عبدالحميدشومان
نحن مصر اليوم السبت نحيي يوم الشهيد التاسع من شهر مارس كل عام وهو ذكرى استشهاد الفريق أول عبدالمنعم رياض في عام 1969 حينما توجه للجبهة في اليوم الثاني لحرب الاستنزاف ليتابع بنفسه نتائج قتال اليوم السابق، وليكون بين أبناء قواته المسلحة في فترة جديدة تتسم بطابع قتالي عنيف ومستمر لاستنزاف العدو، وأثناء مروره على القوات في الخطوط الأمامية شمال الإسماعيلية، أصيب إصابة قاتلة بنيران مدفعية العدو أثناء الاشتباك بالنيران وفارق الحياة خلال نقلة إلى مستشفى الإسماعيلية، وخرج الشعب بجميع طوائفه في وداعه مشيعين جثمانه بإجلال واحترام ممزوجين بالحزن العميق.
انه ليس مناسبة لتجديد الأحزان بل للتأكيد على فكرة العطاء دون مقابل والتضحية بالروح من أجل كرامة الوطن فالمصريون فنحن المصريون شعب لنا مع الشهادة والشهداء قدر وباع وتاريخ طويل ويحتفلون بها كما يحتفلون بأفراحهم ويحيون في هذه المناسبة الكثير من ألوان التكريم والتقدير في مناسبات عديدة تخليدًا للتضحية وسموا بقيمتها النبيلة.
تحيي مصر يوم الشهيد في وقت يكثر فيه شهداء الإرهاب الأسود الغاشم وضحاياه الذي يحصد خيرة أبنائها من الضباط والجنود والمدنيين، فقد استشهد من أفراد الجيش والشرطة منذ ثورة 25 يناير 2011 العديد لذا فإن القوات المسلحة حريصة على إحياء هذه الذكرى بالإجلال والإكبار والعرفان لهؤلاء الشهداء الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه فكانوا أوفياء ليمين الولاء للوطن وافتدوه بأغلى ما يملكون مضحين بأرواحهم ودمائهم الذكية فداء للوطن وصونًا لقدسية ترابه تاركين وراءهم الزوجة والأم والأب والأبناء والأخوة..
فالمصري منذ طفولته يتغنى باسم مصر مرددًا منذ الصغر «نموت وتحيا مصر»، فالجنود المصريين لديهم عقيدة الوطن والإيمان بكرامته وحريته.
وتزايد أعداد الشهداء لا يزيد زملاءهم إلا عزمًا وإصرارًا على استكمال المسيرة حتى ينالوا الشهادة ويلحقوا بزملائهم،
فما أحوجنا في هذه الأوقات إلى مناسبة جليلة كهذه وإلى وقفة متميزة كالتي نقفها اليوم في حضرة الشهداء وفي ذكرى تلك الصفوة التي اختارت الحياة الأبدية راضية مرضية عند رب العالمين.
ان يخصص شعب يوما للاحتفاء بمن ضحوا في سبيله فهو أمر دارج ومعقول إلا أن قصة الشهداء ودلالات الشهادة وبشارتها تأخذ معاني أخرى حينما يتعلق الامر بمصر التي هي بحق ام الشهداء.
وإذ يجتمع المصريين علي هذا التراث العظيم من الفداء ومن تقديم فلذات الاكباد التي تشرق بها صحائف التاريخ،
ونحن نحيي في هذا اليوم ذكرى الشهداء، هؤلاء الذين انتفضوا من رماد التخلف الذي سلطه علينا الاستعمار الاخواني هؤلاء الذين ادركوا المفاتيح الصحيحة للحل والمدخلات الحقيقية لحرية شعب مصر العظيم
إن قناعتي بأنه طالما تشبثنا بارادتنا في البناء واحسنا توظيف مواردنا وكرسنا كل طاقتنا لخدمة اهداف محسوبة فان النجاح سيكون حليفنا لا محالة.
فرحم الله شهداءنا الابرار واسكنهم واسع الجنات وجزاهم عنا بجنات الرضوان وحفظ الله مصر وشعبها وقائد مسيرتها وجنودها ووقاهم من كل مكروه.تحيا مصر تحيا مصر تحيا مصر.