متابعة / خالد الرزاز
لم يكن يعلم أن أعين رجال الشرطة الساهرة ستكون له بالمرصد ومهما أحكم خطته سيقع في قبضة رجال مباحث منيا القمح.. “العم” المجرم الذي عكف علي التخلص من حياة “ابنة أخيه” ذات الـ 16 عامًا المُغترب خارج البلاد، والمقيمون معاً بمنزل العائلة بـ كفر عبد الله عزيزة التابعة لمركز منيا القمح بمحافظة الشرقية عن طريق طعنها ما يقارب 14 طعنة وترك السكين برقبتها التي أودت بحياتها.
البداية مأساوية عندما استيقظ أهالي كفر عبد الله عزيزة على صوت صراخ وعويل إحدى ربات البيوت والتي اكتشفت عقب عودتها من السوق مقتل ابنتها “ميرنا” بعدة طعنات وفي رقبتها سكين والدماء مُتناثرة في جميع الأرجاء.
تجمّع أهالي القرية حول المجني عليها وارتسمت علي وجوههم علامات الحزن الشديد، خاصة لكون أسرة المجني عليها تتمتع بسُمعة طيبة وليست لديهم خصومات أو عداوات مع أحد، وعلى الفور تم إبلاغ الأجهزة الأمنية بمركز منيا القمح.
تلقي الرائد “محمد فؤاد”، رئيس مباحث منيا القمح، بلاغًا من أسرة المجني عليها يفيد بالعثور علي “ميرنا” الطالبة مقتولة داخل منزل الأسرة، وعلي الفور انتقل بصحبة فريق من مباحث منيا القمح وتم إبلاغ رجال البحث الجنائي والأمن العام والنيابة العامة والتي أمرت بتشريح الجثة لبيان سبب الوفاة ورفع البصمات.
المهمة صعبة وثقيلة علي رجال مباحث منيا القمح، خاصة لعدم وجود أي خيط يقود إلى الجاني.. طرق كثيرة ومُتشعبة وعلي مدار 15 يومًا قضاها فريق بحث على أعلى مستوى بقيادة اللواء “عاطف مهران”، مدير أمن الشرقية، وبرئاسة اللواء “عمرو رؤوف”، مدير البحث الجنائي بالمحافظة، بالتنسيق مع اللواء “ماجد الأشقر” رئيس فرع الأمن العام بالمحافظة، والرائد “محمد فؤاد” رئيس مباحث منيا القمح ومعاونيه بالمركز ومع تضييق الخناق علي المشتبه بهم لم يبق إلا عم المجني عليها “شقيق والدها” والمقيم معهم بذات المنزل.
وردت معلومات سرية لفريق البحث تفيد وجود علاقة غير شرعية بين عم المجني عليها وإحدي السيدات “ربة منزل متزوجة” بذات القرية ومن هنا بدأ فريق البحث يُحكم السيطرة ويضيق الخناق على “عم” المجني عليها والذي اعترف تفصيليًا بارتكابه الواقعة.
أكد المتهم أن ابنة أخيه “الضحية” أخبرته قبل الحادث بيوم أنها شاهدته برفقة إحدى السيدات والتي تجمعهما علاقة غير شرعية وهي تأتي إليه بشقة الزوجية عقب خروج زوجته إلي بيت أهلها وخوفاً من افتضاح أمره قرّر التخلّص من حياتها.
14 طعنة تنهي حياة “ميرنا”
أضاف المتهم أنه أحضر سكينًا وأعدّ العدة وعندما تأكد من عدم وجود أحد بالمنزل قام بالتعدي علي المجني عليها بالضرب إلي أن استقر السكين برقبتها والدماء سالت من جميع أنحاء جسدها وفارقت الحياة، فخرج المتهم وترك الجثة دون أن يره أحد وخلد للنوم بشقته.
كان اللواء عاطف مهران، مدير أمن الشرقية، والعميد عمر رؤوف، مدير البحث الجنائي بالمحافظة، قد تلقيا إخطارًا يفيد بورود بلاغ بالعثور على جثة الطالبة “ميرنا ح” 16 سنة، مقتولة داخل منزل أسرتها بـ”كفر عبدالله عزيزة” التابع لدائرة مركز شرطة منيا القمح.
وتبين أن الجثة بها 14 طعنة بأنحاء متفرقة بالجسم، وسلامة جميع منافذ الشقة، فيما تم نقل الجثة لمشرحة مستشفى “منيا القمح” المركزي، وبالعرض على النيابة العامة قررت انتداب لجنة من الطب الشرعي لتشريح الجثة وبيان سبب الوفاة.
فيما تم تشكيل فريق بحث جنائي بقيادة الرائد محمد فؤاد، رئيس مباحث منيا القمح، بالتنسيق مع رجال الأمن العام برئاسة العميد ماجد الأشقر، لكشف غموض الواقعة وضبط مُرتكبيها وتحرّر عن الواقعة المحضر رقم 9992 إداري منيا القمح لسنة 2019.
وأسفرت جهود فريق البحث إلي أن وراء ارتكاب الواقعة عم المجنى عليها عامل 24 سنة مُقيم بنفس منزل الضحية وعقب تقنين الإجراءات تم استهدافه بمأمورية برئاسة قطاع الأمن العام أسفرت عن ضبطه، وبمواجهته بما توصلت إليه التحريات انهار واعترف تفصيليًا بارتكابه الواقعة.
وقرّر قيام المجنى عليها فى اليوم السابق على ارتكاب الواقعة بإخباره بعلمها بارتباطه بعلاقة غير شرعية بإحدى السيدات “متزوجة”، ومقيمة بذات القرية ومشاهدتها أثناء نزولها من شقته الكائنة بالعقار محل الواقعة فقام بقتلها خشية افتضاح أمره، وتم اتخاذ الإجراءات اللازمة تجاه الواقعة.