محمد عطية يكتب..الرؤى والاحلام.. الجزء الرابع

محمد عطية يكتب …

الرؤى والأحلام …الجزء الرابع ” الرؤى فى السنة ”
دليل الرؤى فى الحديث الشريف
فى البداية نذكر بعض رؤى من رؤيا النبى صلى الله علية وسلم ورؤيا اصحابة
1- قال النبى صلى الله علية وسلم رأيت كأنى جالس أنا وأبوبكر وعمر على حافة بئر فأدلى أبوبكر دلوة فى البئر فنزع نزعا خفيفا ثم جاء عمر فأدلى دلوة فى البئر فإشتط منه حتى استحالت غربا وشرقا ” اى اخذ منه ماء كثيرا ” ففسرها النبى صلى الله علية وسلم بأنها الخلافة مدة خلافة أبوبكر مدة قصيرة ومدة عمر كبيرة ومليئة بالفتوحات شرقا وغربا
2- قال ا لنبى صلى الله علية وسلم ” رأيت بابا مغلقا ثم يفتح فقالوا يارسول الله يفتح ام يكسر قال بل يكسر فسألوة عن الباب قال عمر ثم سكت عن باقى الرؤية وقد كانت قتل عمر
3- رأى النبى صلى الله علية وسلم قبل غزوة احد بانه تحصن بدرع حصينة وان سيفة به ثلمة وان بقرة ذبحت فقالوا يارسول الله كيف أولتها فقال الدرع هى المدينة وقد كان من رايى ان نتحصن بها ولا نخرج والثلمة هى موت بعض اصحابى وقد مات 70 من خيرة اصحابى يوم احد والبقرة هى موت احد افراد عائلتى وهو حمزة بن عبدالمطلب عمى
4- قال عبدالله بن عمر رايت كأن القيامة قد قامت و كأن بيدي قطعة إستبرق ، وكأنني لا أريد مكانا من الجنة إلا طارت بي إليه ، ورأيت كأن اثنين غلاظ شداد أتياني وأرادا أن يذهبا بي إلى النار ، فإذا هي مطوية كطي البئر ، فإذا لها قرنان كقرني البئر ، فرأيت فيها ناساً قد عرفتهم ، فجعلت أقول أعوذ بالله من النار أعوذ بالله من النار حتى اذا دنوت منها جائنى ملك كريم فقال لى لا تُرَع وقال لهم ليس عبدالله فخليا فقمت من نومى مفزعا وهرولت الى أختى حفصة زوج النبى فقصصت لها ما رايت ، فقصت حفصة أختي على النبي -صلى الله عليه سلم- رؤياي فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نِعْمَ الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل فيكثر ” وهنا وصاة النبى بزيادة فعل الخيرات قيام الليل
تعبير الرؤيا بدلالة أمثال، وتشبيهات، ومجازات، وقصص الحديث الشريف كدلالة البيت الجميل على الإسلام والتوحيد؛ لقول النبي ﷺ: «إنَّ مَثَلي ومَثَلَ الأنبياءِ من قبلي، كمَثَلِ رجلٍ بنى بيتًا، فأحسَنه وأجمَله»
أو كدلالة المعادن ومصنوعاتها في المنام على الناس؛ لقول النبي ﷺ: «الناسُ معادنُ» ؛ أو كدلالة الخداع في المنام على الحرب والانتصار؛ لقول النبي ﷺ: «الحربُ خُدعةٌ)؛ أو كدلالة السيارة البطيئة في المنام على تقصير المسلم في العمل للآخرة؛ لقول النبي ﷺ: «ومن بطّأ به عملُه، لم يسرعْ به نسبُه» (رواه مسلم)؛ أو كدلالة العسل في المنام على العلاقة الزوجية الحلال أو الدخول بالزوجة؛ لقول النبي ﷺ: «حتى يذوقَ الآخرُ عُسَيْلَتَها، وتذوقَ عُسَيْلَتَه» (رواه مسلم وغيره)؛ أو كدلالة اجتناب الزنا في المنام على نجاة من هلاك أو حصول فرج عظيم؛ لقصة الثلاثة الذين انغلق عليهم غار بصخرة، فدعوا الله بصالح أعمالهم، فانفتحت الصخرة.
التشبيه أو التشابه
تعبير الرؤيا بدلالة التشابه في الشكل، أو الجنس، أو الوظيفة، أو الحال كتعبير الإنسان المعروف في المنام بمن يشبهه شكلًا، أو جنسًا، أو وظيفة، أو حالًا كالجميل يدل على جميل مثله، والعربي يدل على عربي مثله، أو تعبير التفاحة الحمراء بالقلب؛ للتشابه في الشكل، أو المصباح الأبيض بالقمر؛ للتشابه في الشكل والوظيفة، أو البحر الهائج بالإنسان الغاضب؛ للتشابه في الحال. كذلك تعبير رؤيا يوسف (عليه السلام) في قول الله تعالى: ﴿إِذْ قَالَ يُوسُفُ لأَبِيهِ يَاأَبتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِين﴾ [يوسف:4]، تعبيرها أنها الأب والأم والإخوة؛ للتشابه بين فضل الأب والأم على الأبناء وبين فضل الشمس والقمر على الكواكب؛ أو كتعبير رؤيا طبق اللحم بأنه دار الإنسان؛ لأن الإنسان مخلوق من لحم، ولأن الدار تؤوي صاحبها، كما يحمل الطبق الطعام.
تعبيرات سابقة لرؤى القرآن والحديث والصحابة والتابعين
وهو التعبير بدلالة رؤى سابقة في كتاب الله تعالى، أو في حديث رسول الله ﷺ، أو مما جاء عن الصحابة الكرام، أو التابعين من رؤى معبَّرة كدلالة البقرة في المنام على السَّنة؛ لتعبير يوسف (عليه السلام) للبقرات السبع بسنين سبع في قول الله تعالى: ﴿وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ﴾ [يوسف:43]؛ أو كتعبير رؤيا الجبل الزَّلِق أنه منازل الشهداء في الجنة؛ لأن النبي ﷺ عبَّرها كذلك في رؤيا لرجل مسلم، أو كما قال ﷺ: «وأما الجبلُ الزَّلَقُ فمنزلُ الشُّهداءِ»(1)؛ أو كتعبير أكل التمر أنه حلاوة الإيمان؛ لرؤيا أنس في عبد الله بن عمر (رضي الله عنهما) أنه يأكل تمرًا، فعبَّرها أنس أنه حلاوة الإيمان(2)؛ أو كتعبير نقر الديك أنه قتل على يد رجل من العجم؛ لرؤيا عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) أن ديكًا قد نقره، فعبَّرتها أسماء بنت عُميس (رضي الله عنها) بقولها: إن صدقت رؤياك قتلك رجل من العجم
الأسماء
تعبير الرؤيا بدلالة الأسماء كأن يدل سعيد على السعادة، وعزيز على العِزَّة، وكريم على الكرم، أو كما جاء عن النبي ﷺ: «رأيتُ ذاتَ ليلَةٍ، فيما يرى النَّائِمُ، كأنَّا في دارِ عقبةَ بنَ رافِعٍ. فأُتينا برُطِبٍ مِن رُطبِ ابنِ طابٍ. فأوَّلتُ الرِّفعةَ لنا في الدُّنيا والعاقبةَ في الآخِرَةِ. وأنَّ دينَنَا قد طاب» (رواه مسلم). الرؤيا عبَّرها النبي ﷺ بالعاقبة من عُقبة، وبالرفعة من رافع، وبأن الدين قد طاب من رطب ابن طاب.
الجناس اللغوي
وهو التعبير بتشابه اللفظين واختلاف المعنيين كتعبير رؤيا الساعة (ساعة اليد أو الحائط) بأنها الساعة (أي يوم القيامة)؛ أو تعبير رؤيا امرأة سوداء بأنها داء سوء؛ أو تعبير رؤيا البرتقال بمن قال كلمة البِرّ؛ أو قد يكون التعبير بتشابه لفظ في القرآن الكريم مع اسم رمز الرؤيا، مع ارتباط لفظ القرآن الكريم بمعنى معين، فيتم تعبير رمز الرؤيا به كتعبير سورة الفاتحة في المنام بالرحمة؛ لقول الله تعالى:
﴿مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلاَ مُمْسِكَ لَهَا﴾ [فاطر:2]، أو كتعبير رؤيا القمر بمن يتلو القرآن الكريم؛ لقول الله تعالى: ﴿وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاَهَا﴾ [الشمس:2]. وقد يكون التعبير بالتشابه بين اسم رمز الرؤيا وبين صفة لشيء آخر، فيعبر الرمز بهذا الشيء كتعبير رؤيا دولة البحرين بأي دولة تطل على بحرين، أو تعبير رؤيا الجزائر بأي دولة تتكون تضاريسها الجغرافية من جزائر كاليابان مثلًا. وقد يكون الجناس اللغوي بين لفظين في القرآن الكريم يرتبط كل واحد فيهما بمعنى، فيدل أحد المعنيين في المنام على الآخر في اليقظة؛ كقول الله تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُواْ فِيهِ﴾ [يونس:67]، وقوله سبحانه: ﴿خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا﴾ [الروم:21]؛ فالليل في المنام قد يدل على الزواج.
الحِكَم والأمثال
تعبير الرؤيا بدلالة الحكمة إذا شاعت بين الناس، ولو كان قائلها مجهولًا كقولهم: «لو كان الفقر رجلًا لقتلته»؛ فتدل رؤيا المقتول في المنام على بشرى بانتهاء فقر الرائي؛ أو التعبير بدلالة الأمثال السائرة بين الناس وما فيها من تشبيهات ومجازات كدلالة اليد القصيرة على الفقر، والعجز، والحاجة؛ لقولهم: «العين بصيرة، واليد قصيرة».الى القاء فى الجزء الخامس الرؤى فى السنة وتفسيربعض رؤيا الصحابة والتابعين


Related posts

Leave a Comment