بقلم / الباحثة ميادة عبدالعال
العلاقة بين العقل، والروح (أو الجوهر الإلهي المفترض للذات الإنسانية).ظاهرة تتعلق بعلم النفس. فالنظريات التي تبحث في العقل، ما هو وكيف يعمل، تعود تاريخيا إلى عهد أفلاطون وأرسطو وغيرهما من الفلاسفة الإغريق. النظريات ما قبل العلمية وجدت جذورها في اللاهوت والفكر الديني عموما يقول أبو حامد الغزالي العقل هو: “الوصف الذي يفارق الإنسان به سائر البهائم، وهو الذي استعد به لقبول العلوم النظرية، وتدبير الصناعات الخفية الفكرية”ويتألف العقل الكلي من العقلين (الظاهر والباطن)، وهو يمثل البرمجيات في جهاز الحاسوب الذي يمثل بدوره الدماغ، بمكوناته من: الذاكرة ومراكز تحليل البيانات، ومستقبلات ما ترسله الحواس الخمس من رسائل مشفرة.
فالعقل المدبر, المخطط و المفكر بأسلوبه المنطقي، و هو الذي يسيطر على العقل الباطن أثناء اليقظة التامة، و يفهم الزمان و المكان؛ فهو يسمى أيضا بـ (عقل اليقظة) أو (العقل الواعي). و العقل الظاهر أيضا هو الذي يتعامل مع الثقافة الحديثة و التفكير العلمي؛ وهنا يمكن الاستنتاج بأن سيطرة العقل الظاهر يمثل سلطة القانون ولكنه ليس بالضرورة أن يحقق العدالة التي لا بد وتقوم على الموازنة بين الفكرة والنزاعات (الأسباب) الموجودة في العقل الباطن بل يتضمّن بقايا غير معقولة وغير قابلة للتأويل ينتمي أدبه للخرافة واللاَّعقلانيَّة كمذهب ( الفلسفة والتصوُّف ).
العقل كما ذهب إليه جورج بيركلي في القرن الثامن العشر الميلادي، موضحاً بأن العقل البشري لا يعدو ان يكون بيانا للروح لكن فكرة ان العقل الإنساني، هو جوهر، وهو أكثر علوا ورقيا من مجرد وظائف دماغية، لا تزال مقبولة بشكل واسع. لا بل نسفت تماما، من قبل توماس هنري هكسلي، وهو عالم أحياء وتلميذ لداروين، عاش في القرن التاسع عشر الميلادي. وافق هكسلي أن ظاهرة العقل مميزة في طبيعتها، ولكنه أصر على أنها لا يمكن أن تفهم إلا على ضوء علاقتها بالدماغ. سار هكسلي وراء تقليد في الفكر المادي البريطاني يعود إلى توماس هوبز، الذي جادل في القرن السابع عشر، إن الفعاليات العقلية كلها محض فيزيائية في حقيقتها,رغم أن المعلومات الإحيائية التشريحية في عصره، لم يكن لها أن تدعم مقولته، أو توضح ما هو الأساس الفيزيائي لهذه الفعاليات العقلية.
إن الصراع بين مكونيّ العقل الكلي يؤدي إلى مخرجات متغيرة بحسب المدخلات التي توفرها الحواس الخمس مباشرة، لتأخذ معها من الذاكرة ما يلزم عمليات التفكير، ثم تحليل البيانات في العقل الباطن كي تتحول إلى محددات ورموز يمكن تشكيلها وفق المعايير المساندة للعقل المباشر والمتاحة له في الذاكرة لبناء الفكر