عبدالحميد شومان
بداية اتذكر معكم قول رب العزة (المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا)، صدق الله العظيم.
فالمال يمثل عصب الحياة ووسيلة لتأمين متطلباتها وحفظ كرامة الإنسان وهو رزق من أرزاق الله الذي فضل به بعضنا على بعض كما ان للمال أثرا عميقا في تقوية العلاقات الاجتماعية وزيادة الصلة بين الارحام وكل المحيطين وذلك إذا ما أحسن استغلاله وتوظيفه بحيث يتحول الى مصدر لسعادة الإنسان ونعمة إذا أحسن استغلالها.
ولا شك ان حب المال طبيعة في الإنسان وهو وسيلة وليس غاية يتصارع لأجله البعض ليتنازل عن مبادئه وتعاليم دينه لتحقيقه متناسيا سؤاله أمام الملك ديان السماوات والأرض من أين اكتسبه؟ وفيم أنفقه؟ وعندها يكون نقمة على صاحبه يقوده إلى الهلاك والخسران فلم يعد لمخافة المولى في قلبه نصيب وإنما تراه يسعى إلى طلب المال بأي طريق وسبيل حتى لو اعتمد على الغش والخداع فهنا نكون أيضا أمام نقمة المال الذي يؤدي الى الإسراف الزائد عن الحد والضياع في ملذات الدنيا فتفسد الأخلاق وتنقطع العلاقات الأسرية ويسود التباغض.
كما ان الفساد يعم المجتمع حينما يتم استغلال المال في الرشوة لمخالفة القانون فالكثير من المشاكل سببها المال فكم من إخوان تفرقوا بسببه وكم من قضايا اكتظت بها المحاكم بسببه وكم من بيوت هدمت بسببه ان زاد زادت المشاكل وان نقص تفاقمت المشاكل
وخاصة هذه الأيام شهر رمضان الفضيل كم من زوج وزوجه تفاقمت بينهم المشاكل بسبب نقص المال وملابس العيد وخلال ايام تتزايد المشكلات بسبب كعك العيد… هذه مشاكل المال بالنسبة للأسر المتوسطه…
وكم من إنسان تحول الى مجرد آلة لجمعه وتكديسه ضاربا عرض الحائط بجميع القيم الدينية والأخلاقية ومهدرا سنوات عمره لأجله وأصبح المال لديه زينة يتفاخر بها على غيره ولا يدري ان الفقير بعوزه يتقدم عليه في دخول الجنة لخفة حسابه.
فاحذروا فتنة المال ولا تلهثوا وراءه ولنعلم جيدا انه وسيلة ورزق من الله يجب ان نحسن استغلاله فنعطي الفقير حقه منه والأجير أجره ونعزز من خلاله علاقاتنا الأخوية والإنسانية ولنتق الله في أموالنا ونسأله حسن الرشاد والصلاح وأن يقدرنا لنشكر نعمه علينا ولا نكون عبيدا لأموالنا.