قالت المستشارة الإعلامية الدكتورة عزه مبارك .. أنه من المفترض أن العملية الإعلامية بشقيها “الإعلاميون والجمهور” قائمة على المهنية والمصداقية ومنها اشتق اللغويون كلمة ” إعلام” التى تعنى الإخبار وتندرج تحت مظلتها عمليات نقل الخبر وتحليلة وتقيمه بل وبناء التوقعات المستقبلية والاحتمالات التتابعية .. وهذا بالطبع من شأن الإعلاميين، أما شريحة الجمهور فيقع عليها مسئولية توظيف هذه الوجبات الإعلامية والمدد المعرفي توظيفا عمليا يعود عليها وعلى مجتمعها بالتطور والنمو …فالإعلام نوع من الشراكه بين طرفين: مرسل/ إعلاميون , متلقى/الجمهور .. وهى كأى شراكة تحتاج لكافة المعايير القيمية والأخلاقية والمهنية،وأشارت المستشارة الإعلامية الدكتورة عزة مبارك … إلى أن يقع مكمن الخطورة فى انسلاخ الرسالة الإعلامية عن مضمونها الإنساني والمعرفى وتحويل مسارها الطبيعى والأخلاقى فى نقل الوقائع والمعرفة إلى منحى خاص يخدم أهداف معينة ويتبنى أجندات خاصة، خصوصا – وأن رؤوس الأموال التي تقف وراء الكثير من الوسائل والرسائل لم تعد حكرا على استثمارات تجارية أو اتجاهات سياسية. بل أن بعضها يعتمد على أموال ذات مصادر دينية أو طائفية أو استخباراتية أو حتى إرهابية خطيرة، ومن أجل الحصول على أصوات داعمة، تلجأ هذه المصادر إلى نزع الإعلام من سياقه الإخباري واستخدامه كسلاح فعال وكفخ محكم للاصطياد متخذة الدعاية والتضليل والحذف والقص والتقزيم والتضخيم وجلد المتلقي كذبا والتلاعب بالصورة .. أدوات لتحقيق مآربها ودس سمومها فى عقلية ونفسية المتابع لما يعرض عن الحدث.وأكدت الدكتورة عزة مبارك المستشارة الإعلامية أن الاستهداف من خلال الاعلام يبدأ بالتضليل والعبث بالمضمون والثوابت مثل ظهور شخصيات هامشية مشبوهة وتبوئها مراكز الريادة والتوجيه وتقديمها تحت مسميات من قبيل: “الباحث، والخبير الاستراتيجى والخبير فى شؤون كذا والمفكر، والإسلامى المستنير” .. هذه الشخصيات لا هم لها إلا العبث بمفاهيم أساسية وراسخة فى الوعى الجماهيرى.وواصلت الدكتورة عزة مبارك ثم الحرب النفسية وتشمل الإحصائيات واستطلاعات الرأي غير الحقيقية، والتلاعب بالصور، والحوارات الموجهة وتشمل أيضا التضليل بتكرار الفكرة الخاطئة وترسيخها مهما تكن خاطئة، وتعزيز السلوك المنحرف وترسيخه مهما يكن منحرفاً، وذلك بالتكرار المستمر المتواصل حتى تستقر في وعي الجمهور. ثم سياسة المقص أو الانتقائية المتحيزة أو التضليل بقلب المشهد، حتى يصل الأمر أحيانا إلى تصوير المجرم بأنه ضحية والضحية هو المجرم المعتدى.بالاضافه التعتيم وصرف الناس عن الحقيقة أو تجاهل الخبر وتهميش الحدث أو غض الطرف عن الخلفيات والدواعى مما يعطي صورة غير مكتملة أو شوهاء للموقف أو التلاعب بالمعلومات والأخبار مثل عدم التمييز بين الأخبار من ناحية والرأى والتحليل والتعليق من ناحية أخرى فلا يعرف المتلقى هل هذا جزء من الخبر؟ أو هو رأي المحلل ووجهة نظره.واشارت الدكتورة عزة مبارك المستشارة الإعلامية .. إلى أن هذا الأسلوب أثر على الجمهور نفسه بحيث أصبح يتعامل مع الحدث خلال ساعاته أو أيامه الأولى وبعدها يتحول إلى أمر اعتيادي جدا، وفي حال انتهى التركيز الإعلامي عليه يدخل طي النسيان حتى لو كان مستمرا على أرض الواقع، فمثلا التفاعل مع احتلال العراق والتفجيرات شبه اليومية التى لا تزال تحصل على أرضه ويذهب ضحيتها عشرات الأبرياء لم تعد تثير اهتمام أحد فى الشارع وتمر فى الشريط الإخبارى مثل أى خبر عن عابر.وترى الدكتورة عزة مبارك … إلى أن التركيز أصبح على “:فورية الخبر ” كأولويه من أولويات الوسائل الإعلامية من خلال التعامل معه كسلعة ” سريعة التلف ” فيما يعرف إعلاميا بالحصرى أو السبق الصحفى . كل هذا دون العمل على تقديم محتوى معرفى يلقى الضوء على خلفية الأحداث بقصد لفت الأنظار لها والعمل على حث الجهات المسئولة لمعالجتها أو لخلق وعى شعبى اتجاه ما يدور حولهم.