الأخلاق والاسلوب الحضاري

[ad id=”1177″]

ساره اسامه

الاخلاق عبارةعن قيم ومبادئ في النفس راسخةٍ تصدُرُ عنها الأفعالُ بسهولةٍ، من غير حاجة إلى فكرٍ ولا رويَّة، وهذه الهيئة إما أن تصدُرَ عنها أفعالٌ محمودة، وإما أن تصدُرَ عنها أفعالٌ مذمومةٌ، فإن كانت الأولى، كان الخُلُق حسَنًا، وإن كانت الثانية، كان الخُلُق سيِّئًا.

فهناك فَرْقٌ كبير بين الخُلُق والتخلُّق؛ إذ التخلُّق هو التكلُّف والتصنُّع، وهو لا يدوم، بل يرجع إلى الأصل، والسلوك المتكلَّف لا يسمَّى خُلقًا حتى يصير عادةً وحالةً للنفس راسخةً به، يصدُرُ عن صاحبِه في يُسر وسهولة؛ فالذي يصدُقُ مرة لا يوصَفُ بأن خُلقَه الصدقُ، ومن يكذِبُ مرَّةً لا يقال: إن خُلقَه الكذب، بل العبرةُ بالاستمرار في الفعل، حتى يصيرَ طابعًا عامًّا في سلوكه.
وفِي حياته اليوميه .

[ad id=”1177″]

فإن مكارمَ الأخلاق بناء شيَّده الأنبياء، وبُعث النبي – صلى الله عليه وسلم به – ليتم هذا البناء، فيكتمل صرح مكارم الأخلاق ببِعثته – صلى الله عليه وسلم – ولأن الدِّينَ بغير خُلق كمحكمة بغير قاضٍ، كذلك فإن الأخلاقَ بغير دِين عبث، والمتأمل في حال الأمَّة اليوم يجد أن أَزْمَتَها أزمةٌ أخلاقية؛ لذلك أتناول معكم هذه السلسلة وبعضَ المفاهيم الأخلاقية، وبعضَ محاسن الأخلاق التي يجب على المسلم أن يتحلى بها، ومساوئ الأخلاق التي يجبُ على المسلم أن يتخلَّى عنها تماماً
فالأخلاق هي المؤشِّر الحقيقي على استمرار أمَّة ما أو انهيارها؛ فالأمة التي تنهار أخلاقُها يوشك أن ينهارَ كيانُها، كما قال شوقي:
وإذا أُصيب القومُ في أخلاقِهم
فالواقع الآن يشهد بذلك، فكم من عداوةٍ انتهت لحُسن الخُلق؛ كعداوة عمرَ وعكرمة، بل عداوة قريش له – صلى الله عليه وسلم.

ومن هنا قال: “إنكم لن تسَعُوا الناسَ بأموالكم، ولكن تسعونهم بأخلاقكم”، يقول أبو حاتم – رحمه الله -: “الواجب على العاقل أن يتحبَّب إلى الناس بلزوم حُسن الخُلق، وتَرْكِ سوء الخُلق؛ لأن الخُلق الحسَن يُذيب الخطايا كما تذيب الشمسُ الجليد، وإن الخُلق السيِّئ لَيُفسد العمل، كما يفسد الخلُّ العسلَ”.

[ad id=”1177″]

فمن أهم أسباب الرقي الحضاري ومقومات النهضة الحقيقية: التمسك بالأخلاق الفاضلة، سواء على المستوى الفردي أو الأسري أو الاجتماعي أو الوطني أو الإنساني، فهي ركيزة أساسية في تهذيب السلوك الإنساني وتنظيم العلاقات على أسس قويمة من السمو الروحي والمعاملة الجميلة، وعنصر فعال في شيوع المحبة والألفة والتماسك والترابط في المجتمع، أفراداً وأسراً وشعباً وقيادة، ومنبع رئيس للتعايش السلمي البناء مع الأمم والحضارات الأخرى.

ومن ذلك أيضاً: سلامة اللسانو الكلمة، وبالخصوص مع تنوع الوسائل الحديثة للتعبير، كالمواقع الإلكترونية وأدوات التواصل الاجتماعي وغيره، فاللسان أعظم ما ينبغي العناية به بعد القلب، لأنه ترجمه للقلب والمعبر عنه، وهو من أعظم الجوارح تأثيراً على صاحبه وعلى الآخرين بالنفع والضرر، ففي الحديث الشريف: «لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه»، وفي الحديث الآخر: «إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان أي: تخضع له – فتقول: اتق الله فينا، فإنما نحن بك، فإن استقمت استقمنا، وإن اعوججت اعوججنا»

[ad id=”1177″]

Related posts

Leave a Comment