سها جادالله………….
انطلقت أعمال المؤتمر الدولي الرابع يوم امس الأحد ، و الذي تنظمه كلية الإعلام وتكنولوجيا المعلومات بجامعة فلسطين بعنوان: الصحافة الاستقصائية الواقع وتحديات المستقبل، تحت رعاية أ.د سالم صباح رئيس الجامعة، وبحضور السيد إبراهيم أبو النجا محافظة غزة، والدكتور أحمد الشيبي محافظ خانيونس، وأكاديميين من مختلف الجامعات وصحفيين وباحثين وشخصيات اعتبارية، ولفيف من طلبة الجامعات.
وبدأ المؤتمر بالجلسة الافتتاحية يوم أمس حيث ألقى خلالها الأستاذ الدكتور سالم صباح كلمته، مرحبًا بالحضور، ومشدداً على ضرورة الاجتهاد في مجال الصحافة الاستقصائية باعتبارها أداةً لحشد الرأي العام والكشف عن الحقائق وقضايا الفساد، داعيًا الصحفيين وطلبة الإعلام إلى ضرورة الالتزام بأخلاق المهنة فيما يتعلق بالصحافة الاستقصائية، مؤكدًا حرص جامعة فلسطين على إعداد طلبة متميزين في الجانبين الأكاديمي والمهني.
بدورها رحبت د. حنان العكلوك عميد كلية الإعلام وتكنولوجيا المعلومات في جامعة فلسطين – رئيس المؤتمر- بالحضور معتبرةً أن مؤتمر الصحافة الاستقصائية يعبر عن رغبة حقيقية لدى جامعة فلسطين لبلورة رؤية جديدة للنهوض بواقع الصحافة الاستقصائية، متمنيةً أن يخرج المؤتمر بتوصيات تسهم في بناء نظرية الصحافة الاستقصائية ومواجهة التحديات، موضحةً أن الهدف من المؤتمر رصد التحديات التي تواجه الصحافة الاستقصائية والكشف عن المعيقات التي تواجه الصحفي الممارس ولا سيما في ظل أزمة الحريات.
بدوره أكد د.عمرو أبو جبر مقرر المؤتمر ورئيس اللجنة التحضيرية خلاله كلمته على الدور الحقيقي للتحقيقات الاستقصائية في مجالات متعددة كالصحة والتعليم وغيرها، مشيرًا إلى أن مؤتمر كلية الاعلام بجامعة فلسطين جاء في ظل التحديات التي تواجه الصحفي للوصول للمعلومة لا سيما ما يتعلق بالتحقيقات، مضيفًا:”ارتأت كلية الإعلام تنظيم المؤتمر واستنهاض همم العلماء والباحثين والمهنيين وأصحاب التجارب والخبرات على المستوى العالمي والمحلي لدراسة الصحافة الاستقصائية من خلال محاور متعددة في بيئات وأنظمة وأيديولوجيات مختلفة”.
وفي نهاية الجلسة الافتتاحية تم عرض فيديو قصير تخلله استعراض سريع لأسماء الباحثين المشاركين وعناوين أوراقهم البحثية
وكانت فعاليات اليوم الثاني للمؤتمر قد بدأت بالجلسة الثالثة التي ترأستها د. رابعة الدريملي أستاذة الإعلام وتخللها استعراض ستة أوراق بحثية لباحثين محليين وعرب ثم تلاها تعقيب للدكتور حاتم العسولي رئيس قسم الإعلام بجامعة غزة
فيما ترأس الجلسة الرابعة د.أحمد الشقاقي رئيس مجلس إدارة شبكة القدس الإعلامية وتخللها أيضًا استعراض ستة أوراق بحثية عقب عليها الصحفي والأكاديمي د. خالد راضي ، وترأس الجلسة الخامسة د.عدنان أبو عامر عميد كلية الآداب ورئيس قسم العلوم السياسية والإعلام بجامعة الأمة وتم استعراض ستة أوراق بحثية
وفي الجلسة الختامية للمؤتمر التي ترأسها د. عمرو أبو جبر رئيس قسم الإعلام والاتصال بجامعة فلسطين وتم خلالها قراءة النتائج والتوصيات، وتكريم المشاركين ولجان المؤتمر
وقد خرج المؤتمر بمجموعة من التوصيات أهمها ضرورة توفير بيئة ملائمة للعمل الصحفي على أسس قانونية وتشريعية وأخلاقية، كما دعا المؤتمرون الفضائيات الفلسطينية إلى التركيز على ممارسة الصحافة الاستقصائية وتشجيعها من أجل خدمة المجتمع وكشف الفساد المالي والاداري والانحرافات، وبفتح قسم خاص للتحقيقات الاستقصائية، ووعي ادارة الفضائيات برسالة الصحافة الاستقصائية إضافة إلى التنوع في القضايا التي يتناولها التحقيق الاستقصائي .
كما أكد المؤتمر على ضرورة وجود مؤسسات نزيهة داعمة تمول الصحافة الاستقصائية، وأن يدرك صانع القرار للصحافة الاستقصائية دورها في كشف الفساد وحماية المجتمع ودعمه وتشجيعه والاهتمام به في إطار تبادل المعارف والخبرات مع دول الجوار والمؤسسات الاستقصائية الريادية في الوطن العربي عبر التشبيك معها.
كما أوصى المؤتمر أيضًا بضرورة إتاحة الحريات للصحفيين الاستقصائيين لإتمام عملهم بمرونة عالية، وسن قانون ينظم حق الحصول على المعلومة من أجل دعم الصحافة الاستقصائية، وعدم تجاوز الصحفيين الاستقصائيين لأخلاقيات العمل الصحفي عند تناول بعض القضايا الحساسة، وضرورة التحلى بالموضوعية في نقل المعلومات ومناقشة القضايا .
وفي سياق آخر أكد المؤتمر على ضرورة حماية الصحفيين الاستقصائيين وتشجيعهم، بما يشكل ذلك عملاً متكاملاً مع الحكومة والمؤسسات والجمعيات من أجل مجتمع متماسك يخلو من الفساد، وترسيخ الصحافة الاستقصائية في كليات وأقسام الإعلام وتأهيل الطلبة من خلال التدريب العملي وخوض التجربة الميدانية بالعمل الاستقصائي وتدريب الخريجين وطلاب الإعلام في الجامعات الفلسطينية على الجانب العملي في التحقيقات الاستقصائية، ووضعهم في طبيعة العمل داخل فلسطين من ناحية الأفكار والمقترحات وطرق صياغة الفرضيات.
ومن بين التوصيات التي خرج بها المؤتمر أيضًا، إجراء دراسات تطبيقية عن دور الصحافة الاستقصائية في إدارة الأزمات بكل أنواعها، وإجراء دراسات مقارنة لتعامل الصحافة الاستقصائية ببلدان متقدمة.
كما أوصى المؤتمر بتفعيل دور النقابات والاتحادات الصحفية الفلسطينية لمساعدة الصحفيين على تجاوز مشكلاتهم وتقديم الدعم للصحافيات الاستقصائيات بما يسهم في إنجاز المهام بالمؤسسات ورفع الأداء لديهم، وأيضًا عقد دورات تدريبية متخصصة في مجالات إنتاج الأفلام الاستقصائية كافة، وتفعيل التدريب في مؤسسات الإنتاج السينمائي والتليفزيوني، بما يحقق أكبر قدر من الاستفادة من التقنيات الحديثة ، ومن بين التوصيات التي خرج بها المؤتمر أيضًا ضرورة تثقيف الصحفيين الاستقصائيين حول القضايا المرتبطة بالمعايير القانونية للتحقيقات الصحفية بكافة الأدوات التدريبية والمعرفية، من خلال المؤسسات المتخصصة وإعداد دليل حول الثقافة القانونية للصحفيين الاستقصائيين، يركز على المحاكاة العملية وأمثلة من واقع التجربة لإعلاميين وإعلاميات ويشارك بإعداده خبراء قانونيين ومؤسسات إعلامية متخصصة في تدريبات التحقيقات الاستقصائية بالإضافة لنقابة الصحافيين والاستقصائيين أنفسهم.
يذكر أن مؤتمر الصحافة الاستقصائية هو المؤتمر الرابع لكلية الإعلام وتكنولوجيا المعلومات حيث اختص المؤتمر الأول بالفن وتكريم الرواد في المسرح والسينما الفلسطينية، بينما اختص المؤتمر الثاني بالفن الإذاعي الفلسطيني، فيما اهتم الثالث بالمسرح والسينما في فلسطين وآفاق المستقبل
يذكر أن المؤتمر يعقد على مدار يومين يتخللهما خمس جلسات، بواقع جلستين في اليوم الأول ، وثلاثة في ثاني أيام المؤتمر ، حيث يترأس الجلسة الأولى د. جمال أبو نحل رئيس ومؤسس المركز القومي لعلماء فلسطين والأمين العام لاتحاد المثقفين والأدباء والأكاديميين العرب، ويتم خلالها استعراض ستة أوراق بحثية لمجموعة من الباحثين تتناول مواضيع مختلفة تتعلق بالصحافة الاستقصائية، فيما يترأس الجلسة الثانية د. طلال عوكل الباحث والمحلل السياسي ويتم خلالها استعراض ستة أوراق بحثية تتناول موضوع المؤتمر.