سها جادالله………
كشفت قطر عن إجرائها مباحثات مع السعودية لإنهاء الأزمة الخليجية المستمرة منذ أكثر من عامين ،ويعد ذلك أول اعتراف رسمي من الدوحة فيما يتعلق بما يدور حول اتفاق وشيك للمصالحة الخليجية.
فقد أكد وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني على أن بلاده تجري مباحثات مع السعودية حول الأزمة الخليجية، مشيراً خلال كلمة له في منتدى حوارات المتوسط المنعقد بالعاصمة الإيطالية روما إلى أنه “يأمل أن تسفر عن نتائج إيجابية”.
وقال الوزير: “انتقلنا من طريق مسدود في الأزمة الخليجية إلى الحديث عن رؤية مستقبلية بشأن العلاقة مع السعودية”.
ولفت وزير الخارجية القطري في تصريحاته إلى أن “الحديث مع السعودية لم يدر عن المطالب الـ13 التعجيزية كشرط لعودة العلاقات مع الدوحة”، معتبرًا أن “المفاوضات تبتعد عنها”.
ووجه آل ثاني الشكر لأمير الكويت الشيخ، صباح الجابر الأحمد الصباح، الذي يتوسط لحل الأزمة.
وكانت صحيفة “وول ستريت جورنال” قد تحدثت عن انفراج مرتقب في الأزمة الخليجية على خلفية زيارة “غير معلنة” لوزير الخارجية القطري إلى الرياض في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي للقاء كبار المسؤولين السعوديين. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين وعرب وأشخاص مطلعين على الزيارة قولهم إن وزير الخارجية القطري قد قدم خلال الزيارة عرضاً لإنهاء الأزمة الخليجية، يتضمن قطع قطر علاقاتها مع جماعة الإخوان المسلمين.
كما ويأتي ذلك بالتزامن مع دعوة وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني للمشاركة في قمة الرياض لدول مجلس التعاون الخليجي التي تقام في كانون الأول/ ديسمبر الجاري.
وفي سياق متصل، أكد وزير الخارجية القطري أن بلاده “لم تدعم الإسلام السياسي ولا حركة الإخوان المسلمين، والدعم القطري إلى مصر لم ينقطع حتى بعد فترة الرئيس المنتخب محمد مرسي”، مشيراً إلى أنه “ليس للإخوان المسلمون وجود رسمي أو دعم في قطر”.
وأضاف أن “دعم قطر كان للشعوب وليس للأحزاب السياسية، ونحن ندعم الشعوب بصرف النظر عن من يحكمها”، مؤكداً أن “قطر دعمت تونس وأن قطر ليست حزباً سياسياً وإنما هي دولة، وإن ربط قطر مع حزب ما أو أيدولوجية موقف خاطئ”.
وكانت السعودية والإمارات والبحرين ومصر أعلنت في يونيو/حزيران عام 2017، قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر وإلغاء مشاركة الأخيرة في التحالف العربي بقيادة السعوديةالذي يقود الحرب في اليمن، وإغلاق المنافذ البرية معها ومنع الطائرات القطرية من التحليق عبر أجواء هذه الدول.
وكانت تلك الدول قد اتهمت قطر بدعم “تنظيمات متطرفة واستضافة قيادات إسلامية مطلوبة في بعض الدول العربية”، الأمر الذي لطالما نفته الدوحة.