بقلم الداعيه الاسلامي الشيخ وائل ابو جلال
يُعد شهر شعبان من الأوقات الفاضلة، وقد وقع فيه العديد من الأحداث العظيمة عبر التاريخ، ويمكن بيان بعضها فيما يأتي:
-1 أول ولادة وأول وفاة بعد الهجرة النبوية: فقد وُلد عبد الله بن الزبير -رضي الله عنه- في شهر شعبان، وكان أول مولود للمسلمين بعد الهجرة، وقد ذكرت أمّه أسماء بنت أبي بكر -رضي الله عنه- ما أنهم فرحوا به فرحاً شديداً، لأنه وُلد بعد أن قيل لهم أن اليهود قد سحرتكم ولن يولد لكم، كما توفي الصحابي الجليل عثمان بن مظعون -رضي الله عنه- في شهر شعبان أيضاً، وكان أول من توفاه الله من المهاجرين في المدينة المنورة، ودُفن في البقيع.
2-احتلال الصليبين لبيت المقدس: حيث استولى الصليبيون على بيت المقدس في الثالث والعشرين من شعبان عام أربعمئة واثنان وتسعون للهجرة، وقاموا بقتل سبعين ألفاً من المسلمين في يوم واحد.
3- تحرير مدينة حمص من الصليبيين: حيث حرّر صلاح الدين الأيوبي -رحمه الله- مدينة حمص من يد الصليبيين في الواحد والعشرين من عام 559هـ، ليسيطر بذلك على أغلب بلاد الشام.
4-معركة الأرك: وقعت معركة الأرك التي يُطلق عليه النصارى كارثة الأرك في التاسع من شعبان عام 591هـ، حيث وقعت بين قوات الموحّدين المسلمة تحت قيادة أبو يوسف يعقوب المنصور، وقوات مملكة قشتالة النصرانية بقيادة ألفونسو الثامن، ودارت أحداث المعركة بعد أن بعث ملك قشتالة رسالة فيها نوع من الاستهزاء والاستخفاف بأمير المسلمين أبو يوسف، فغضب لذلك الأمير وكتب له على ظهر الرسالة قول الله تعالى: (ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُم بِجُنُودٍ لَّا قِبَلَ لَهُم بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُم مِّنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ) “الجواب ما ترى لا ما تسمع”، ثم توجّه إليه بجيش قوامه مئة ألف مقاتل، حتى قيل إن المسافة بين مقدّمة الجيش ومؤخرّته كانت مسيرة ثلاثة أيام، وكان النصر الساحق حليف المسلمين.