لأول مره الدكتور //هاني عبد الظاهر يصرح.. عندما يعجز الطب عن حل بعض المشكلات المرضيه غالبا ما يلجأ قطاع كبير من الناس اللي اعمال السحر والشعوزه

 السيدات والساده متابعي الافاضل في كل مكان .

 

أكثر من مرة يطرح علي سؤال يدور حول ظاهرة الاقبال على المعالجين بالقرآن او اللجوء الى المشعوذين للاعتقاد ان بعض الامراض التي تصيب الانسان مردودها من الجن او السحر او قوى غيبية.

وردا على ذلك اقول: الجن والسحر مذكوران في القرآن ولم احاول ان اتطرق إلى هذا من قبل حتى عاصرت بعضا من القصص الواقعية لبعض من حياة مرضاي ولم اجد لها تفسيرا طبيا او علميا شافيا وهذا دفعني إلى التمعن في تلك الظاهرة التي كثرت مؤخرا لعلي احدد الاسباب ومن هم اكثر عرضة لتلك الظاهرة. وسأتناول هذا الموضوع من زاوية طبية بحتة مع تأكيدي الشخصي بالتأثير الايجابي لقراءة القرآن الكريم وسماعه على المرضى والاصحاء معا.

نحن نعيش في عصر الارهاق لاسيما الذهني. ولقد اصبحت غالبيتنا تشكو من تعب متواصل وان كان بدرجات متفاوتة مع الاحساس بالتوتر والتعقيد والتشاؤم وتقلب المزاج. اصبح الشعور بالخوف يراودنا لسبب حقيقي او وهمي بحيث اذا اشتد او اصبح مزمنا قد يشل اعصابنا ويتملك عقلنا ويقلل من قدرتنا على التركيز ويوصلنا إلى النسيان. الامراض العضوية زادت نتيجة لضعف الجهاز المناعي منها للتلوث البيئي والضغوطات النفسية التي خلفت من ورائها الاكتئاب والتوتر العصبي والخوف المرضي والوسواس القهري والادمان سواء على المسكنات او المهدئات او المنومات او الكحوليات او ادمان المخدرات. اصبحت تغذيتنا سيئة في ظل توافر خدمة المأكولات السريعة والاطعمة المعلبة الغنية بالمواد الحافظة التي تهيج الجهاز العصبي فضلا عن الاسراف في شرب القهوة والشاي والتدخين بانواعه المختلفة حيث توافرت المقاهي الاميركية والشعبية. ولا ننسى الضجيج وازدحام السير مع الشعور بانعدام الحيلة لضيق الوقت مع تكرار هذا يوميا مما ادى الى ردود فعل عنيفة وسريعة.

التلوث البيئي لم يقصر في تهييج الجهاز العصبي ويسبب صداعا متكررا وعصبية وانقص قدرتنا على التركيز والسمع. ضغوط التقنية كان من المفترض ان تقلل من وقت العمل لتوفر لنا مزيدا من الوقت للراحة ولكنها للاسف ادت الى نتائج معاكسة تماما. فالعمل تضاعف وزادت التوقعات سواء من انفسنا او من الاخرين كما قللت من فرص التعامل والتفاعل بين الناس فقلت الرومانسية واصبحت حياتنا مادية ومعقدة وجافة. فلا عجب أن تزداد الامراض الاجتماعية كالطلاق، والخيانة الزوجية، ومشكلة الادمان، والانتحار… إلخ.

اعباء التزاماتنا اثقلت ادمغتنا وصعبت علينا الخلود إلى النوم بسهولة كما اضعفت من قدرتنا على التحكم في بعض الامور الحياتية المختلفة وجعلتنا احيانا نتخبط في قراراتنا ونتباطأ في اتخاذها ونتردد كثيرا في تنفيذها.

وعموما شدة تأثرنا بالضغوطات العصرية وتفاعلنا معها تختلف من شخص الى اخر معتمدة على عدة عوامل منها الشخصية الذاتية للفرد وعدد المشاكل الحياتية ونوعيتها وحجم ما نتعرض له منها، واخيرا البيئة الاجتماعية والدعم الاسري والمادي للفرد.

حالات وأمراض…..

ونسأل الآن ما الفئة الاكثر اقبالا على المعالجة بالقرآن او التي تلجأ الى المشعوذين والدجالين للاعتقاد ان الامراض التي اصابتهم كانت مسا من الجن او نتيجة لعمل سحر من اشخاص قاصدين الاذى بهم؟

الاجابة مستندة إلى وقائع ملموسة تقول: النساء عموما اكثر اقبالا من الرجال. كما ان المستوى العلمي للفرد يلعب دورا ولكن ذلك ليس قاعدة. فأي شخص معرض لهذه الظاهرة متى ما تملكه اليأس والاحباط والقلق الشديد والهلع.. يقبل على اي تصرف من دون وعي او ادراك. وهناك بعض النوعيات من الشخصية الفردية التي تتأثر بهذه الظاهرة منها الشخصية المفرطة الحساسية، والسوداوية، والوسواسية والغيورة التي تنعدم لديها الثقة بنفسها. كما ان هناك بعض الأمراض المزمنة أو الأمراض غير محددة الأسباب أو الأمراض التي لا تستجيب للعلاج أو الأمراض التي لا يزال الطب حائرا في معرفة طبيعتها.

متابعي الافاضل…

هناك أمراض نفسية يصاب بها الشخص ويعاني منها دون إدراك أو وعي منه، لهذا تؤثر في طبيعة حياته الاعتيادية وتجعله يعاني من دون ان يعرف كيف يتخلص منها. ومن تلك الأمراض ك مرض الاكتئاب، والخوف المرضي، ومرض «توهم الأمراض»، والوسواس القهري ومرض انفصام الشخصية الذي يطلق عليه مرض معاناة الآخرين حيث يؤمن المريض بأنه طبيعي وان الذين يحيطون به يدبرون له المؤامرات. وعادة ما يعاني أهل هذا المريض من اكتئاب وقلق بسبب عدم قدرتهم على السيطرة على تصرفاته والأذى الذي يلحقه بنفسه أو بالآخرين.

أسباب نفسية…

هناك حالات صحية مؤلمة صعبة الاستجابة للأدوية عند بعض الأشخاص لأسباب غير معروفة (قد تكون نفسية المنشأ) وعادة ما تكون الفحوصات الطبية سليمة مثل الألم الجسدي سواء أكان صداعا شديدا، أم ألما في الوجه أو الظهر، أم خدرا في الأطراف، أم الإحساس بتنميل هنا وهناك، أم مرض الصرع حيث ان 75% من نوباته قد تحصل من دون وجود سبب عضوي. كما ان هناك حالات شديدة لا تستجيب نوباتها للعلاجات المختلفة وتكون مزمنة ويمكن ان تؤدي الى انتحار أو تخلف عقلي.

كما توجد حالات ليس من الضروري ان تؤلم المريض قدر ما تؤلم الآخرين المقربين منه كمرض انفصام الشخصية أو وجود تخلف عقلي حيث ان 30% من تلك الحالات أسبابها غير معروفة طبياً أو السلوك العدواني المبهم للطفل أو عدم قدرته على التركيز مصحوباً بزيادة في نشاطه عن المعدل الطبيعي، فيفشل الطفل في اتباع التوجيهات ولا يقدر على المشاركة في اللعب ويفشل في تكوين علاقات اجتماعية مع بقية اقرانه، فيصيب الوالدين بخيبة أمل شديدة خصوصاً إذا كان العلاج الطبي نتائجه محدودة أو كان هناك سوء فهم دائم بين أهل المريض والطبيب.

وايضاً هناك بعض الأمراض المزمنة التي تسبب معاناة نفسية لشخص من دون ان تشكل خطراً على صحته مثل مرض البرص، ومرض الصدفية والعجز الجنسي لدى الرجال، وكذلك العقم حيث اصبح مشكلة تؤرق كثيراً من المتزوجين خصوصا إذا كانت الفحوصات الطبية لدى الطرفين تشير الى عدم وجود سبب صحي من ورائها. وهذه تحدث لدى 30% من الحالات، وايضاً هناك 40% من حالات الاجهاض المتكرر لدى النساء خصوصا اللاتي تجاوزن سن الاربعين من دون وجود سبب صحي محدد، ولا يوجد هناك علاج فعال يمنع هذا.. فمتى ما تملك الانسان الشعور بالإحباط واليأس يقبل على أي شيء يعطيه أملاً في الرجوع إلى حالته الطبيعية السابقة.

أما المشاكل الاجتماعية فلا حصر لها، فالعصر الذي نعيشه تزداد فيه المسؤوليات: ضغط الوقت، وثقل الأعباء، وزيادة التوقعات من أنفسنا ومن الآخرين، ونقص في الدعم المعنوي، ووحدة وعزلة مستمرة. كل تلك العوامل تعمل على ضعف قدرتنا على التحكم بتصرفاتنا، فصديقة تخون صديقتها مع زوجها، وزوج يهجر زوجته بعد حب وعشرة لفترة طويلة، وخيانة صديق الطفولة أو صديق قديم، وخيبة أمل مهنية، وخيانة حبيب غير متوقعة، وعنوسة، نزاعات متكررة مع الأسرة، ومشاكل مالية وضغوطات عميقة أقوى من قدرة الشخص على تحملها.. الخ…. عافانا الله وعافاكم  اجمعين….

 

والله الموفق والمستعان…

 

دكتور /هاني عبد الظاهر 

المستشار الدوائي للجمهوريه

Related posts

Leave a Comment