قارئ قد عانت أهل قريته كثيرا بعد رحيله

بقلم الاستاذ /احمد حمدي مصيلحي

قارئ فارق جسده الحياه فقط ولم يفارقنا صوته لحظه
قارئ كان يتفاعل قلبه مع كل آية بما يليق بها
فعند الوعيد يتضاءل #خيفة
وعند الوعد يستبشر #فرحا
وعند ذكر الله وصفاته وأسماءه يتطأطأ #خضوعا
وعند ذكر الكفار وقلة أدبهم ودعاويهم يخفض #صوته وينكسر في باطنه حياء من قبح #مقالتهم
ويشتاق للجنة عند #وصفها ويرتعد من النار عند #ذكرها
تلك هو سيدنا #الشيخ السيد متولي عليه رحمة الله
ولد القارئ الشيخ سيد متولي بقرية الفدادنة مركز فاقوس بمحافظة الشرقية يوم 26 إبريل عام 1947م. في أسرة يعمل عائلها بالزراعة كبقية أهل القرية.
كان والده يتطلع إلى السماء داعياً رب العزة أن يرزقه ولداً بعد البنات الأربع ليكون لهم رجلاً وملاذاً بعد وفاته. وكانت الأم في شوق إلى ابن يقف بجوار شقيقاته الأربع بعد رحيلها حتى تطمئن على بناتها بوجود أخ لهن يأوين إليه عند الشدائد والملمات ويجدنه بجوارهن دائماً. وتأكيداً لرغبة الأم الشديدة في إنجاب غلام حليم دعت الله أن يرزقها الولد لتهبه لحفظ القرآن الكريم ليكون أحد رجال الدين وخادماً لكتاب الله عز وجل وعاملاً بحقل الدعوة الإسلامية. استجاب المولى لرجاء الوالدين ورزقهما بطفل ليبعث في نفسيهما الأمل ويبث في قلبيهما السكينة والإطمئنان. عم الخير أرجاء البيت بمقدم الوليد وسهرت الأم ليلها ونهارها ترقب نمو ابنها متمنية أن تراه رجلاً بين عشية أو ضحاها .. مرت الأيام مر السحاب وتعاقب الليل والنهار وتوالت الشهور وبلغ الابن الخامسة من عمره فأخذه أبوه وذهب به إلى كتّاب الفدادنة وقدمه إلى الشيخة (( مريم السيد رزيق )) التي ستقوم بتلقينه الآيات والذكر الحكيم . وتعاهد الإثنان والوالد والشيخة مريم على الاهتمام بالإبن سيد متولي أدق ما يكون الاهتمام, ورعايته أفضل ما تكون الرعاية فتعاون البيت مع الكتاب وقدما العون للطفل ابن الرابعة حتى يتفرغ لحفظ القرآن ومراجعته وإجادة نطقه. وجدت الشيخ مريم علامات النبوغ ومؤشرات الموهبة لدى تلميذها فانصب اهتمامها عليه وعاملته معاملة متميزة لتصل به إلى حيث تضعه الموهبة دون تقصير ولا يأس, فهي المحفّظة التي تخرج على يديها وفي كتّابها مئات من الحفظة مما مكنها من معرفة إمكانات الموهوب وكيف تثقل موهبته كملقنة لها خبرتها ونظرتها الثاقبة. عندما بلغ الابن الخامسة من عمره أخذه أبوه إلى كتّاب الفدادنة وقدمه إلى الشيخة “مريم السيد رزيق”. ولما بلغ سيد متولي السادسة من عمره ألحقه والده بالمدرسة الابتدائية بالقرية فلم ينشغل بالدراسة عن القرآن. ظل يتردد على كتّاب الشيخة مريم حتى أتم حفظ القرآن كاملاً وهو في سن الثانية عشرة. أصبح سيد متولي قارئ القرية في المناسبات والمآتم البسيطة وأحيا ليلة الخميس والأربعين فنجح في ذلك. أن فذهب به والده إلى الشيخ “الصاوي عبدالمعطي” مأذون القرية ليتلقى عليه علم القراءات وأحكام التجويد.

حصل الشيخ سيد متولي على المأذونية خلفاً لأستاذه الشيخ الصاوي ليصبح قارئاً للقرآن ومأذوناً لقريته الفدادنه وذهب سيد إلى قرية العرين المجاورة للفدادنة ليتعلم علوم القرآن والقراءات على يد الشيخ طه الوكيل. بعد ذلك ذاع صيته في محافظة الشرقية وانهالت عليه الدعوات من كل أنحاء الشرقية وبدأ يغزو المحافظات الأخرى المجاورة لإحياء المآتم وكثيراً ما قرأ بجوار مشاهير القراء الإذاعيين أمثال الشيخ مصطفى إسماعيل والشيخ البنا والشيخ عبد الباسط والشيخ حمدي الزامل والشيخ السعيد عبد الصمد الزناتي.

في البداية لم يتعد الأجر جنيهاً واحداً عام 1961م وعام 1962م. بعد عام 1980م وصلت شهرة الشيخ سيد متولي إلى المحافظات وامتدت في نفس العام إلى خارج مصر. فذاع صيته في بعض الدول العربية والإسلامية من خلال تسجيلاته على شرائط الكاسيت.
قارئ الإذاعات العربية والإسلامية والسفر إلى الخارج

قام بتسجيل القرآن لبعض الإذاعات العربية والإسلامية وله تسجيلات تذاع بالأردن وإيران وبعض دول الخليج.

سافر الشيخ سيد متولي إلى كثير من الدول العربية والإسلامية والأفريقية لإحياء ليالي شهر رمضان وتلاوة القرآن الكريم بأشهر المساجد هناك وله جمهوره المحب لصوته وأدائه في كل دولة ذهب إليها وهذا الحب والقبول أعز ما حصل عليه الشيخ سيد متولي على حد قوله. وخاصة إيران والأردن ودول الخليج العربي.

وقد رحل وفارق الحياه في يوم الخميس الموافق 17/يوليو لعام2015 عن عمر يناهز 68 عام في مسقط رأسه قريه الفدادنه مركز فاقوس بمحافظة الشرقية. وكانت اخر الايات التي قرأها قبل رحيله بدقائق
(إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)

رحل عملاق القراء وكروان الوطن العربي
وقد عانت بالتحديد قريه الفدادنه كثيرا بعد رحيل هذا العلم الكبير. حيث عندما كان يحدث اي عزاء كان اهل القريه لا يشغلون بالهم بمن سيقرا ويحي الليله القرأنيه. وكيف يشغلون بالهم وهم بينهم وبجانبهم كبير قراء اتحاد الاذاعة والتلفزيون. رحيل هذا العلم تسبب في ترك فجوه كبيره بين اهالي القريه واصبح الان يتسائلون عندما يحدث حاله وفاه (من الذي سوف يقرأ)
رحم الله شيخنا الجليل والهمنا جميعا الصبر علي فراقه.
ووفق جميع القرأ الصاعدين في القريه أمثال الشيخ لطفي علي الشناوي والشيخ محمد مختار والشيخ عبدالرحمن السعدي وغيرهم من القراء.

 

Related posts

Leave a Comment