كتبت اماني المغازي….
الفنان رشدي اباظة في أيامه الأخيرة كان حريصا علي وصية فيها الكثير من الخير و الإحسان و من يعرف رشدي أباظة الإنسان يعرف جيداً أن هناك جوانب خير كثيرة من حياته يعملها و هو في كامل صحته و عافيته و شبابه و لكن لم تكن هناك من سيرة رشدي أباظة المتداولة إلا غرامياته و زيجاته.
وقد تكون وصيته هذه شاهدة علي ما في قلبه الذي يحمل قلب طفل صغير كما أجمع علي ذلك كل من عرفه و أقترب منه
رفض العلاج علي نفقة_الدولة بعدما وقع الرئيس السادات علي القرار و قال له ( أنا مش عارف أودي فلوسي فين في فنانين أهم مني محتاجين للقرار ده )
و كتب شيك على بياض لأخيه فكري أباظة لتسديد نفقات علاجه و منح مكافأة مالية لطاقم التمريض بمستشفى العجوزة قبل دخوله في غيبوبة الموت وكان طاقم التمريض يقومون عليه حبا له وكانوا يعلمون حالته الصحية السيئة و كانوا يبكون عليه و يري في عيونهم هذا وقال لأخيه فكري أباظة ( الناس دي طيبة أوي و لقيت معاهم اللي مقلتوش مع أهلي )
و كتب شيك آخر لبناء مسجد كبير بمسقط رأسه وأسماه مسجد التوبة و عرف عنه في أواخر أيامه انه كان لا يفارق المصحف الشريف.
وقال لفكري أباظة أخيه ( نفسي بس ربنا يمد في عمري ولو شهرين تلاته أروح أحج وأموت )
ثم بكي و ساءت حالته.
وقال ل نادية_لطفي : روحي لسامية جمال وقوليلها عايز أشوفها و أستسمحها ..
وبالفعل ذهبت نادية لطفي إلي سامية جمال و بلغتها الرسالة فقالت لها {روحي قوليلوا مسامحاه} ورفضت زيارته.
وكتب باقي ثروته لإبنته قسمت بيع وشراء حتى لا تزاحمها زوجته الأخيرة التي زوجتها له أمه خصيصاً لكي ترثه بعد ما علمت حقيقة مرضه، وعندما علمت أمه بذلك سافرت خارج مصر ولم تحضر جنازته و لا وداعه.
طلب أن يأتوا له بعامل الأكسسوار وكان يعرفه من سنوات عديدة وعمل معه في عدة أفلام ويسمى “عم دنجل” والذي جاء به هو صديق رشدي أباظة الفنان إبراهيم خان، بحث عنه حتى وجده ودخل على رشدي أباظة وتحدث الإثنان لساعة كاملة وخرج ولم يتفوه بكلمة سوى أنه أكد عليهم عدم دفنه إلا بعد استدعائه.
وعندما مات رشدي أباظة أسرع فكري أباظة بالمجئ بعم دنجل وجاء إلى المدفن ودخل المقبرة وملئها بأعواد من الحنة والريحان وقال أن هذه وصية رشدي أباظة ولم يقل السبب أبداً.
رحم.الله الفنان رشدي اباظه