الشاعره د . أحلام الحسن
فرحَ الرّبيعُ مفاخرًا يتجدّدُ
وغدا الزّمانُ نضارةً تتجسّدُ
واستبشرت نُجمُ السّماءِ قُدومَهُ
ورسالةُ السّموَاتِ تسْجدُ تحمدُ
جبريلُ حارسُ مهدهِ المتنوّرِ
يدعو لهُ الرّوحُ الأمينُ يهدهدُ
وقفتْ صفوفُ الحورِ حاضنةً لهُ
كم حارسٍ للمهدِ عينًا يرصدُ
وُلدَ الشّفيعُ وجبرئيلُ يُكبّرُ
هو رحمةٌ للعالمينَ ستُحمدُ
جمعَ الجمالَ مع الخصالِ كأنّها
رُكنُ الرّشادِ هدايةً و يُسدّدُ
وجمالُ يوسفَ ذاكَ بعضُ جمالهِ
وعظيمُ أخْلاقٍ فمنهُ شيّدوا
يا أُسْوةً للعالمينَ وقُدوةً
بكَ نهتدي بكَ نقتدي بكَ نرشدُ
كملتْ سموّ عبادةٍ ألقابُكَ
محمود فعلٍ والنّبيّ محمّدُ
قومي أمينة دثّري لمحمّدٍ
نزلَ الأمينُ على النّبيّ يُوَحّدُ
ورَدَ الحياةَ نبوّةً ورسالةً
لكرامةِ الإنسانِ يحفظُ يسْعدُ
أمُّ القُرى الأوثانُ فيها زُلْزلتْ
نورٌ كساها واستهلَّ المولدُ
ألأنبياءُ تفاخرتْ بأصولهِ
هل مثلُ مولدهِ الموالدُ تُولدُ
فكأنّهُ النّبعُ الأصيلُ لمجدهمْ
وكأنّهم منهُ فروعٌ أُولدوا
تشتاقُ فردوسُ الجنانِ مقامَهُ
محمودُ أمرِ شفاعةٍ وسَتَشهدُ
صلواتنا من دون ذكْركَ ترفضُ
ألموتُ لا يُفني حياتكَ أحمدُ
أيموتُ منْ ملكَ القلوبَ بذكْرهِ
تفنى الملوكُ وأنتَ باقٍ أحمدُ
يا خاتم الرّسلِ الكرامِ كرامةً
يا رحمةً نزلتْ تُبشّرُ تُسْعدُ
فتنُ الغياهبِ ها هيَ استعرتْ بنا
ألعُذرُ يصعبُ والشّعوب تشرّدوا
فيضانُ دمْعِ أمومةٍ يتفجّرُ
نارٌ عليهم كم تقومُ وتقعدُ
وتأزّمُ الإنسانُ في أوطانهِ
ألمسلمونَ متوّهونَ محمّدُ
لعبتْ بأُمّتكَ الخُطوبُ فأقبرتْ
جَهِدَ البلاءُ فلن تُمدُّ لهم يدُ
ضاعَ السّلامُ وبالأمانِ يُهادنُ
حتّى الأجِنّةَ في البطونِ تُهدّدُ
يا مهْبطَ الملكِ المُطاع ورحلهِ
لولاكَ جمعٌ في جهنمَ يُخلّدوا
ضجَّ الشّبابُ وشابَ منهُ عمْرهُ
ليتَ الهناءَ كما الطّيور يُغرّدُ
لشفاههم ياليتَ ترجِعُ بسْمةٌ
مثلَ الحنينِ لوَكْرهِ يتوَدّدُ
أيّامُهم كم تشتكي بمرارةٍ
عدلًا وأمنًا مُعدمًا يتمرّدُ
ضاقتْ حقوقُ طفولةٍ وبراءةٍ
نشكو إليهِ ربّنا منْ يُعبدُ
ياربَّ أحمدَ مُصطفاكَ ونسلهِ
هذي أيادينا وأنت الأجودُ