عبدالحميدشومان…
لا شك اننا نعيش حقبة زمنية يتوجب علينا جميعا إتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر في التعامل مع الآخرين لأن ما نراه ونسمعه عن جرائم ترتكب وكم من أحكام تصدر في قضايا ترفع ومن قوانين ولوائح يتم مخالفتها تفرض علينا دراسة لخطواتنا وإتخاذ كافة التدبير تجاه اي خطوة ونفسر ونعرف تفاصيل كل أمر نخوض فيه ونتأكد بانفسنا إن كان اي أمرا نخوضه صحيحًا أو مخالفًا خصوصًا إن ثقافة الفساد انتشرت في فترة من الفترات حتى اعتاد الناس القيام بالخطأ ومع كثرة تكراره ظن بعضهم بأنه صحيح.
ولا يخفى علينا انتشار ثقافة الفساد ورائها الفاسدين والمفسدين فهما اللذان يتعاونان من أجل دعم حركة الفساد والتقليل من مكافحه. فالفاسد يمارس الفساد بنفسه ويقوم بتنفيذ المهام الفاسدة… أما المفسد فهو من يهيئ الأمور للفاسد ويزيِّن له القضايا ويخلق له المناخ والبيئة الملائمة ويبسط له القوانين ويفسر له اللوائح لممارسة الفساد…
لذا نجد أن الفاسدين والمفسدين يتفننون في ابتكار وسائل الفساد والإفساد وخداع الناس والغش والخيانة والسرقة وجعل الحق باطلًا والباطل حقًا وتغيير الحقائق وتبديل الواقع ليظهر للناس وكأنهم يسعون لنفع الناس ومصلحتهم وهم في حقيقة الأمر يسعون لنشر الفساد والغش والتدليس بين أفراد المجتمع.
وكما نسمع ونرى ان الأمور تغيرت اليوم وتبدل كل شيء منذ أن أطلق فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي حملته لمحاربة الفساد مؤكدًا لن ينجو أي شخص دخل في قضية فساد.. أي كان وضعه وأرتفع شأنه من الوزير إلى اقل الوظائف.. فالحرب على الفساد مستمرة والمحافظة على مقدرات الوطن ومكتسباته متواصلة ولن يفلت من العقاب كل من تسوِّل له نفسه التطاول على المال العام أو إساءة استعمال أو استغلال سلطته لمصالحه الشخصية والكسب غير المشروع و الأجهزة الرقابية بالمرصاد وفي مقدمتها الرقابة الاداريه و النيابة العامة وكافة الأجهزة تعمل للحفاظ على مقدرات الوطن والمواطن… والدليل على ذلك كم من وزير او محافظ او نائب محافظ او حتى قاضي او صغار الموظفين في قضايا فساد إداري ومالي تمثلت في تبديد الأموال العامة والتصرف في الممتلكات الحكومية والمتاجرة بالوظيفة الحكومية والرشاوي والثراء غير المشروع وصدرت بالفعل أحكام ضد كل ثبت إرتكاب لجريمة فساد.
احذروا الفاسدين والمفسدين الذين يبسطون الأمور ويحرفون المصطلحات ويستندون على بعض الأخطاء التي وقعت في الماضي ليبرروا للآخرين أن يقعوا فيها فينصبوا لهم شباك الفساد ويحتالوا عليهم… ولا تنخدعوا بمقولة إن الكثير يقومون بنفس المخالفات فالوضع قد اختلف والحرب على الفساد قد انطلقت والعمل متواصل على رفع مستوى الشفافية وتعزيز جهود الرقابة والمحاسبة للقضاء على الفساد وتجفيف منابعه وتضييق الخناق عليه مما يساهم في تحقيق الرفعة والازدهار لهذا الوطن العظيم.