مُطارَدَة
كُنْتُ أمامَ الْبَحرِ أُحَدِّثُهُ:
– ضِرْسِي يُرْهِقُنِي.
– بِنْتِي تَبْحثُ عَنْ حُلْمٍ
وتصلي
تَفتَحُ أبوابا للناسِ
ولا يُفْتَحُ بابٌ تطلبُهُ.
– أمِّي (حُبِّي الدّائمِ)
أَمْسكُ يَدَهَا
تُطْعمُنِي أُطْعِمُهَا
حَتّى تفْرشَ ضِحْكتَهَا
ويفوحَ الوَرْدُ بِقلْبِي
تَقْتلنِي كَحَّتُها
أخْشَى
إِنْ عَرفتْ حَالِي
يغْلبُها الدّمعُ.
– وَجَارِي
ستْرِي
لم يرْحمْ دارِي.
– لم يَعُدِ الشّارعُ يَحْنُو
ويقرِّبُ .
يا بحْرُ
أتَفْهمُ قَوْلِي؟ .
هَبَّتْ رِيحٌ عاصِفةٌ
وَاشْتدَّ المَوْجُ
إلى أنْ غِبْتُ بَعيدًا
يلْقانِي شيْخٌ مُبْتَسمًا :
لا بأسَ عَليْكَ
اهْدَأْ .
فَجَرَيْتُ
يُطارِدُنِي قِطٌّ
حَتّى انْقَطَعتْ أنْفَاسِي
يلْقانِي الشَّيْخُ
وَقَدْ أَمسَكَ بي مُبْتَسِمًا :
لا تَفْزعْ مِنِّي
قَدْ ذَهَبَ بَعِيدًا .
غَامَ الْمَشْهدُ
وَتَدَاخَلَتِ الصِّوَرُ
اسْوَدَّ الْمَنْظَرُ
لا أَتَذكَّرُ شيْئًا بَعْد
سِوَى صَوْتِ الْحُبِّ الدَّائِمِ
يُوقِظُنِي:
الأرْزاقُ يُقَسِّمُهَا الرَّزَّاقُ
انْهَضْ
فالشَّمْسُ انْتَشَرَتْ .
***