كشفت واشنطن، عن هوية “المتعاقد العسكري الأمريكي” الذي أشار إليه الرئيس دونالد ترامب، وإدارته، بشكل متكرر خلال الأيام القليلة الماضية، في سياق تبرير التصعيد غير المسبوق مع إيران في العراق، ولا سيما اغتيال قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني.
وقتل “المتعاقد” في هجوم على قاعدة عسكرية قرب كركوك، شمال العراق، في 27 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، وتتهم واشنطن مليشيات تدعمها طهران بتنفيذه.
وبعد يومين، أغارت الولايات المتحدة على مواقع لـ”كتائب حزب الله” العراقية، المنضوية في الحشد الشعبي، والمحسوبة على “النفوذ الإيراني”، ما أوقع عشرات الضحايا بين قتلى وجرحى.
إثر ذلك، حاصر عراقيون سفارة الولايات المتحدة بالمنطقة الخضراء، واقتحموا جزءا منها وأضرموا النيران.
وما إن تمكنت السلطات العراقية من إنهاء الاحتجاجات الغاضبة حتى أعلنت واشنطن اغتيال سليماني، فجر الجمعة، ما تسبب بتفجير المشهد، حيث ردت إيران، فجر الأربعاء، بشن هجمات صاروخية على مواقع في العراق، تضم جنودا أمريكيين، وتركزت على قاعدة “عين الأسد”.
وبرر ترامب ووزير خارجيته، مايك بومبيو، الخطوات التصعيدية غير المسبوقة، و”الردود غير المتكافئة”، بأن أذرع إيران هي التي بدأت، بقتل “المتعاقد العسكري”.
وألقت صحيفة “واشنطن بوست” الضوء على هوية “المتعاقد العسكري”، مشيرة إلى أنه عراقي، حصل على الجنسية الأمريكية عام 2017، واسمه “نورس حميد”.
وأشارت الصحيفة الأمريكية، في تقرير، الأربعاء، إلى أن “حميد” قتل عن 33 عاما، تاركا طفلين، وتم نقل جثمانه إلى الولايات المتحدة، ودفن في مقبرة مدينة سكرامنتو الإسلامية بولاية كاليفورنيا، حيث كان يقيم.
وإثر الهجوم الأمريكي على مواقع “حزب الله” العراقي، كتب ترامب عبر “تويتر”: “لقد قتلت إيران متعاقدا أمريكيا وجرحت آخرين. لقد قمنا بالرد بقوة، وسنفعل دائما. الآن إيران تعد لهجوم على سفارة الولايات المتحدة في العراق. سيتم تحميلهم المسؤولية كاملة. إضافة إلى ذلك، نتوقع من العراق أن يستخدم قواته لحماية السفارة، وتم إخطاره بذلك”.
ورغم ذلك، فإن اهتمام ترامب فعلا بمقتل “نورس” سيكون محل تشكيك، لا سيما أنه متهم بالعنصرية ومحاولة التضييق على المهاجرين، بمن فيهم المجنّسين، فضلا عن اتهامه أيضا بتعريض آلاف الأمريكيين للخطر بإقدامه على خطوة اغتيال سليماني، وهو ما صرح به أعضاء في الكونغرس.