رمضان شهر ينعش مافيا التسول

عبدالحميدشومان

بملابس رثّة ووجوه شاحبة متعبة ومظهر يوحي بالبؤس والفقر يحشد المتسولون الكبار منهم والأطفال أنفسهم لاستقبال شهر رمضان من خلال انتشارهم في الشوارع المُدن وأزقتها.

وفي موسم الانتعاش لهؤلاء المافيا من المتسولين وهو يسمونه موسم المال الوفير .. يستعد بعض الأشخاص لاستعطاف المواطنين وطلب المعونة مُستغلين رقة القلوب في شهر الخير الذي اعتاد الناس أن يجودوا فيه بسخاء لإدراكهم لعظيم أجر الصدقة.

وتدفع بعض الأسر أطفالها إلى الشوارع للتسول والحصول على الغنائم في نهاية اليوم ولكن هل كل من يبكي في الأزقة مُحتاج؟

في الوقت الذي تتعفف أسر بأكملها أن تسأل الناس يلاحظ وجود ما يشبه “مافيا وتنظيمات” تستغل هذا الشهر الكريم من أجل نشر عناصرها وتوزيعهم على الأماكن “الاستراتيجية”، التي تمكنهم من جمع أكبر مبلغ من المال.
وانني وبحكم عملي شاهدت بام العين في إحدى المناطق الراقية قيام سيارة بتوزيع المتسولين في منطقة جغرافية صغيرة، كباراً وصغاراً ونساء، وبعد مدة تجدهم عند هذا المسجد أو هذا السوق أو عند تلك الإشارة الضوئية والمقاهي والاسولق الكبري

شهر رمضان تنتعش ظاهرة التسوّل

ان ظاهرة التسول ليس بجديدة ان نراها او تستدعي ان نتبرء منها وسبق وعالجتها السينما المصرية بفيلم قام ببطولته الممثل عادل امام يحمل اسم المتسول.. ورأينا انه في حمايه تامه.

ويستخدم متسولون أساليب خاصة بهم بقصد التأثير في نفوس المارة والفوز بعطفهم، حيث يعمد بعضهم إلى وضع روشتات طبية واشعات وعلب الأدوية أمامهم ومثهم من يعلق كيس الاسترة ذلك المنظر التمثيلي فيما يبدي آخرون عاهاتهم وإعاقاتهم الجسدية التي ترافقها ملامح حزينة وعبارات مؤثرة تصل حدّ البكاء استدرارًا لعطف المواطنين وإثارة لشفقتهم.

وفي الحقيقة لم ينموا يوما الي علمي ان قامت الشرطة بالقبض علي هذا او هذه بتهمة التسول..

ولم ينموا يوما الي علمي ان عمدت وزارة التضامن الاجتماعي إلى وضع برنامج لمقاومة ظاهرة التسوّل يضمن تطبيق القوانين التي تجرّم التسوّل وتعاقب عليه .
وقال محمد أبو حامد وكيل لجنة التضامن الاجتماعى بمجلس النواب إن هناك مواد فى قانون العقوبات وقانون الطفل متعلقة بتجريم التسول والأمور المخالفة إنسانيا للأطفال ولكنها لم تطبق على الواقع فإذا طبقت هذه القوانين بالفعل فستمنع وجود التسول واستغلال الأطفال فى الأعمال المخالفة انسانيا واجتماعيا.

وتعد ظاهرة التسول مرضا خطيرا يضرب جذور المجتمع، ويهدد بمحو صورته الحضارية. تتجه غالبية المتسولين للأسواق وعند إشارات المرور والمساجد، مصطحبين معهم الاطفال لاستعطاف الناس، وخاصة خلال ايام رمضان المباركة. خطورتهم تكمن في تسرب هذه الاموال الى منظمات ارهابية وفي الآونة الاخيرة ظهر لنا نوع جديد من المتسولين وهم عمال النظافة الذين يستوطنون اشارات المرور، وكأنها مكب نفايات تاركين بقية الشوارع غارقة في القاذورات، هو ذكي لا يطلب أموالا لكنه يمر بجانب السائقين وينظر اليهم بنظرة استعطاف حتى يحصل على مبتغاه، وبحسبة بسيطة لو افترضنا انه مع توقف الاشارة لمدة دقيقتين يستطيع هذا العامل ان يحصل على مبلغ وقدره 10 جنيهات خلال ساعة واحدة سيحصل على 300 جنيه وقس عليها اليوم كاملاً هذا العامل الذي يتقاضى راتبا لا يعد فقيرا بل اصبح دخله من التسول يفوق مرتب مدير لاحدى الشركات المتوسطة، ضارباً بمهمته الاساسية عرض الحائط والنتيجة تراكم القاذورات في شوارعنا فمن اراد ان يتصدق فيلجأ للجمعيات الخيرية المعروفه والمشهود للقائمين عليها وبيت الزكاه فهم الأدرى بالمحتاجين.. وغير هذا وذاك تبين من امر اقاربك وجيرانك.. فينهم المتعففين.

Related posts

Leave a Comment