اشرف المهندس يكتب..من ذاكره التاريخ

كتب اشرف المهندس من ذاكرة التاريخ

إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ (71) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (72) فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (73) إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (74) قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ (75) قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ (76) قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (77) وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ (78) قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (79) قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (80) إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (81) قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (83) قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ (84) لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ (85)صدق الله العظيم سورة (ص)

والعدواة منذ بداء خلق بنى ادم والاغواء الشيطانى

الحلقة الثالثة :شياطين الانس على مدار الزمان

بالفعل لم يكن لشيطان على الانسان سلطان ولكن ما كان من عداء وفرصة كى يكون لشيطان اتباع ليس فقط فى ان يكون اتباعهُ وانما اعوان من بنى الانسان يكونوا له ايدى تسير له عملية الاغواء والفتنة وان كانوا هؤلاء البشر من الذين قد ختم على قلوبهم واسماعهم وابصرهم

والان اللقاء لما توقفنا عنده فى الحلقة السابقة وانت تعيشى معى عزيزى القارئ كما لو كانة سناريولمسلسل تعيش الاحداث معه ودخله او سياق روائى كى تصل اليك المعلومة فى سهولة :ونبداء وكان الحديث عن اول ملوك الارض بعد ظهور اول حضارة وهو يملك القوة والسحر وهو يحكم بهم واول تحالف لاانسان مع الشيطان وسر ذلك التواصل على مدار الزمن ومدخل الشيطان لبنى ادم كى يفسد عليهم كل حياتهم بداءٍ من الرسلات السماوية وطريق الرشاد وهو يستغل فئة بعينها لتكون له الاعوان وافساد الحياة وبعد ان عرفنا فيما سبق من حضارة بابل وميلاد هذا الملك (النمرود)وقد توقنا عند : المشهد بعد مائة عام واول اللقاء مع الشيطان

كانت هناك منصة كبيرة دائرية ذات رخام أبيض وذهبي.. تحيط بها التماثيل

البابلية الموحية.وفي منتصف المنصة نافورة مزخرفة تسحب الماء من النهر

وتضخه بشكلٍ خيالي لا يمكنك أن تصدق أنه كان موجودًا بهذه الدقة قبل أكثر

من أربعة آلاف عام.والان وانت تعيش معى عزيزى القارى وكانك داخل المشهد . وغضَّ بصرك عن كل الفتيات العاريات الممددات أو الواقفات هنا وهناك بجوار فتى في غاية الوسامة يجلس وسطهن بهدوء..وانظر إلى قوة

وفتوة ووسامة هذا الفتى.انظر إلى سحر الطبيعة وسحر البناء البابلي من

حوله.أنت الان في أحد القصور الملكية ببابل. وهذا الوسيم هو “زاهاك” ابن الملك

كوش. بعد مرور مئة سنة على ولادته.نعم . لا تكن في استغراب. فأعمار

البشر حينها كانت مابين خمسمئة وألف.

ها أنت تدير عينيك يمينًا ويسارًا لتملأهما بجمال هذا المنظر الساحر. إن أجمل

منتجع في هاوي يبدو بشعًا مقارنة بهذا السحر.. لكن عينيك توقفتا فجأة على

شيء أفسد استمتاع عينيك؛ رجل عجوز كسيح. أكثر أسنانه ليست في فمه..

تخرج من ذقنه شعرات معدودة مجعدة طويلة بشكل عجيب لم ترَه في أشد

الصور غباء.يرتدي عباءة سوداء ممزقة من هنا وهناك. وهاهو يقترب من

المنصة بخطوات عرجاء.

صعد الرجل العجوز إلى المنصة الرخامية.. قابلته نظرات امتعاض أنثوي من

العاريات. ضيًق “زاهاك” عينيه الوسيمتين ونظر إليه بهدوء. وبادره بلهجة

ساخرة واثقة:

– كيف دخلت هنا أيها المسخ الأجرب؟

نظر له العجوز بعينين فيهما بريق وحيوية مريبين. وقال بصوتٍ هو أقرب لصوت

الحية:

– مررت بعرجتي هذه عبر مسوخ جُرب كثيرين يرتدون قلنسوات

مضحكة ويقفون كأن على كروشهم الطير يحرسون ما يلقبونه

بابن “كوش” العظيم. فتملكني فضول لرؤية ابن “كوش” هذا. وإذ

بي أجده مستلقيًا كأنه البغل وسط الإناث حتى صار واحدة منهن.. لا

سيف يُسن.. ولا رمح يُعد.

وضعت العاريات أياديهن على قلوبهن. وتحفز الحرس حول “زاهاك”..

وتوجهت كل الأنظار إلى “زاهاك” الذي قام معتدلًا من مجلسه بسرعة كالمارد

واختطف أحد الرماح من أحد حُرَّاسه وألقاه بيد خبيرة حتى انغرست في قلب

العجوز الذي سقط كالحجر.. قال “زاهاك” بغضبٍ شديدٍ:

– ألقوا هذا الحثالة إلى الأسود.واعتذروا لها عن هذا اللحم العفن الذي

سنطعمها إياه اليوم.

حمل الحراس العجوز الذي بدا وكأنه مات من فوره كالجلمود وألقوا به إلى

حفرة قريبة واسعة مزيَّنة جدرانها برسومات الأسود الماشية التي تعتبر رمزًا

من رموز الحضارة البابلية.. وهي أيضًا مليئة بالأسود الحقيقية التي تزأر في

غضبٍ جائعٍ الأسود التي بدا وكأنها مئة أسد جائع مزقوا جثة العجوز قبل حتى أن

تحط على الأرض.. قال “زاهاك” بغضب:

– ألقوا حراس المنصة كلهم وراءه. يبدو أن أبي “كوش” العظيم لايعرف كيف

يختار رجاله.

غادر “زاهاك” المنصة واتجه إلى داخل القصر البابلي العظيم ومشى فيه

بغضب هادر يُعنف كل من يجده أمامه من الحراس.. حتى وصل إلى غرفته

المزين بابها بالعديد من الألوان والزخارف.. فتح بابها وأغلقه بغضبٍ.. ثم إنه.

– لم أعد أذكر أن لك اسمًا ما يابن “كوش” العظيم.

نظر “زاهاك” إلى مصدر الصوت بعينين متسعتين.. كان رجلًا أكثر من نصف

أسنانه مفقودة.. ولديه عشر شعرات غريبات في ذقنه العجوز.. يرتدي عباءة

سوداء ممزقة أطرافها.. ولديه صوت أشبه ما يكون بصوت الحية

ورغم أنَّ عينيْ “زاهاك” الوسيم قد اتسعتا لثانية.. إلا أنهما غضبتا في الثانية

التالية واستعاد قلبه جأشه وتحفزت عضلات ساعديه وهجم على العجوز البشع

هجمة ثائرة.. لم يتحرك العجوز من مكانه قيد أنمله ولم تطرف عيناه طرفة..

بل كان ينظر بسخرية إلى هجمة “زاهاك” التي مدَّ فيها يده ليمسك بتلابيب

العجوز ويرديه حيث يرديه.. لكن هجمة “زاهاك” تلك لم تنته إلا بعظيم اتساع

في عينيه.. وبنظرة إلى العجوز غير مصدقٍ لما يراه.

لقد مرَّ من العجوز كما يمر من الهواء.. فالتفت بحدة إلى العجوز ليجده واقفًا

في موضعه ناظرًا بعينيه الساخرتين إليه نظرة هزت كيانه.. أي إنسانٍ هذا..

العجيب أن ردة فعل “زاهاك” لم تكن مرتعبة بقدر ما كانت متحيرة.. ثم حسم

أمره فجأة وتوجه بسرعة إلى المشعل الذي يضيء الغرفة بالنار.. وحمله بيدٍ

واحدة ثم ألقاه بكل عزمه على العجوز الواقف.. ورأى بأُمّ عينه المشعل يمر من

بين جسد العجوز ويسقط على الأرض.. وهنا تحولت نظرة العجوز إلى نظرة

مخيفة وسًع فيها عينيه بغضب ثم نظر إلى المشعل نظرة واحدة أطفأت

المشعل مكانه.

بدأ عقل “زاهاك” البابلي القديم يفكر غير عالِمٍ ماذا يصنع بالضبط.. لكن العجوز

كان هو من تحرك هذه المرة.. في أقل من طرفة عين كان عند المشعل يحمله..

وفي الطرفة الثانية حدث ما جعل “زاهاك” يتراجع تلقائيًّا..

والى اللقاء فى الحلقة القادمة لنكمل معاً باقى الاحداث

Related posts

Leave a Comment