خلال مؤتمر لهم بغزة :سياسيون, وأكاديميون ,يدعون إلى ضرورة تعزيز الاخوة العربية الفلسطينية

غزة – محمد اللوح

في اطار صحوة ليست غربية على قادة من المجتمع المصري من ناحية ومعرفة من هو العدو الحقيقي من ناحية اخرى ,دعا سياسيون وأكاديميون خلال مؤتمر افتتح أعماله اليوم الأربعاء في مدينة غزة إلى ضرورة تعزيز العلاقات المصرية الفلسطينية في كافة المجالات وتجاوز أي إشكاليات تعترض ذلك بالحوار المباشر.

وشددوا خلال افتتاح أعمال مؤتمر “تعزيز العلاقات المصرية الفلسطينية” بمشاركة من الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية وأكاديميين ومختصين وشخصيات عربية، على دور مصر في قيادة الأمة العربية والإسلامية ودعم القضية الفلسطينية.

وتستمر أعمال المؤتمر ليومين على التوالي يضمان 4 جلسات منها السياسية والاقتصادية والأمنية والإعلامية بمشاركة أكاديميون ومختصين وممثلون عن الجامعات الفلسطينية.

حراك فاعل
وقال وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في قطاع غزة حسن الصيفي إن الحراك الأخير لدى الأشقاء المصريين هو حراك حقيقي نابع عن قناعة بأن غزة لا يمكن أن تكون إلاّ مع مصر وأنها القادرة بتخفيف معاناة أهالي القطاع.

وأعرب الصيفي عن أمله أن تساهم السلطات المصرية بتخفيف الحصار الإسرائيلي لقطاع غزة، وأن تأخذ مصر دورها الريادي لرعاية المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام الفلسطيني الداخلي.

بدوره أكد النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي أحمد بحر على عمق العلاقة المتجذرة بين الشعبين المصري والفلسطيني، وأن فلسطين بوابة مصر الشرقية ودرعها الاستراتيجي على مدار مراحل التاريخ القديم، وأنه يجمعهما مصير مشترك.

واستعرض بحر دور مصر الكبير الداعم للقضية الفلسطينية ومساهمتها بإنجاز صفقة وفاء الأحرار والإفراج عن عشرات الأسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال.

وقال “نحن بحاجة إلى سند عربي إسلامي مصري بعد الله؛ فمن حقنا عليكم يا قادة الأمة أن تقفوا معنا لنصرة فلسطين، ومن حقكم علينا أن نظل ثابتين حتى النصر”.
ودعا السلطات المصرية لإعادة ترتيب علاقاتهم مع الفلسطينيين وقطاع غزة، مؤكداً أن التصريحات الصادرة عن المسؤولين المصريين تؤسس لمرحلة جديدة بين مصر وغزة، “ونتوقع أن تثمر النقاشات المصرية الفلسطينية خلال الأيام القادمة عن طي صفحة الماضي وبناء صفحة جديدة”.

وأكد بحر جهوزية المجلس التشريعي لتقديم الدعم والتأييد لأي مبادرة تساهم في تمكين العلاقات المصرية الفلسطينية على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والعلمية.

علاقة شعبين
من جهته قال سفير فلسطين السابق في جمهورية مصر العربية بركات الفرا في كلمة له عبر “سكايب” إن العلاقة بين مصر وفلسطين هي من الثوابت المصرية والفلسطينية، وأن العلاقة التي تربط الشعبين هي علاقة دم وتاريخ وأمن قومي وجغرافي وآمال مشتركة.

واستعرض الفرا أواصر العلاقة بين الشعبين منذ أن أصبح قطاع غزة يتبع للإدارة المصرية عام 1949 وارتباط القطاع بمصر، مشدداً على أهمية تعزيز المصالح المشتركة بين الجانبين.

وتابع حديثه ” مصر معنية بالتخفيف من معاناة أهل غزة، وأن تحل المنتجات المصرية بديلاً عن الإسرائيلية، وهي مصلحة مشتركة بين الجانبين باعتبار القضية الفلسطينية تهم كل بيت مصري”.

وربط بركات بقوة العلاقات مع مصر بمراعاة الأمن المصري، وضبط الحدود بين الجانبين، مشدداً على أهمية ألاّ تخرج المصالحة الفلسطينية عن القاهرة.

من جهته، أكد المستشار المصري سيد عبد الغني في كلمة له عبر “سكايب” أن العلاقة المصرية الفلسطينية هي علاقة حتمية وضرورية، وأن مصر هي الراعية الأساسية للقضية الفلسطينية

ونبّه عضو المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق إلى أن أصل العلاقة بين الشعبين المصري والفلسطيني هو اشتراك المصير بين الجانبين، وأن قطاع غزة جزء من الأمن القومي المصري..

وطالب عبد الغني الفصائل الفلسطينية لدعم القضية الفلسطينية وليس دعم جماعة الإسلام السياسي الذي اثبتت عدم ولائها للوطن بل للجماعة والمشروع الأمريكي والإسرائيلي.

وأوضح أن مصر داعمة بشكل أساسي لفتح المعبر؛ لأنه لا يجوز استمرار الحصار على غزة.
مصير مشترك

 

وقال أبو مرزوق في مداخلة هاتفية له إن حماس حريصة على الأمن المصري وخاصة في سيناء، مضيفا أن العلاقة مع مصر هي ضرورة وطنية لأنها الضمان الأساسي لسكان غزة مع العالم الخارجي وتحسين العلاقة معها مسألة استراتيجية.

بدوره، قال عضو المجلس الثوري لحركة فتح فايز أبو عيطة إنه يتوجب على الشعب الفلسطيني أن يتعامل مع أشقائه المصريين من منطلق تاريخي وليس على أساس علاقات والمصالح.

وأشار أبو عيطة إلى أن “مصر وقفت بجميع الظروف بجانب الشعب الفلسطيني، وعلينا كفلسطينيين وفصائل يجب أن ننأى بأنفسنا الدخول عن أية محاور من شأنها ان تزعزع علاقاتنا بمصر”.

وذكر أبو عيطة أن مصر لها دور كبير بالتخفيف من معاناة غزة، وانطلاقا من مصلحة مصر ومصلحتنا أن تكون لنا معهم علاقات فوق الممتازة لرفع الحصار عن القطاع.

وشدد أن أي خلافات مع مصر يجب أن يكون على قاعدة الخلاف بين الأشقاء والأصدقاء، معرباً عن أمله أن تحمل الأيام المقبلة بوادر خير للشعب الفلسطيني.

كما أكد القيادي بحركة الجهاد الإسلامي خالد البطش على أهمية المستقبل المشترك بين الشعبين وتعزيز العلاقات الثنائية بينهما، وهو ما يستدعي الحفاظ على المصالح المشتركة وحماية المقدرات وتعزيز سبل التواصل.

وقال البطش إن الاحتلال الإسرائيلي شكّل مخاطر حقيقية على الشعبين وأن مصر دفعت أثمان باهظة جراء وجود الاحتلال على أرض فلسطين.

ودعا إلى تعزيز العلاقات الثنائية بين الشعبين، وتطويرها على كافة المستويات، وإقامة المشاريع الاستراتيجية للشعبين وفتح المعابر وتطويرها بشروط مختلفة.

وأضاف “ننظر إلى مصر بإيجابية؛ لاستعادة دورها الريادي بالقضية الفلسطينية ودعم مقاومتها، ونأمل أن تقوم مصر بمنع العرب من التطبيع مع الاحتلال”
واقترح البطش عدة آليات لتحسين العلاقات بين الجانبين أهمها عقد مؤتمرات دولية والتعاون بالجال الصحي والبيئي، والتنسيق بين الجامعات المختلفة، وانشاء مراكز إعلامية مشتركة

من جهته طرح القيادي بالجبهة الشعبية جميل مزهر رؤية لتعزيز العلاقات الفلسطينية المصرية من خلال احتضان مصر لجولات المصالحة بالقاهرة لإنهاء الانقسام وقطع الطريق أمام الاجندات الخارجية.

وشدد مزهر على أهمية وقف التحريض الإعلامي بين الجانبين، وإقامة منطقة تجارية حرة، وتعزيز البعثات العلمية والطبية والاقتصادية، داعيا المصرية لإعادة فتح قنصليتها بقطاع غزة، والاتفاق على تأمين الحدود المشتركة.

كنز اقتصادي
من جهته أكد الباحث أسامة نوفل في كلمة ممثلة عن وزارة الاقتصاد أهمية فتح معبر رفح تجارياً للفلسطينيين والمصريين، وأنه كنز اقتصادي من خلال انخفاض التكلفة على عمليتي الاستيراد والتصدير، والاستفادة من الموانئ المصرية.

وقال نوفل إن “عملية التبادل التجاري بين مصر وفلسطين هي مصلحة اقتصادية متبادلة ينتفع منها الجانبين وليس لغزة فحسب”.

وأضاف أن الخصوصية التاريخية مع مصر تضع الأخيرة أمام مسؤولية تاريخية لكسر الحصار عن غزة وانهاء معاناة الفلسطينيين.

وتابع حديثه “هناك 400 سلعة تمنع إسرائيل دخولها لغزة، يمكن أن تستفيد مصر من ذلك، وأن تسوق سلعها إلى سكان القطاع”.

ولفت الباحث التنموي محسن أبو رمضان في كلمة له أن معبر رفح يمكن استثماره بشكل أفضل للجانبين، مؤكداً أن قيمة التبادل التجاري خلال 6 سنوات سترتفع قيمتها لأكثر من 6 مليارات دولار.

وقال الاقتصادي مروان جمعة في كلمة ممثلة عن اتحاد المقاولون إن الاتحاد يطمح لمشاركة فاعلة من ذوي الكفاءة والاختصاص لتخفيف الضغوط على غزة، والمساهمة بإحداث تنمية اقتصادية.

وأضاف جمعة أن خلق بيئة اقتصادية قابلة للنمو يتطلب ما هو أكثر بكثير من حركة شاحنات إلى معبر رفح، داعياً إلى تبني رؤية يجمع عليها الجانبين لخلق مناخ مناسب لنشوء اقتصاد بغزة قابل للصمود.

وعن رؤية الغرفة التجارية الفلسطينية اقترح مدير العلاقات والإعلام في فرغة تجار وصناعة غزة ماهر الطباع بتفعيل دور السفارة المصرية في غزة؛ لتسهيل دخول التجار لمصر وإعادة فتح المعبر بصورة شبه دائمة.

وأكد الطباع أن قطاع غزة يستطيع الاستيراد من مصر
كميات كبيرة من السع، خاصة مع انخفاض قيمة الجنيه المصري، وتعزيز العملة المصرية وكذلك الاقتصاد.

وشدد على أهمية إعادة النظر مع مصر لتحسين العلاقة التجارية بين مصر وفلسطين وهو يحتاج لإجراءات هامة

Related posts

Leave a Comment