بقلم الدكتور حسن عبد العال
.متابعة عبده البربري
من مفكرينا من يذهب الى أن تجديد الخطاب الدينى أصبح الان فريضة ، وذلك حق ، إنه ليس ترفا بل أمر تفرضه وقائع الحياة التى لا تكف عن التغير ، فما أحدثه العصر وما أحدثته ثورة المعلومات والثورة التقنية من متغيرات وتحولات هائلة فى حياة البشر ، يفرض تجديدا للخطاب الدينى ، من ذلك على سبيل المثال لا الحصر : الموقف الأخلاقي من قضية الاستنساخ ؟ فما هو موقف الدين منها ؟ لقد قطع العلم شوطا هائلا فى استنساخ النبات والحيوان ، وتمضى البحوث جادة فى محاولات استنساخ الإنسان ، ولو أنكرنا على العلماء محاولاتهم كنا مغالطين لواقع مشهود فى إنجازات كبيرة للعلم وحركته المتجددة ، ولو أقررنا وباركنا جهود العلماء فى محاولات استنساخ الانسان فهل يكون ذلك تحديا من الإنسان لقدرة الله ، ومن ثم تحديا لفكرة الدين كلها ولوجود الله سبحانه ؟ وحاشا له . ناهيك عن قضايا كثيرة يفرضها الواقع الذى لا يكف عن التغيير، وتتطلب موقفا أخلاقيا اما إقرارا أو إنكارا ، مثل الوقف من تلك القضية الشائكة قضية ” استئجار الأرحام ” وما يثار حولها من الحل والحرمة ، وهى قضية لم تجد حتى الان حسما يرتاح إليه ضمير المسلم ، وبالمثل قضية الاعتراف أو عدم الاعتراف بما يسمى ” الموت الدماغي ” ، دون مانعرفه نحن من الموت الذى يعنى خروج الروح وتوقف القلب وانعدام الحركة . . . وعشرات القضايا فى مناحي الحياة المختلفة ، والتى تستدعى موقف الدين والأخلاق . إن تجديد الخطاب الدينى لاستيعاب ما يجد فى حياة البشر من وقائع وأحداث لم نعرفها فى الماضى ، ولم يعهدها السلف والمسلمون فى عصور الإسلام الاولى يستدعى اجتهادا لتجديد أحكام الفقه ، وذلك ضرورة من ضرورات المحافظة على كليات الدين ، وقدرته على ممارسة دوره الذى قدره الله له فى استقامة الحياة وعمارة الارض . وما ينبغى أن نقر به أن الحضارة التى أنشأها الاسلام ، ككل الحضارات الإنسانية ، ليست أبنية ثابتة تتحدد معالمها مرة واحدة ، ثم تبقى على حالها ، وانما هى أبنية أشبه بالكائنات العضوية الحيه ، لها لحظة ميلاد ، ولها بعد ذلك مراحل نمو وتطور . ولا يعنى ذلك ابدا تفريطا أو تخليا عن ثوابت الدين وأصوله من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة ، فبهذه الأصول تستقيم حياة الإنسان وصدق الله العظيم ( أن هذا القران يهدى التى هى أقوم ) ( لقد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدى به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور ) .