ينتمي إلى أسرة فلاحية فقيرة تتألف من صبين وخمس بنات وهو أصغرهم
ومن الأدباء الذين عاشوا معاناة الفقر وظلم الحياة
أنهى مرحلته الإبتدائية في مدرسة القرية وتابع تعليمه في الصف السابع في السويداء والثامن في درعا وبعدها الثانوية الأهلية بدمشق
كان والده لا يملك من الأرض شبرا واحدا وكان يعمل في(المرابعة) عند الملاكين في مواسم الخير وأما عندما يكون الموسم سيئا يشد حزام الرحيل مشيا إلى فلسطبن للعمل في البيتون والعتالة وكان والده يملك قوة جسدية ومتعلما ينظم القصيد ومثقفا على مستوى(الكتاب المقدس) مناقشا لرجال الدين من أشباه الأميين
وفي احدى المرات تمرد والده على الإقطاع صاحب الملكية الكبيرة من قرى(عرى) المجاورة لقريته وكان يملك/14/فدانا(الفدان =250 دنما) عندما نهره وضربه على ذراعه بالبارودة الفرنساوية فكُسرت البارودة وبقيت ذراع والده سليمة وبدأ يلاحقه الإقطاعي ليدفعه ثمنها ولكن هذا لم يحصل
فكانت للكاتب أول قصة (الحصاد القسري) ثم تم تبديل العنوان فيما بعد إلى(الأخمص الخشبي)
أصيب والده بدمشق بمرض تصلب الشرايين فباع المحصول والماعز وبقرة وحيدة واشترى منزلا في حي الطبالة عام 1965م بخمسة آلاف ليرة وبعد تسعة أشهر توفي والده
حصل على البكالوريا في العام(1957ـ1968) وتابع تعليمه في جامعة دمشق ـ كلية الآداب ـ قسم الجغرافيا وتخرج في عام 1975م
وأول رواية له كانت 1968م ونشرت في مجلة (الرافقة) التي صدر منها أربعة أعداد فقط وبعد تخرجه تزوج
وعين في الحسكة (تل نمر) مدرسا لمدة عامين لمادة الإجتماعيات بعد جهود وتقديمه لعدة مسابقات رفض فيها
وقد استفاد من تجربته حتى كون خطا إبداعيا في قصصه ورواياته وبالتالي لم يكن مبتذلا بل عاشق حقيقي للحياة ولكن بروح المثقف الواعي الذي يعرف ماذا يختار وكيف يختار جملته وأدبه
وهو راوٍ وقاص وناقد مرهف الحس في النقد الأدبي ويجيد النقد الأدبي بلباقة الأديب وشاعريته ويتميز إنتاجه بقربه إلى الواقع المنسجم مع حياته وواقعه وهو من الأدباء النشطين في الإنتاج الأدبي ويتقن كتابة القصة والرواية بروح تحمل المعاصرة ويتعمد الإستعارة بحرفه وإيقاعه الهادئ يساعده على إلتقاط الصور الجميلة في معالجة القصص بحبكة فنية ويجمل الصور البيانية والمفاجئة في قصصه
فتجد لغته الشاعرية بصور وانزياحات واضحة في مسارها السردي
وقد أغنى المكتبة العربية بالعديد من المجموعات القصصية والروايات إضافة إلى مقالاته النقدية والفكرية وهو يستأثر بالتجريب في الأجناس الأدبية التي يكتبها من قصة ورواية
لأنه اعتبر أن التجريب أساسي في العملية الإبداعية كي يكتمل الإنتاج الأدبي في الرواية والقصة والشعر
من أعماله الأدبية:
صدر له أول كتاب (مجموعة قصصية) بعنوان (الأخمص الخشبي) عام 1991، ومجموعة ثانية بعنوان (وجه وقمر) عام 1992 وقبل عضواً في اتحاد الكتاب عام 1993، ثم صدرت رواية (ألوان قزحية) عام 1994، ورواية (جسر الموت)1997، عن اتحاد الكتاب ومجموعة (الصفعة) عام 1999، ومجموعة قصصية بعنوان (دائرة الضوء) عام2000 عن اتحاد الكتاب العرب، ثم رواية (احتراق الضباب) عام 2003
من أعمال الأديب باسم عبدو
نينوى، ورواية (زهرة في الرمال) عن اتحاد الكتاب عام 2006، ومجموعة قصص (اعترافات) عام 2006، وقصص (لا يموت الأقحوان) عام 2008عن اتحاد كتاب العرب.
وقد نشر في الصحف المحلية والعربية (الكفاح العربي- الخليج- النداء- السياسة الكويتية- مجلة الكويت وغيرها) حوالي سبعمئة مقالة وقصة قصيرة وزاوية ثقافية حتى تاريخه، شارك بعشرات الأمسيات والمهرجانات والندوات النقدية في المراكز الثقافية السورية وفروع اتحاد الكتاب في المحافظات السورية أيضاً، حصل على الجائزة الثانية في مسابقة نقابة المعلمين عام1994 والجائزة الأولى في مسابقة “ماجد أبو شرار” عام 1999، عمل أمين سر جمعية القصة والرواية في اتحاد الكتاب العرب لعامي 2005-2006 وهو مدير تحرير جريدة النور منذ عام 2006.
وقد رثاه أدباء وشعراء ومنهم
رياض طبرة : ما هكذا عهدنا بك يا أبا شفيع
أما القاص رياض طبره فقال :
ما هكذا عهدنا بك يا أبا شفيع
ما هكذا يكون الرحيل
لكنها الحياة
لكنه الموت في جولة غادرة
وهو الوجع كل الوجع لأنك في أوج عطائك
في أوج وجعك على وطن
ما أروع ما كتبت كأنك كنت تعلم بالرحيل
باسم
ليتك تسمعني لحظة الفجيعة بك
ليتك تسمعني أردد كالنساء النائحات على أخ
جانا الخبر ريت الخبر كذابي
يا لوجع أصدقائك صديقاتك
زملائك زميلاتك
عزاؤنا أنك ترحل ناصعا كالثلج
تسكن الأبدية قامة معطرة بالصدق
تستسلم للموت كسيف اندس في غمده
وها هي حروفك تنير الدرب للمتعبين
باسم
هذا الثلاثاء سيكون الجمعة الحزينة
ألست على جلجلتك تظل باسما
هذا فجر عبورك الأبدية باسم عبدو