عبده البربري…خلود صديق
شهد قصر ثقافة الطفل بطنطا الحلقة الختامية من الدورة الثانية من نادي أدب الطفل من خلال المحاضرة التي نظمتها الهيئة العامة لقصور الثقافة بقصر ثقافة الطفل بطنطا التابع للادارة العامة لثقافة الغربية اليوم الأربعاء الموافق 13/3/2019 الساعة 11ص وحملت عنوان (النقد الأدبي) إلقاء الشاعر أ / مصطفي منصور٠
** استهل المحاضر بتعريف مصطلح النقد بمعناه اللغوي وهو تمييز واخراج وفرز العملة الجيدة الصحيحة من الرديئة المزيفةليلقي هذا المعني بظلاله علي الأدب ليصبح تمييز الأدب الردئ فنيآ من الجيد وليمتد المعني ويتسع ليشمل مجالات الفنون بل وليصبح طريقة حياة تمارس لتسليط الضوء علي الجيد الأصيل ودعمه وتعزيزه والدعوة إليه ونقيضه من السئ المشين والمبتذل والمسف لتجنبه ومناهضته وبذلك يكون النقد بعموميته أسلوبآ وعاملآ بناء لتطوير الذات والمجتمع ودفعهما نحو الأفضل٠
** وتطرق إلي تعريف الأدب بمعناه الفني بأنه الكتابة المعبرة عن فكر الانسان ومشاعره ووجدانه والتي والتي تصاغ بأحد صنفي الأدب ( الشعر أو النثر) ليعرف الشعر بأنه الكلام المقفي الموزون المعبر في صورته الأوضح عن الشعور والوجدان فضلآ عن الفكر وقسمه من حيث القالب البنائي إلي الشعر العمودي وهي الصورة القديمة التي تعود إلي العصر الجاهلي وتعتمد القصيدة في بنائها علي أبيات كل بيت مكون من شطرين يتماثلان في الوزن العروضي كما تتماثل الأبيات في أوزانها وموسيقاها وقافيتها
ومن أشهر وأروع ما قدم منها قصائد المعلقات وهي سبع أو عشر قصائد لفطاحل ونوابغ شعراء الجاهلية وكان سوق عكاظ منتدا أدبيا ونقديا كبير ساهم في تجويد الشعر العربي والنقد الأدبي أما الصنف الثاني الذي ظهر مؤخرآ وهو الشعر النثري أو الحر أو شعر التفعيلة والذي استبدل فيه البيت ذو الشطرين بالسطر الشعري كما قسم الشعر من حيث الصياغة اللغوية إلي شعر الفصحي بلغتنا العربية التي نزل بها القرآن الكريم وشعر العامية وأشهرها العامية المصرية بسهولتها ومرونتها وما تمازجت به من مفردات من لغات أخري٠
** وتطرق إلي الصنف الآخر من الأدب وهو النثر ذلك الفن من الكتابة المعبر عن الفكر والمشاعر والوجدان مع التحرر مما التزم به الشعر من الوزن والقافية رغم امكانية استخدام جماليات السجع والجناس والصور والأخيلة كما في الشعر ومن صور النثر القصة بأنواعها والرواية والمقال والمسرحية والسيناريو والحوار٠
** وأكد منصور أن لكل فن أدبي وسيلته وآلته النقدية الخاصة به والتي لابد للناقد الاحاطة الكاملة بكل خصوصياتها ٠ وفصل الشاعر الملكات والقدرات والوسائل التي لابد للناقد الجيد امتلاكها ومنها المامه الكامل بأصول وفنيات وجماليات الصنف الأدبي الذي يقوم بنقده وأن يمتلك الناقد حسآ ذواقآ يستشعر به جماليات العمل كذلك تمتعه بالقدرة علي التحليل والفحص الدقيق لتفاصيل العمل الأدبي والتي تصقلها الدراسة والاطلاع وعليه يكون عنصر الثقافة وسعة الافق عاملآ قويآ في تحديد مستوي الناقد كذلك يكون الناقد الجيد مبدعآ يستطيع بنقده أن يثري العمل الأدبي ويساهم في تطوير واثراء الحركة الأدبية في مجتمعه٠
** واختتم منصور بتأكيده وتوصيته علي ضرورة أن يعبر الأطفال والنشأ عن أنفسهم من خلال صور الفنو ن المختلفة لاكتشاف مواهبهم وملكاتهم وتفريغآ لطاقاتهم في صور ابداعية ترتقي بهم وبمجتمعهم٠
**وعلي هامش المحاصرة ألقي أ/ محمد أحمد كلمة عن فن إلقاء الشعر وأوضح أنه يرتكز علي أساسين الأول الصحة: حيث يراعي ملقي القصيدة صحة الضبط والتشكيل كذلك صحة المخارج الصوتية للحروف٠
والثاني قوة التعبير والذي يأخد صور عدة منها التعبير الحركي والذي يعبر بحركة الجسد عن بعض المعاني ويجسدها والتعبير الصوتي بتنويع درجاته وإيقاعه للتتماشي مع الجو العام للقصيدة وتفصيلآ مع الحالة الوجدانية لكل بيت أو سطر شعري والتعبير النفسي والوجداني والذي تنطق به ملامح الوجه وقسماته وخلجاته معبرة عن الداخل النفسي الذي أصبح مرآة للقصيدة في جملتها وتفصيلها٠ جاء ذلك في صدد استعراض للمواهب الفنية المختلفة في الغناء والعزف والقاء الشعر لطلبة وطالبات مدرسة النصر الرسمية للغات والذي اختتم باقامة دوري المدارس في الثقافة العامة٠