بريطانيا والولايات المتحدة، مشيرا إلى التراجع عن “التصريح المشين” الذي أراد به باراك أوباما أن يدفع ببريطانيا إلى “آخر الطابور” في المفاوضات التجارية بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي.
وذكر بولتون أن ترامب أعاد، بعد ساعات من أداء اليمين، تمثال وينستون تشرتشل إلى مكتب الرئيس في البيت الأبيض، كما أنه سيستقبل تيريزا ماي في أقرب وقت.
ويرى بولتون أن خطاب ترامب موجه أساسا إلى الناخب الأمريكي، ولكنه يناسب تماما أنصار الخروج من الاتحاد الأوروبي في بريطانيا، عندما يقول إنه من حق جميع الأمم أن تضع مصلحتها على رأس أولوياتها، وهو ما تفعله جميع الدول في العالم، حسب السفير الأمريكي السابق، “لكن الولايات المتحدة وبريطانيا ودول قليلة أخرى هي التي يعاب عليها ذلك”.
ويقول إن ترامب ليس معجبا بالاتحاد الأوروبي مثل أوباما أو مثل رؤساء جمهوريين سابقين، ولكنه محق في ذلك، لأن “الاتحاد الأوروبي فشل في كثير من الجبهات، لأنه أصبح مشروعا سياسيا غير واقعي، يهدف إلى إفراغ مفهوم الدولة من محتواه، بدل أن يكون تجمعا اقتصاديا، ويعتبر فوز ترامب إنذارا للنخبة الأوروبية المفصولة عن الواقع”، على حد تعبيره.