عبده البربري
نظمت الهيئة العامة لقصور الثقافة بقصر ثقافة الطفل بطنطا التابع للإدارة العامة لثقافة الغربية ندوة تحت عنوان استخدام التصوير في بناء القصة القصيرة تدريب وإلقاء الكاتبة الأديبة د/ نشوة عاشور .
حيث أكدت في البداية أن لغتنا العربية والمسماة بالفصحى هي لغة القرآن الكريم المعجز وهي أكثر اللغات ثراء وابلغها دلالة وأعمقها معنى وأنه يتوجب علينا أن نحسنها ونتقنها وهي تشتمل على فنون شتى كفن القصة الذي يحتل مساحة كبيرة من اهتمامنا فهي أسهل الصور الأدبية التبليغ المعني. وأشارت إلى أن الأسلوب القصصي يرجع تاريخه إلى أكثر من 3000 عام ق.م حيث استخدمه المصريون القدماء في القصص الخرافي أو الخيالي لإيضاح المعاني والقيم والمعتقدات الدينية . كما ورد هذا الأسلوب في القرآن الكريم كقضية سيدنا نوح وإبراهيم وهود وصالح وغيرهم وكان اطولها واروعها قصة سيدنا يوسف والتي أتت مكتملة في سورة باسمه بينما أتت قصة سيدنا موسى متفرقة في عدة سور .
وبينت عاشور الفرق بين الرواية والقصة القصيرة بأن الرواية تسرد أحداث جمة خلال فترة زمنية طويلة ومن امثلتها (الأيام) لطه حسين بسيرته الذاتية و(ليالي الحلمية) رائعة أسامة أنور عكاشة وملحمة (الحرافيش) لنجيب محفوظ. ونظرا لمقتضيات العصر وسرعة إيقاعه كانت الحاجة لظهور نوع قصير من الرواية فكانت القصة القصيرة فهي قد تعتمد على شخص واحد محورا للقصة وبعض الأشخاص بصورة ثانوية لتركز على جانب أو ملمح واحد من حياته وقد لا تزيد عن ثلاث صفحات .وعن نشأة القصة القصيرة فقد ظهرت في روسيا وأمريكا ثم انتقلت الى فرنسا وإنجلترا وظهرت في مصر في مطلع القرن العشرين بشكل رومانسي .وأضافت أنه قد تولد عنها ما يسمى بالقصة القصيرة جدا والتي تمتاز بعناصر (التركيز) بتسليط الضوء على حدث معين واستخدام العبارات قوية الدلالة لتخدم هذا الحدث و(الوحدة) وتعني اتصال الأفكار بما يدعم الفكرة الرئيسة حيث تتوالى الافكار بشكل سببي متصل متلاحم و(المفارقة ) وهو تناول موضوع آ خر غير ما بدأنا به وفي وجهة قد تكون مناقضة ولكن ترمي بظلالها على الفكرة لتخدمها و(المفاجأة) حيث تكون الخاتمة غير متوقعة من منطقية الأحداث عكس الرواية والقصة القصيرة بنهاياتها المتوقعة.
وفي تفاعل مع الأطفال الحضور طرحت عاشور سؤالها عن كيفية كتابة القصة القصيرة وأوضحت أنه لابد من تحديد الهدف من كتابة القصة وتحديد أفكارها ورسم ملامح الشخصيات وتحديد الظرف الذي تدور فيه الاحداث زمانا ومكانا .
وعن دور التصوير في كتابة القصة القصيرة أكدت على الأهمية البالغة له في رسم الشخصيات بأبعادها الجسدية من طول ولون وبنية وقسمات وإبراز المستوى الإجتماعي لها والأبعاد النفسية والأخلاقية والطبعية والإطار الاجتماعي الذي تعيش فيه.
وأكدت على ضرورة الإلمام بكل ظروف القصة عند كتابة القصة الواقعية وأنه يمكن إضفاء شئ من الخيال لتكتسب القصة إثارة وجاذبية لذهن القارئ كما يمكن تخيل خاتمة من وحي الخيال تختلف عن القصة المنقول عنها وهناك القصة الخيالية والتي تختلف عن الواقع بدرجاتها المتباينة.
حضر اللقاء طالبات معهد الفتيات الاعدادي الأزهري بطنطا وطلبة وطالبات مدرسة المدينة الخاصة للغات.