د عبد العال يتالق _فى قراءة دفتر أحوال الجامعة 

للدكتور حسن عبد العال كلية التربية جامعة طنطا

متابعة _ احمد عبد الحميد
فى الأنظمة الديمقراطية يضمن المجتمع والدولة لأعضاء المجتمع الأكاديمي الحقوق التى يحتاجونها للبحوث والتدريس وإبداء الرأى حتى يكون أفراده قادرين على الوفاء بالأهداف التى تخدم الصالح العام دون تهديد لحياتهم وأرواحهم واستقلالهم الفكري . وكثير مما يكتب عن الجامعة الآن وعن الوضع المتردي لها ، ونحن ننسى أو نتناسى كيف تأسس الواقع المتردى داخل الجامعة . فمنذ عقود كانت الصفوة السياسية والاجتماعية ، تعايش التسلط والاستبداد وتبرره ، وتضع مصلحتها الذاتية والآنية فى المقدمة ، وتعتبر الموقع مغنما ، وتمارس تسلطها وبطشها بالأكاديميين والمفكرين المعبرين عن ضمير الأمة ، هذا ماحدث قبل ثورة يوليو 1952 مع الشيخ على عبد الرازق ، وطه حسين على سبيل المثال ، واستمر مسلسل البطش كما فى قضية نصر أبو زيد فى جامعة القاهرة ، وأحمد صبحى منصور فى جامعة الأزهر والذى أجبرته السلطة على تقديم استقالته من الجامعة ، ولا يغيب عن ذاكرتنا ماحدث عام 1954 عندما فصل او نقل عدد من الأساتذة لا يشاركون السلطة السياسية فكرها .

وفى الحقيقة أذا فقدت الجامعة استقلالها وحريتها فقدت عطاءها الشرعى ، وهمش دورها المجتمعى وتولى أمرها من لا شأن له بالفكر والرؤية المجتمعية الصحيحة ،فبعد أن كان مفكرون أمثال طه حسين وأحمد لطفى السيد وحلمى مراد وسليمان حزين على رأس الجامعة ، أصبح يتولاها الآن من ليس له علاقة بالفكر والثقافة ، وظهرت كوادر أكاديمية تتميز بقدر عال من الحرفية والمهنية والبيروقراطية ، ومع المهارة المهنية وأشياء أخرى لا شأن لها بالفكر والثقافة يختار من يرأس الجامعة . ويصبح شغله ليس أمر الفكر والبحث العلمى ، ولكن ضبط الإيقاع داخل أسوار الجامعة ، تحسبا لرياح لا تشتهيها السفن ، مكتفين بسكون الأوضاع ليتم اصلاح الجامعة بشكل هادىء على حد قولهم .

أن تاريخ الجامعة يثبت أن إصلاح الجامعة لا يقوم به إلا رواد وأساتذة يتمتعون بسيرة ذاتية نقية ، تحمى الجامعة من النزعات المادية والمصالح الفردية وكل الاختراقات . فحينما كانت السيرة الذاتية لرواد الجامعة نقية اكتسبت الجامعة قوة ذاتية ، فأحمد لطفى السيد يستقيل من منصبه مديرا للجامعة متضامنا مع أحد أعضاء هيئة التدريس ( طه حسين ) لفصله من الجامعة ، وطه حسين نفسه يرفض منح أحد رؤساء الوزارات درجة الدكتوراة الفخرية حفاظا على هيبة الجامعة . . .

 

 

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏بدلة‏‏‏

Related posts

Leave a Comment