[ad id=”66258″]
عبدالحميد شومان/وكالات
تتطلع مصر عبر ترؤسها الاتحاد الأفريقي، العام المقبل، لإثبات حضور قوي ولافت في القارة السمراء التي غابت عنها لسنوات، وتسعى لاستعادة دورها القيادي في القارة السمراء.
وشرعت الحكومة على مدار الأسابيع الأخيرة في اتخاذ حزمة إجراءات تتيح “معاملة تفضيلية” لمواطني القارة الأفريقية في مصر، فضلا عن قرارات تعزز التوجه المصري نحو أفريقيا، وتتوسع في التعاون مع دول القارة في مجالات عدة، بخلاف السياسية والاقتصادية.
وقال برلمانيون وخبراء مصريون لـ”العين الإخبارية” إن “المناسبة تحظى باهتمام رئاسي وحكومي واسع، يستهدف من خلاله الرئيس عبدالفتاح السيسي استعادة موقع مصر الريادي في القارة، التي تمثل عمقا استراتيجيا مهم في سياسة الأمن القومي المصري”.
تدريب الشباب الأفريقي
على رأس الخطوات المصرية، جاءت المبادرة الرئاسية لتدريب الشباب الأفريقي، حيث قالت الدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط إنه سيتم طرح مجموعة من البرامج المتميزة، التي تساعد شعوب القارة على وضع أجندات وطنية وتحقيق التكامل في الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، إلى جانب برامج تدريبية يقدمها معهد التخطيط القومي، في مجال الإصلاح الإداري والتخطيط الاستراتيجي، ورفع قدرات الجهاز الإداري، وبرامج خاصة بالتأهيل السياسي للمرأة، والدراسات الاستراتيجية والأمنية، مع بحث تقديم برامج خاصة بريادة الأعمال في المدارس والجامعات.
وأضافت، في اجتماع للحكومة، “سيتم طرح برنامج المسار المهني للشباب الأفريقي على محاور الخدمة المدنية لتأهيل الشباب صاحب المهارات المهنية والإدارية الفائقة لتولي المناصب الإدارية، ومحور التأهيل لسوق العمل لربط طلبة الجامعات الأفريقية بشركات القطاع الخاص المصري”.
بدوره، أكد السفير ياسر عاطف، نائب مساعد وزير الخارجية المصري، أنه يتم التنسيق مع الأزهر ووزارة التعليم العالي بشأن المنح الدراسية المقدمة، حيث يتم حالياً تقديم أكثر من 1500 منحة بالأزهر، وغيرها بالتعليم العالي، كما يتم تقديم دورات تدريبية من خلال المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام.
وتتضمن المبادرة لجنة تنسيقية لمراجعة البعد الأفريقي لتطوير المناهج بوزارة التربية والتعليم لتكون أفريقيا ضمن مقررات ومناهج الابتدائي والإعدادي والثانوي، وإعداد هذه المقررات للعام الدراسي المقبل.
وقرر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر تشكيل لجنة مختصة بالشؤون الأفريقية، تختص بالعمل على وضع برامج وأنشطة لتدعيم أبناء القارة الأفريقية، من خلال بحث زيادة عدد المنح المقدمة للطلاب الدارسين بالأزهر، وزيادة أعداد المبعوثين من المدرسين في أفريقيا، وتكثيف البرامج التدريبية لتأهيل الأئمة بها، بالتوازي مع القوافل الدعوية التي يرسلها الأزهر، فضلا عن تيسير القوافل الإغاثية والطبية للدول الأفريقية الأشد احتياجا.
وسبق أن أعلن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، خلال منتدى شباب العالم بمنتجع شرم الشيخ، نهاية الشهر الماضي، عن مبادرة “أفريقيا لإبداع الألعاب والتطبيقات الرقمية”، لتأهيل وتنمية قدرات 10 آلاف شاب مصري وأفريقي، وتحفيز تأسيس 100 شركة مصرية وأفريقية ناشئة في هذا المجال، على أن تتولى تنظيمها وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
ممر خاص بالمطار
وفي إطار التوجه المصري نحو معاملة مميزة للأفارقة، وضعت وزارة الخارجية لافتات خاصة بمواطني دول الاتحاد الأفريقي بمطار القاهرة، وخصصت ممرا للجوازات لهم، لتسهيل إجراءات دخولهم تعبيراً عن حرص مصر على تعزيز عملية الاندماج مع الأفارقة على مختلف المستويات.
شركة للاستثمار الأفريقي
عزز هذا التوجه أيضا موافقة الحكومة على الترخيص لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضى بالاشتراك مع عدد من الجهات الوطنية في تأسيس شركة مساهمة بتأسيس (الشركة الوطنية المصرية للاستثمار الأفريقي)، في خطوة لاقت استحسانا كبيرا باعتبارها تعزز التواجد المصري داخل القارة السمراء.
وقال النائب هشام الشعينى، رئيس لجنة الزراعة بمجلس النواب “الشركة تعنى بتعزيز التعاون مع دول حوض النيل، من خلال نقل الخبرة المصرية في المجال الزراعي وفتح أسواق الدول الأفريقية أمام المنتجات الزراعية المصرية”.
من جهته، أعلن المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام أنه يخطط لإنشاء “أول قناة فضائية أفريقية”، وقال الأمين العام للمجلس أحمد سليم إنه يأمل في أن “تظهر القناة على الشاشات خلال العام المقبل”.
تجمعات حافلة بمصر
وتحولت مصر مؤخرا إلى ملتقى للعديد من المؤتمرات المتعلقة بالأوضاع الأفريقية، ومن المقرر أن يفتتح الرئيس السيسي، “منتدى الاستثمار أفريقيا 2018” في 8 ديسمبر/كانون الأول الجاري، في شرم الشيخ، بحضور 10 رؤساء أفارقة.
وبحسب مسؤولي وزارة الاستثمار فإن المؤتمر الذي يستضيف رجال أعمال أفارقة، سيتيح الفرصة لعرض مشاريع للاستثمار كما يركز على ريادة الأعمال.
وسبق أن اجتمع في أغسطس/آب الماضي في شرم الشيخ أيضا مجلس محافظي رؤساء البنوك المركزية الأفريقية (52 دولة أفريقية) في دورته الـ41، وفي سبتمبر/أيلول الماضي عقد المؤتمر الإقليمي للنواب العموميين في أفريقيا، بمشاركة عدد من الدول الأوروبية.
[ad id=”1177″]
توجه رئاسي.. ودعم برلماني
الدكتور أيمن عبدالوهاب، خبير الشؤون الأفريقية بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام، يرى أن مصر في عهد الرئيس السيسي بدأت تعمل على توسيع علاقاتها في أفريقيا عبر إيجاد مساحات أعمق للتعاون في قطاعات متنوعة، في إطار استراتيجية مصرية جديدة متبعة منذ 2014، متعلقة باستعادة وتوسيع علاقات مصر الأفريقية.
وأضاف عبدالوهاب،، أن “اهتمام مصر بحل أزمتها بخصوص حوض النيل فقط، كان مثار شكوى أفريقية دائمة على مدار السنوات الماضية، غير أنها في الوقت الراهن تسعى إلى تجاوز ذلك، من خلال توسيع مجالات التعاون”.
وأوضح أن “مصر تعطي اهتماما كبيرا لأفريقيا، وأن رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي تتويج لتلك الجهود في الفترة الماضية”، لتعويض الغياب المصري عن القارة في العهود السابقة.
وأشار إلى أن الدور المصري البارز في وضع (الأجندة أفريقيا 2063)، والتي تستهدف تحقيق التنمية المستدامة والقضاء على الفقر وفق جدول زمني، ووفقا لتقرير مفوضية الاتحاد الأفريقي، فإن الأجندة بمثابة رؤية وخارطة الطريق للقارة السمراء لتسلسل الخطط القطاعية والمعيارية والوطنية والإقليمية والقارية المتماسكة.
من جهته، أكد النائب طارق رضوان، رئيس لجنة الشؤون الأفريقية بمجلس النواب، أن اللجنة تعمل حاليا على تعزيز التحرك نحو أفريقيا من خلال لقاءات ثنائية مع البرلمانات الأفريقية لإعادة جسور التواصل على المستوى النيابي، مشيرا في حديثه مع “العين الإخبارية”، إلى أن الرئيس السيسي يتحرك بقفزات سريعة نحو التكامل مع شعوب القارة، ودلل على ذلك بأن نحو 35% من سفريات الرئيس خارج مصر كانت لدول أفريقية.
ولفت رضوان إلى أن اللجنة تسعى لإعداد دراسة حول كيفية التحرك نحو القارة الأفريقية في إطار احتياجاتها الاستثمارية والاقتصادية والاجتماعية، منوها بأن هناك تنسيقا دائما وتناغما بين البرلمان والحكومة وفقاً لتوجيهات القيادة السياسية.
[ad id=”87287″]