آية ومعنى .. بقلم الدكتورة فاطمة عبد الغنى

الدكتورة /فاطمة إسماعيل عبد الغني
كثيرا ما يمر بالإنسان أشياء نقف عن فهمها عاجزين نفكر ونتأمل ولا نجد إجابة
ننظر فنجد طفلا سقط من أعلى المنزل ، ولكن لا يزال قلبه ينبض
وذاك سائق انحرف عن الطريق فاصطدم تهشمت السيارة وخرج حي يرزق
عجبا لمجريات التدبر الإلهي
لا نجد إلا أننا أمام آية من آيات قرآن نزلت من فوق سبع سماوات تتلي إلى آخر الزمان حيث قال الحق ف سورة الرعد الآية ١١ (له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله)
إذا دققنا النظر في كلمة (له) أي لذلك الإنسان الخليفة له على أرضه معقبات أي ملائكة قد تكون ملائكة يتعاقبون ليلا ونهارا ، وقد تكون ملائكة يتعقبون أفعاله بكتابة حسناته وكتابة سيئاته ، وقد تكون الاثنين ، أما إذا دققنا الفكر لوجدنا كلمة ( له) فإنها تفيد النفعية ، كأن المعقبات لصالحه يحفظون بني آدم من الأشياء التي لا يمكن الاحتراز عنها ، لذلك كانت نتيجة الاحصائيات التي تم رصدها للثعابين أن الناس التي تلدغهم الثعابين لا تلدغهم إلا أثناء اليقظة
فنري حولنا الكثير من الأمور التي تحدث لبني البشر ولا نجد الجواب إلا بالرد الإلهي ، فإن حفظة يحفظون الإنسان من كل سوء لا يستطيعون دفعه
فإذا كانت الملائكة تكتب الحسنات لبني آدم فهي لمصلحتهم فكيف بكتابة السيئات أن تكون لصالحهم ؟
وأقول أيها القارئ: لا تنظر بالتفكير السطحي ولكن انظر إلى المشرع الأعلى
لو علم الإنسان أن السيئة سوف تكتب عليه وسوف يحاسب عليها أمام البشر لتوقف عنها حتي لايفتضح
مثل الطالب لو علم أنه استحالة أن يغش في الامتحان فسوف يذاكر حتي يبقي عنده حصيله العلم لأنه إن غش لن يكون لديه إلا شكلية الشهادة دون العلم
لذلك إياك أن تكره أن يكون لك أعداء لأن الذي يغر الإنسان ف سلوكه نفاق الأصحاب، بينما العدو مراقب له طول الوقت ينتظر أخطاءه
لذلك أري أن العدو له فائدة كبيرة في تغير سلوك الفرد للصواب ، فلو تخيلت في كل لحظة أن هناك عدو مترقب أخطاءك مافعلت الخطأ وصدق الشاعر حينما قال
عداي لهم فضل علي ومنةٌ
فعندي لهم شكر علي نفعهم
فهم كالدواء والشفاء بمره
فلا أبعد الرحمن عن الأعاديا
هم بحثوا عن زلتي فاجتنبتها
وأصبحت مما دنس العرض خاليا
وهم نافسوني فاكتسبنا المعاليا
من أجل ذلك ننظر إلي الآية ( له معقبات من بين يديه)
فنجد أبا بكر الصديق – رضي الله عنه- في طريق الهجرة ساعة يمشي أمام رسول الله – صلى الله عليه وسلم- حتي يبعد أي رصد عنه ، وساعة يمشي خلفه حتي لا يتبعه أحد
فجاءت كلمة ( يحفظونه من أمر الله) بالنظرة السطحية
أي يحفظونه من الآمر المراد به من الله
ونقول لهم : لا لأن الله لم يأت بالملائكة لمعارضة قدر الله
لأن هنا الحفظ من أمر الله الصادر للملائكة أن يحفظوا هذا
فجاءت كلمة يحفظونه بأمر من الله أي من بمعني الباء
مثلما قال الحق سبحانه في سوره نوح الآيه ٢٥ (مما خطيئاتهم أغرقوا فأدخلوا نارا)
أي أن بسبب خطيئاتهم أغرقوا
اللهم أثلج صدورنا واملأ عقولنا بآيات القرآن

Related posts

Leave a Comment