كتبت/ لطيفة القاضي
من منا لم يصيب بصدمة في حياته،فالصدمة هي حدوث حدث غير متوقع بصورة فجائية يترتب على ذلك صدمة للإنسان ،او أنه يسلك سلوك غير طبيعي تكون النتيجة في كثير من الأحيان بأمراض نفسية تصيب الإنسان المصدوم،و تأتي الأفكار السلبية ،و أسئلة كثيرة تدور في العقل .
أثرني التفكير بالصدمة هل هي ابتلاء للمؤمن؟ أم من خلالها لابد أن نقف قليلا و ندرك ما هو المغزى الحقيقي من الصدمة التي يعتقد الكثير من الناس بأنها ابتلاء .
كثير منا عند حدوث الصدمة او الابتلاء يجري إلى الله بالتضرع لرفع البلاء و هذا مفيد، و لكن الأصح و الأفضل أن نعرف و نفكر من مناحي متعددة لمفهوم الصدمة .
البعض بل الأكثر يفكر بطريقة سلبية تؤثر سلبيا على الحياة التي يعيش فيها و يفكر بأن هذا من الله تعالي فلابد الاستسلام له لحين الله يفرجها فيكون صابر و لكن قلبه مليئ بالحقد والكراهية لهذا الابتلاء.
البعض الآخر من الناس ذوات الوعي العالي يدركوا نقاط معينة و فيستيقظوا من الغفلة ،للتعرف على الحقائق التي ظهرت عند الابتلاء و بصمت و بالتفكر بطريقة إيجابية لكي يكتشفوا الحياة على حقيقتها او عن قرب.
عند الاصاب بالصدمة فلابد من معرفة بأنها أصابت الجزء الأضعف في النفس فجاءت الصدمة لكي تقوي الجزء الضعيف في النفس ،و من هنا لابد من ان نعرف بأن الصدمة ليست ابتلاء .
فقط الإنسان الذي يفكر بطريقة سلبية هو من يحتسبها ابتلاء فيحزن و هذا خطأ كبير يقع فيه كثير منا فلابد أن نسير قدما و ندرك جيدا حقيقة و أصل الصدمة و إلا كما قال المثل المعروف “المصائب لا تأتي فرادا” يحدث لك الصدمات المتتالية نتيجة من انخفاض الوعي و عدم إدراك الرسالة الايجابية من وراء هذه الصدمة فتاتيك الصدمات واحدة تلو الأخرى .
لابد من ان نعرف بأن الصدمة هي عناية و حب الله لك جاءت لتبني لا لكي تهدم و تكسر و تدمر و لكنها جاءت لتبني فينا صرح إيجابي عظيم ،و كل هذا و ذاك لا يحدث إلا عندما يرتفع الوعي لدينا و ندرك حقائق الأمور.